إلى أين متجّهة أميركا كلها إذا واصل المسار الذي عليه.. 🙄
محور المقاومة بحالة حذر شديدة خلال شهرين (مرحلة ترامب) وان شاءالله ان يمرّوا عَ خير 🤔
***
عن الإنتخابات الأميركية الحديث مختصر وكامل / السيد نصرالله 11 تشرين الثاني 2020)
في هذا الملف تطرق السيد نصر الله إلى مجريات الإنتخابات وخطابات المرشحين التي قدمت صورة عن مجموعة من الحقائق والوقائع على مستوى القوى السياسية وعلى مستوى الناس.
وأوضح أنّ الإنتخابات الأميركية أظهرت أرقام مذهلة بإصابات الكورونا والإدمان على المخدرات والقتل والسرقة وحجم الفساد في إدارات الدولة الاميركية والعنصرية الشديدة التي كشفتها أحداث الأشهر القليلة الماضية.
أمّا عن الإدارة الجديدة، أكّد سماحته أنّ السياسة الأميركية في المنطقة هي سياسة “إسرائيلية” وهمها أمن وتفوق “إسرائيل”، سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية، وبالتالي فإنّ هذه السياسة لن تتغير.
وذكر أنّ إدارة دونالد ترامب كانت الأشد وقاحة وقبحاً وعنجهية واستعلاءً على أصدقائهم، وقدّمت الوجه الحقيقي لأميركا، وأنّ الأخير سيُغادر وهو يحمل حسرة أنّه لا يوجد مسؤول إيراني حمل الهاتف وتحدّث معه.
وأشار إلى أنّه في ظلّ حكومة أميركية عدوانية على هذا المستوى العالي من إمكانيات الذّهاب إلى الحرب، صمد محور المقاومة واستطاع أن يفشل ويمنع من تحقيق هذا المشروع، داعياً إلى الحذر والإنتباه خلال الشهرين المقبلين، والإستعداد لرد الصاع صاعين إذا ذهبت الحماقة الأميركية أو الإسرائيلية إلى هذا الإتجاه.
***
الحديث كامل للسيد نصرالله عن الإنتخابات الأميركية والتشنّج الحاصل عنها
(11 تشرين الثاني 2020)
أنا لا أريد أن أجري تحليلاً عن الانتخابات الأميركية إنما أريد أن آخذ ما له صلة بنا وبشعوبنا ومنطقتنا ومحورنا. كل العالم تابع ما جرى ويجري الآن في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وهذا طبيعي لأنه نتيجة الانتخابات ستؤثر على كل العالم.
هنا سأعلق بعدة نقاط:
النقطة الأولى، مجريات الانتخابات الأميركية وخطابات المرشحين والحملات الانتخابية المتعارضة والمتناقضة ووسائل الإعلام، أعتقد أنه أكثر من أي وقت مضى قدمت صورة عن مجموعة من الحقائق والوقائع في الولايات المتحدة الأميركية على مستوى النظام السياسي وعلى مستوى القوى والأحزاب وعلى مستوى الناس، تستحق التوقف من قبل شعوب العالم ومن قبل شعوب منطقتنا ومن قبلنا جميعاً لأنه بالنهاية هذه أميركا هي ابتلاء عالمي وهي مشكلة – برأينا – هي مشكلة لكل شعوب العالم، لحلفائها ولأصدقائها ولأعدائها على حدٍ سواء.
النقطة الأولى، فقط دعوى للتأمل بالأرقام والمعطيات التي قدمت خلال الحملة الانتخابية والتوقف عندها وأخذ العبرة لنعرف ما هي أميركا هذه ، لأن هناك من يقدم لنا أميركا النموذج الأعلى الذي يجب أن نقلده في بلادنا العربية والإسلامية وفي دول العالم الثالث، لنرى حقيقة هذا النموذج الأعلى ما هو، حقيقته في قيمه، في تقاليده، في عاداته، في نتائج سلوكه، ممارساته، حقيقة ديموقراطيته، حقيقة نظامه السياسي، حقيقة تعاطي سلطاته مع شعبه، مع فئات شعبه المختلفة، هذا كله يحتاج إلى تأمل وإلى توقف لأن هناك أرقام مذهلة عرضت وهناك مشاهد أيضاً الآن تعرض على شاشات التلفزة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، سواءً فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية والمالية، حجم الديون على الخزينة الأميركية، الآن نحن نتحدث عن الديون شاهدوا أميركا كم عليها ديون، الأوضاع المعيشية، الأوضاع الحياتية لعشرات ملايين الأميركيين، اليوم الصور موجودة على التلفاز، هناك مدن راقية في أميركا يضعون صور من شوارعها الراقية كيف الخيم على الشمال وعلى اليمين والناس تسكن في الخيم ( خيم النايلون)، ويستحمون في الطرقات وليس لديهم مأوى وليس لديهم ضمان صحي.
على كلٍ، أرقام مذهلة بإصابات الكورونا، أرقام مذهلة بالمصابين بمرض العضال، تحدث بايدن من عدة أيام عن رقم هائل، الأمراض النفسية والعصبية، المدمنين على المخدرات، حجم الجريمة الموجودة في المجتمع الأميركي بأشكالها المختلفة، قتل وجرح وحوادث وإطلاق نار وسرقة واغتصاب وإلى آخره...
عدد المساجين في السجون، حجم الفساد الموجود في إدارات الدولة وعند الزعماء السياسيين، هذه أميركا التي يردون أن يقدموها لنا على أنها الحرية والديمقراطية والعدالة والرخاء والازدهار. العنصرية الشديدة التي كشفتها أحداث الأشهر القليلة الماضية، كل هذا مفيد – الآن لا يوجد وقت – مفيد أن تشاهده الناس، كله أرقام تُطرح وأفلام وثائقية ومستندات وليس ادعاءات، أن عدواً لأميركا يتجنى عليها، هم يقولون ذلك، هم يذكرون هذه الأرقام وهذه الاحصاءات عن واقعهم وعن همومهم وعن مصائبهم ومشاكلهم الداخلية الحقيقية وهذه الأولويات التي يمكن أن تفرض نفسها على الإدارة الجديدة أيضاً. هذا عنوان ظهر من خلال هذه الانتخابات.
العنوان الثاني، هو افتضاح الديموقراطية الأميركية التي يدعون، يعني هم يدعون العالم إلى الاحتكام إلى الشعوب وإلى الانتخابات. إذا كانت الادارة الأميركية نفسها اليوم، مثلاً هذا الرئيس ترامب وليس الرئيس ترامب لوحده، لنقول هذا عقله هكذا ومجنون ومتشبث بالكرسي وما شاكل، الحزب الجمهوري، الآن هناك سيناتوريان اتصلوا وهنأوا، لكن الحزب الجمهوري بشكل رسمي قيادته ومفاصل القوة فيه هي تتبنى الآن المعركة التي يواصلها ترامب في الانتخابات ولا تسلم بالنتائج، ما هي هذه الديمقراطية؟
أنا مثلاً أذكركم بشيء مثل الناس الذين كانوا يتابعون، المراسلون كانوا يتحدثون، حتى مراسلي فضائيات هم أصدقاء لترامب، يقولون أن الأميركيين عندما انتخبوا هناك أناس انتخبوا بالبريد هذه فئة، وهناك أناس أجروا انتخاباً مبكراً ومنهم ترامب هذه فئة ثانية، وهناك أناس جاءوا في يوم الانتخاب، عندما يبدأون بعد الأصوات يبدأون بالعكس، يعني يبدأون بالذين انتخبوا يوم الانتخاب بعد ذلك إلى الانتخاب المبكر وبعد ذلك إلى البريد، بطبيعة الحال أغلب الذين انتخبوا بالبريد هم من جماعة الحزب الديمقراطي، الانتخاب المبكر “مخلوطين”، الانتخاب المباشر هناك أغلبية للحزب الجمهوري، مجرد أن انتهى يوم الاقتراع خرج ترامب يصرخ أوقفوا عد الأصوات، أوقفوا عد الأصوات، لماذا؟ لأنه اعتبر نفسه فائزاً وكاسحاً، طبيعي عندما تأخذ يوم الاقتراع، لكن عندما تذهب إلى 70 مليون عند الاقتراع المبكر ويمكن أكثر، وتذهب إلى جماعة من اقترع في البريد طبعاً ستتغير النتيجة، فهو يريد أن يصادر أصوات عشرات الملايين من الأميركيين ويقول أنا فزت وانتهى الموضوع وأعلن نفسه فائزاً ولا يعرف في النتيجة ويعتبر كل ما يجري الآن هو تزوير، وهذا الحزب الجمهوري، ليس شخصاً أحمقاً أو متوتراً أو انفعالياً، لا، ولا نعرف الآن قيادة ترامب والحزب الجمهوري إلى أين سيأخذون أميركا كلها إذا واصلوا المسار الذين يسيرون به. فلا أحد ينظّر علينا لا بالديمقراطية الغربية ولا بالديمقراطية الأميركية ولا هم أساتذة انتخابات ولا هم أساتذة احترام لأصوات الناس ولآراء الشعوب لا في داخل أميركا ولا خارج أميركا.
النقطة الثالثة، الذي يهمنا اليوم في ما يتعلق بالإدارة الجديدة، هناك شيء له علاقة بالشهرين المتبقين من إدارة ترامب، أريد أن أتحدث عنه لوحده، ولكن هناك عنوان أوسع هو الإدارة الجديدة. بالنسبة للإدارة الجديدة – الآن الموضوع النفسي والعاطفي أتحدث عنه لاحقاً – في منطقتنا نحن خصوصاً، الآن شعوب العالم، دول، حكومات ماذا تقرأ هذا شأنهم، لكن نحن مصيبتنا الأساسية أنه بالمنطقة هنا من قديم الزمان وخلال عقود من الزمان السياسة الأميركية في منطقتنا هي سياسة إسرائيلية، يعني الأصل هي إسرائيل، قوة إسرائيل، ثبات إسرائيل، أمن إسرائيل، تفوق إسرائيل، هذا من ثوابت السياسات الأميركية سواءً كان ديمقراطي أو كان جمهوري، بوش أو كلينتون أو أوباما أو ترامب أو بايدن أياً كان، يتسارعون ويتسابقون في من يدعم إسرائيل أكثر ويتبناها أكثر ويدافع عنها أكثر ويحميها أكثر ويقويها أكثر ويدعمها أكثر وبالتالي بالنسبة لنا الأمور لن تتغير، الآن ممكن سياستهم تجاه روسيا، تجاه الصين، تجاه كوريا الشمالية، كوبا، فنزويلا، لا أعرف أين يمكن أن تتغير، لكن في منقطتنا هنا، كل شيء له صلة بالكيان الغاصب لفلسطين المحتلة والذي يمتد وصولاً إلى إيران، العراق، سوريا، الخليج، اليمن، شمال إفريقيا، يعني هذه المنطقة العربية والإسلامية، بالنسبة للأميركيين عندهم ثابت أساسي ووحيد أو الأول إن لم يكن الوحيد الذي هو إسرائيل وتفوق إسرائيل.
لذلك تعليق آمال واعدة وتغييرات جوهرية واستراتيجية في السياسات الأميركية في المرحلة المقبلة لا أحد يعلق آمالاً ولا يغش نفسه ولا شيء، الآن ممكن في بعض التفاصيل، لكن هل هناك وارد على سبيل المثال أن تلغي إدارة بايدن الإقرار الأميركي بضم القدس إلى الكيان الصهيوني باعتبار القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، بضم الجولان، لا أعتقد أن هذا الأمر وارد على الإطلاق، يمكن موضوع المستوطنات، موضوع الضفة الغربية، موضوع دولتين أو ليس دولتين، حدود دولتين، هذه تفاصيل، لكن حتى في هذه التفاصيل سوف يبقى الأصل الحاكم والأولوية المطلقة هي كيف تكون إسرائيل الأقوى والأعظم ويدها العليا وما شاكل. إذاً لا نراهن على الإدارة الجديدة وبالتالي نجلس ونفصل مشاريع أو نعيش أوهام وخيالات.
طبعاً بالموضوع العاطفي لا يوجد شك، أنا أتحدث عن مشاعري الشخصية، لا يوجد شك بأنه عندما تنظر إلى إدارة ترامب وحكومة ترامب تنظر وتجد أنها هي أسوأ حكومة أو إذا كانت ليست الأسوأ فهي من الأسوأ، من أسوأ الحكومات الامريكية المتعاقبة، يعني هي الأشد وقاحة وقبحاً وعنجهية وتكبّراً واستعلاءً، على أصدقائهم وحلفائهم، يمكن على أعدائهم كانَ أقل، كنا نرى فرق خطابه مع ايران عن خطابه مع السعودية على سبيل المثال، خطابه مع ايران فيه نوع من الملاحظة، الانتباه، الاحتياط، بالعكس الان سيغادر وهو يحمل حسرة انه لا يوجد مسؤول ايراني رفع الهاتف ليتكلم معه، على كلٍ، الاكثر عنجهيةً، علوّاً، عُتوّاً، استكباراً، اجراماً، ارهاباً، هذه حكومة ترامب. عندما نرى ماذا فعل خلال الاربع سنوات، خلال الاربع سنوات هو يضع العالم كلّه على حافّة الحرب، بمعزل ان كان يمارس حرباً نفسية “حافّة الهاوية” او لا، هو كان جدّياً، مع كوريا الشمالية اخذ الامور الى حافّة الحرب، مع الصين، ايران، فنزويلا، كوبا، سوريا، مع كثير من الساحات في العالم كان يضع العالم كله على حافة الحرب، في ما يتعلق بالدول والشعوب، الحصار، تشديد الحصار، العدوانية العالية، التدخل في الشؤون الداخلية المفضوحة، نعم تعلمون ان لترامب ميزة ايجابية مهمة وحكومة ترامب انها قدمت الوجه الحقيقي للولايات المتحدة الامريكية، هذا وجهها الحقيقي، العلو، الاستكبار، العدوانية، العنجهية، العتوّ، الارهاب، الوحشية، الاجرام، القتل، الفساد، هذا قدّمه ترامب، الذين كانوا قبله كانوا يحاولون قليلاً – وضع مكياج ومزبطين لساناتهم – هو ميزته الجيدة الايجابية انه يقولها كما هي يقدّمها لشعوب العالم، وبالتالي عندما نرى لائحة جرائمه لائحة طويلة عريضة، في الموضوع الفلسطيني كما قلنا ضمْ القدس واعتبارها عاصمة، نقل السفارة، ضم الجولان ومزارع شبعا في جملتها مع الجولان بالاعتراف الامريكي، القهر الذي مارسه بحق الفلسطينيين من السلطة الى منظمة التحرير الى الشعب الفلسطيني، ومع ذلك انكسر – لاحقاً نعود الى الكسر- ، ايران 80 او 85 مليون نسمة اخذهم الى اقصى العقوبات وفي سنة الكورونا، سوريا تهديد بالحرب، طبعاً ايران تهديد بالحرب والى حافّة الحرب، سوريا تهديد بالحرب وقيصر ومزيد من الحصار، دعم مفتوح للحرب السعودية – الاماراتية على الشعب اليمني المظلوم، إحياء الفتنة في العراق، محاولة إحياء الفتنة في لبنان، محاولة اسقاط الدولة في فنزويلا، في كوبا، في كوريا الشمالية… كم من الاحصاء يمكننا ان نعدد من جرائمه! طبعاً بالمقابل اذا ما اردنا ان نعطيه عنوان عريض نعطيه عنوان الفشل! بكل ذلك فَشَل! فشل في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، وبالتالي اين صفقة القرن اليوم؟ انا سابقاً خلال اول صفقة القرن قلت لكم هي تقوم على 3 أضلاع:
1- ترامب، 2- نتانياهو، 3- محمد بن سلمان، اليوم ترامب ان شاءالله راحل، إما راحل وإما سيأخذ امريكا معه ايضا في حال لم يسلّم بالنتيجة.
ثانياً اليوم نتانياهو هو في أسوأ حال، هو اصلاً مع وجود ترامب كان في أسوأ حال في تاريخه السياسي والان ازداد سوءاً، وايضاً محمد بن سلمان اكثر شخص اليوم بين حكام المنطقة قد يكون قلقاً، عسى ولعلّ ان يلتزم بايدن بما تعّهده في حملته الانتخابية من معاقبة محمد بن سلمان واتّهامه بالمسؤولية عن قتل خاشقجي وتقطيعه بالمنشار وانّه سيوقف الدعم للسعودية في حربها على اليمن ووقف بيعها للسّلاح اذا وفى بوعوده الانتخابية من حقه اليوم محمد بن سلمان أن يكون قلقاً جدّاً، اذاً هناك ضلع قد ذهب والضلعين الباقيين مهزوزَين، طبعاً فُرص نتانياهو بالسّقوط أعلى لأنّ التركيبة السياسية في الكيان الغاصب مختلفة بالتركيبة عن المملكة العربية السعودية، حسناً هذه صفقة القرن ستذهب مع اضلاعها ان شاء الله، الشعب الفلسطيني لم تنكسر ارادته رغم كل الصعوبات والحصار والعذابات والالام، كذلك ايران لم تنكسر إرادتها رغم كل العقوبات اقصى العقوبات ورغم الظروف الصعبة بالكورونا، سوريا لم تنكسر ارادتها، العراقيّون يحاولون ان يتغلّبوا على الفتنة اليومية التي تُصنع عندهم، في لبنان غلبناها للفتنة – اخر مقطع وسأتكلّم فيه عن لبنان – في فنزويلا فشل، وفشل في كوبا، وفشل في كوريا الشمالية، وفشل في إخضاع الصين وفشل وفشل وفشل.. العنوان العريض بالاعم الاغلب هو الفشل.
لذلك
انا سآخذ نتيجتين من هذا العرض الان،
النتيجة الاولى نعم انا على المستوى الشخصي فرح في السّقوط المذلّ لترامب، الان فيما يخصّ من بعده ليس لنا كلام حولهم، هم جميعهم مثل بعضهم ليسوا مختلفين بذلك، لكن يحق لنا ان نفرح وخصوصاً – لأن هذا اتركه للاخر في جرائمه – جريمة العصر التي ارتكبها ترامب في قتله للقائد الكبير الحاج قاسم سليماني وللقائد الكبير الحاج ابو مهدي المهندس، وعدوانه على العراق وعلى ايران وتفاخره بهذه الجريمة حتى بحملته الانتخابية انا كنت اتابعه بأكثر من خطاب كان يؤكّد على جريمته الوقحة التي ارتكبها، لذلك على المستوى النفسي هذا حقنا ولا احد يستطيع ان يمنع احداً، ان يكون فرحاً بهذه الهزيمة المذلّة لترامب بيد شعبه نحن لا نقول اننا اسقطناه، شعبه قام بإسقاطه، وهو الذي اذلّ شعبه كما حاول ان يُذل اصدقاءه وحلفاءه وان يواصل عدوانه على شعوب العالم، هذا على المستوى النفسي.
على المستوى العملي، يجب ان نعرف بتقييمنا لتجربة السنوات الاربع، انه في ظل حكومة عدوانية على هذا المستوى العالي من العنجهيّة ومن امكانيات الذهاب الى الحرب، في إدارة ترامب كانت أعلى وستكون أعلى من الادارة الاتية، في ظل إدارة امكانيات الذهاب الى الحرب عندها كبيرة جداً ليس له ضوابط ولا حدود، مع ذلك شعوبنا ومحور المقاومة صمدوا وثبتوا واستطاعوا ان يُفشلوا ويمنعوا هذا المشروع أن يُنجز وان يتحقق، هذا يعني انّ ارادتنا اقوى من طغيانهم، اقوى من حصارهم، اقوى من عنجهيّتهم، هذا يعني انّ ما يقوله ترامب او حكومته او الحكومة الاتية انّ امريكا ليست قدَراً محتوماً وان ّ شعوب العالم وحكومات العالم والمظلومين في العالم يستطيعون ان يقفوا ويقولوا لا وخير ان شاءالله ما الذي سيحصل! وفي نهاية المطاف هم الذين ينتصرون! ومن قاتلهم وتجرّأ عليهم واعتدى عليهم يُهزم ويُذل ويُكسَر! هذا الامر ايضاً يجب ان يكون من عِبَر هذه الانتخابات.
الامر الاخير الذي اودّ ان اقوله في موضوع الانتخابات هو المتبقي من هذين الشهرين، لانه نُقل في وسائل الاعلام ان هناك مسؤولين كبار في البنتاغون ابدوا خشيتهم في أمريكا، رئيسة مجلس النواب ابدت خشيتها، مسؤولون امريكان في المنطقة، كثيرون بدأوا يتحدّثون بأنه عندما جاء ترامب وعزل وزير الدفاع وعيّن وزير دفاع بالوكالة، بأنّ ترامب ما الذي قد يُقدم عليه خلال هذين الشهرين، هذا سؤال كبير اليوم اثار قلق العالم كله، الان انا لا اعرف ما قد يُقدم عليه في هذين الشهرين، كل شيء محتمل، مع شخص مثل ترامب كل شيء محتمل، محتمل ان يكون الموضوع شخصي بحت – فشّت خلق – لانه يُقال هذا وزير الدفاع إسبر كان يوافق ويرفض وبأنّ هناك بعض الامور التي كان ينوي ترامب القيام بها ولكنه لم يوافق عليها وكان يُحضّر اوراق الاستقالة – فتغدّاه ترامب لإسبر قبل ان يتعشّاه – هذا احتمال قائم وله ترجيح ومحتمل، لا، موضوع له علاقة خطيرة وكبيرة يمكن ان يأخذها ترامب، بالقرارات الخطيرة والكبيرة ذهب تصوّر البعض الى خارج امريكا، انا اقول لكم هناك احتمالين، هناك احتمال داخل امريكا ايضا، انه احد اسباب عزل وزير الدفاع إسبر، ان هذا الوزير في المرّة السّابقة عندما حدثت المظاهرات وأراد ترامب ان يُنزل الجيش ويقمع المظاهرات هذا الوزير هدّدَ بالاستقالة على ما اذكر ولم يقبل بالحدّ الادنى لانني متأكّد انه لم يقبل، الان اسمع انّه هدّد بالاستقالة، ويمكن ان يكون ترامب قد اعتبرها من اسباب خسارته بأن إسبر لم يحسم الموقف خلال الاشهر القليلة الماضية نتيجة التداعيات الداخلية ومن المعروف ان سبباً من الاسباب الرئيسية لسقوط ترامب هي اسباب داخلية، لذلك هو يحمّله المسؤولية وينتقم منه ويعاقبه، لكن من جهة ثانية قد يكون عزلَه من أجل استخدام القوّات الامريكية المسلّحة في داخل الولايات المتّحدة الامريكية هذا احتمال وارد، واحتمال اخر ان يكون هناك امر له علاقة بالخارج، ان الحزب الجمهوري واليمين المتطرّف وحليفتهم اسرائيل انّ هناك ما كان يجب ان يقوموا به في المنطقة ولم يستطيعوا ان يفعلوه خلال الاربع سنوات وانه قد يستطيع القيام به خلال هذين شهرين! ايضاً هذا محتمل، انا ليس لدي ترجيح، الموضوع يحتاج لدراسة، فكرة جديدة وردت، لكن اقول محتمل ان شيئاً لن يحصل ومحتمل ان يكون هناك شيئ في امريكا ومحتمل ان يكون شيء في الخارج، كل الاحتمالات مفتوحة، في محور المقاومة، الدول، الحكومات، القادة، الرؤساء، فصائل المقاومة، وشعوب محور المقاومة بالحد الادنى باعتبار اننا منهم، انا ادعو الجميع الى الحذر، اليقظة، الانتباه، في كل ما نقول، في كل ما نفعل، في كل ما نتابع، ان نكون حذرين ومحتاطين لان هذا مقتضى الحكمة والعقل، نبني على أسوأ الاحتمالات حتى وإن لم يحصل شيء، اننا جميعنا في محور المقاومة ان نكون في حالة حذر شديدة خلال هذين الشهرين وان شاءالله ان يمرّوا على خير، وان نكون ايضاً على درجة عالية من الاستعداد لمواجهة اي خطر او عدوان او اذية وردّ الصّاع صاعين اذا ذهبت الحماقة الامريكية او الاسرائيلية الى شيء من هذا النوع.
المصدر: العهد