أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


قدر “عون” كرة النار.. 🔥 قدر اللبنانيين الرجاء..🙏 (سمير مسرّة)


من انتم كي تتهموا رجلا” صالحا” اصبح في الثمانينات من عمره، بالفساد بعد كل هذا التاريخ المليء بالمجد والصدق والعنفوان؟


ولد في حي شعبي بعيدا” عن الفئة التقليدية من الطبقة السياسية. ترعرع في حضن عائلة متواضعة تتمتع بقيم اخلاقية عالية. تابع دراساته المدرسية وراوده حلم خدمة وطنه، وحققه بانضمامه الى الكلية الحربية حيث تدرج من ملازم، الى عقيد، الى قائد للجيش في احلك الظروف الامنية التي عصفت في لبنان. عرف برباطة جأشه، وقدرته الرؤيوية، وصراحته، ونزاهته، ودفاعه عن لبنان، فشارك في الحروب للزود عنه بكل ثقة وايمان، جعله يقول في يوم من الايام ان قدر اللبنانيين هو الرجاء.

استلم كرة النار عندما اختلف السياسيون ببعضهم وفشلوا. الهم شعبا” بكامله، وعلمه ان الحق لا يموت ولا يستسلم، فانتفض معهم لتحرير لبنان من الاحتلالات، وكان له ولهم ما اراد وارادوا، بعد جولات قاسية من الصدامات اتته من الخارج والداخل. دفع ثمن هذا الحلم خمسة عشر سنة من النفي القسري، ثم عاد الى بيت متواضع بهيكليته وشامخ بساكنه.

حلم من جديد ان رسالته ستكتمل بتبؤه رئاسة الجمهورية معولا” ليس فقط على الذين احبوه وناصروه، بل على الذين خاصموه لانهم بالنهاية لبنانيون انتخبوا من قسم من الشعب. فراهن بكل نية حسنة على تغيير سلوكهم وشرع الى نسج التفاهمات معهم. نجح رهانه في النصف الاول من عهده الذي انجز الكثير بمسائل تتعلق بالآمن القومي، ومحاربة الارهاب، والتعيينات في المراكز الشاغرة للدولة، واستعادة الميثاقية الدستورية، وانتظام الادارة المالية من خلال عودة الموازنات بعد سنين طويلة، واصلاح قانون الانتخاب، وربط المغتربين بوطنهم، والدفاع عن ظلم احدهم عندما اصبح رهينة، وأهين.

ولكن حلمه تحول عندهم الى كابوس، عندما رفع صوته عاليا” في الامم المتحدة مطالبا” بعودة اللآجئين السوريين، ودفاعه الشرس عن السيادة في البحر وعلى الارض، ورفضه الحلول السياسية التي تضر بمصالح لبنان، وتمسكه باستخراج الثروة النفطية، ونيته بمحاربة الفساد. فانقلبوا عليه بسحر ساحر، ورموا بوجهه كل مبيقاتهم، وحاولوا عبثا” تحميله تبعاتها. تحول حلمه عندهم الى كابوس، عندما اقترب من جيوبهم، فحاربوه كما في سنة 1989 مستخدمين السلاح الاقتصادي ولا يزالون حتى الآن. يريدونه ان يخلي الساحة ليكملوا مسيرة الهيمنة المافيوية، والاستئثار بموارد الدولة دون حسيب او رقيب. يريدون ان يشوهوا صورته ويمسوا بكرامته، وهم لا يعرفوا ان طينة هذا القائد تجعل منه عصيا” عن الآذى.

انه الرئيس العماد ميشال عون. نقول لهؤلاء: من انتم كي تتهموا رجلا” صالحا” اصبح في الثمانينات من عمره، بالفساد بعد كل هذا التاريخ المليء بالمجد والصدق والعنفوان؟ من انتم كي تكيلوا له الاتهامات، وهو لم يرتهن لاحد كما فعلتم ولا تزالون؟ كيف لشباب وشابات ما يسمى بالثورة ان يدينوا من ناضل طوال حياته في الجيش والسياسة وانتم لم تعاصروه، كما عاصرناه نحن قبل ان تولدوا؟ اي وقاحة هذه التي تدفع كل هؤلاء الى شن حملات الشتم والاهانة له، وهم لا يدرون انهم يعبروا عن دناءة تربيتهم للبعض، او ارتباطهم باجندات خارجية للبعض الآخر؟ الجواب ان جميعم ضعفاء النفوس، وفاقدي القييم والاخلاق، يصح فيهم قول الامام الشافعي الشهير:

” يخاطبني السفيه بكل قبح فاكره ان اكون له مجيبا
ويزيد سفاهة”، فازيد حلما كعود زاده الاحراق طيبا”