الرقوة صلاة شيطانيّة… (الأب مارتن عيد ر.م.م.)
لطالما سمعنا منذ الصغر عن تلك السيّدة التي وإن كانت عن جهل تام أو سلامة نيّة، تقوم بتلاوة “الرقوة” على مَن يعاني من ألم في الرأس أو صعوبة نفسيّة أو عاطفيّة أو جنسيّة… عادة وثنيّة لا بل شيطانيّة دخلت مجتمعنا المسيحيّ لتزرع الشر وتُبدد خراف المسيح القائل، “يأتونكم بثياب حملان لكنهم ذئاب خاطفة” (متى ١٦/ ٧-١٧)…
ما هي الرقوة؟ وما هي آثارها على الإنسان؟ وهل نستطيع التخلص من تأثيراتها علينا؟…
يقول مجمع أساقفة توسكانا في الرقوة ما يلي: “إنها شكل خاص من السحر الذي يهدف الى ضرب القريب.
ويحصيها القديس توما الأكونيّ بين الخطايا المميتة…“.
الرقوة، هي تلاوة بعض التعاويذ التي يُزعم أن لها تاثيراً ماورائياً يرفع عن الشخص الأذى الواقع عليه، أو يحرره من تأثير الحسد و”إصابة العين”، وهي “صلوات” تتشابه وصلواتنا المسيحيّة إنّما بعيدة كل البعد عنها وهي حتماً ليست من الله، لأنها من الأعمال المنافية لشريعة الرب: “لا يكن فيكم من يرقى رقيّة، فذلك ممقوت عند الرب” (تث ١٠/ ١٨)، وتندرج في إطار ممارسة الكهنوت المزيّف أو كهنوت الزنى بين السحرة الذي يقوم على إنتقالها سراً من رجلٍ الى إمرأة، ومن إمرأة الى رجل.
لهذا فمن المستحيل أن تعطي الرقوة الشفاء لطالبيه، بل هي مؤذية بالتأكيد، وإن لم يكن ظاهراً فعلى الأقل هو باطنياً وأولى عواقبه، هدم المحبة والثقة الأخوية والبنويّة، إذ تقول إحدى الرقوات: “أرقي عليك من عين أمّك وأبيك، من عين محبّيك ومُبغضيك”…!!!
الرقوة هي الإستنجاد بقوى الشر والشرير وإن وجدنا فيها ذكر الله أو أسماء للقديسين أو حتى بعض الصلوات المسيحيّة بين تعابير وكلمات غير مفهومة وعبارات مخيفة لسامعيها. فيجدر القول أن الشيطان نفسه كان يذكر اسم الله وأحياناً يشهد له، لكنه يفعل ذلك من باب السخريّة والتضليل…
يدّعي بعض ممارسي هذه الشعوذة، أنها وسيلة ناجحة بالتأكيد… وهنا الخطورة، فالنتيجة الحاصلة، التي قد تبدو إيجابيّة في البداية، ليست مأمونة إطلاقاً لأنها حصلت بقوّة الأرواح الخبيثة والكاذبة التي تستميل الإنسان فتجرده من حصانته البنويّة لله ومن ثم تنقضّ عليه وتفترسه، ليصبح تحت سلطان إبليس أو أقلّه تحت نفوذه، فيختبر نار جهنم قبل ولوجها…
لهذا، إن كنت من الأشخاص الذين يمارسون هذه الشعوذة، أو مِن طالبيها ولو عن جهل، تذكّر أنّ بعملك هذا تهين الله وتستبدله بالشيطان الكاذب والمخادع، وتخالف وصيّته الأولى لك: “أنا هو الرب إلهك، لا يكن لك إله غيري” (تث ٦/ ٥-٩).
لذا، آن الأوان، لتُجنّب نفسك وأهل بيتك ومَن تُحب عواقب هذه الممارسة، وتُعلن حبّك ليسوع، الذي ينتظرك بشخص الكاهن في كرسيّ الإعتراف وتعود للصلاة والتواصل مع الرب من خلال القداس والإتكال على قدرته التي لا تفوقها قدرة…
الأب مارتن عيد ر.م.م.