من أنت يا سعد لكي تأسر البلد وإقتصاده بهذه الطريقة ؟ (الناشط السيّاسي إيلي حنّا)
” رحنا فراطة ” عبارة يردِّدها الجميع في لبنان، البلد الصغير ، بلد الرسالة كما قال قداسة البابا مار يوحنا بولس الثاني رسالة المحبّة والعيش المشترك لا التقسيم وإلغاء الغير والإرتهان للخارج.
متى سيدرك الرّئيس المكلّف وغيره أن الملف اللّبناني يُعالج في الدّاخل اللّبناني والحكومة اللّبنانيّة تؤلّف بينه وبين رئيس الجمهورية لا بين مال الخليج وسياسة أوروبا وعقوبات أمريكا وإستراتيجيّات روسيا ومطامع تركيّا.
فإذا إفترضنا أنّ من حقّه الإنتظار لتسلّم جو بايدن الرئاسة الأمريكيّة لكي لا تفرض عليه إدارة ترامب العقوبات (أي لأسباب شخصيّة)، فهلّ يحق له الإعتراض لو أراد حزب الله إنتظار الإنتخابات الإيرانيّة أو السّورية، أو إذا أراد فريق من المسيحيّين الإنتظار لمعرفة مصير ماكرون في فرنسا …
ننتهي ولا تنتهي الإستحقاقات الخارجيّة، فما العمل ؟
هلّ مصيرنا دائماً أنّ نكون ” فراطة ” الدّول ؟
هل وظيفتنا هي مراقبة حُسِن سير الأنظمة والعمليّات الديمقراطيّة في الدّول ؟
ماذا عن ديمقراطيتنا ونظامنا ؟
طَرَحَها سابقاً وعاد ليطرحها اليوم رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل غير مهتمّ لرصيده الشّعبي وغير منصِت للأصوات الخارجيّة ” نظامنا صار بدّو غيار “.
لا يجوز بعد اليوم أن يقع البلد رهن إشارة خارجيّة تأتي لشخص غير مسؤول وغير واعي لوضع الدّولة فيوقف البلد بأكمله.
لا يمكن أن نسمح بعد الآن أن يُكلّف أحداً بتشكيل حكومة ويضع التّكليف بجيبه ويرحل، غير مكترث لما يعاني الشّعب اللّبناني من جوع وقهر وذلّ.
من أنت يا سعد لكي تأسر البلد وإقتصاده بهذه الطريقة ؟
كيف تتجرّأ على سرقة أحلامنا ومستقبلنا ؟
من سمح لك بالتّحكم بلقمة عيشنا ؟
غداً عندما يتخلّى عنّك الخارج ويخونك الدّاخل، لن تجد سوى الرئيس عون والأوفياء في هذا البلد ليقفوا إلى جانبك.
ولتتذكّر دائماً أنّك لست بحليف للخارج، بلّ أداة يتحكّمون بها ويحرِّكونها كما يريدون، وعندما تنتهي صلاحيّتها يستبدلونها ويرمونها.
ناشط سيّاسي