باسيل شجاع وموقفه وطني ومهم جداً ويُبنى عليه.. وقد ثبت صدقيته وحريته واستقلاليته..
حوار باسيل السيّد كاملاً..
***
عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم..
الرد على قرار العقوبات الأميركية هو تطوير العلاقة بين التيار الوطني الحر وبين حزب الله بما فيه مصلحة البلد..
عن العقوبات الأميركية بحق رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الحديث الكامل / السيد نصرالله 11 تشرين الثاني 2020)
السياسة الامريكية في لبنان ومسار العقوبات، مثلما تحدّثت قبل قليل السياسة الامريكية في المنطقة “إسرائيل، ايضاً في لبنان هي جزء من المنطقة، ما يهم السياسة الامريكية في لبنان هو اسرائيل، امن اسرائيل، حدود لبنان مع فلسطين المحتلة يعني امن الكيان، مهتمة امريكا مؤكّداً بترسيم الحدود البحرية ليس لأجل لبنان وانما من اجل إسرائيل، موضوع الاراضي، ترسيم الحدود البرية، لكن الاهم هو موضوع أمن إسرائيل وتفوّق إسرائيل وإبعاد اي خطر او تهديد يمكن ان يُفترض في لبنان على هذا الكيان مع الطّموح في المستقبل ان يأتي وقت ويأخذوا لبنان مثلما اخذوا الامارات والبحرين والسودان على اتفاقية سلام مع اسرائيل وتطبيع مع إسرائيل، اذا لم يكن هذا هو الهمّ الوحيد فهو الهم الاوّل والثاني والثالث والهم الذي يليه يأتي تباعاً وبفاصلة طويلة، ولذلك اليوم مشكلة امريكا في لبنان هل هي حقيقةً مشكلة الفساد؟
حسناً هذا الفساد عمره عشرات السنين! هل المشكلة هو الوضع الاقتصادي والمعيشي؟ هذا عمره عشرات السنين! هل المشكلة انهم لديهم ملاحظات على الانتخابات الديمقراطية اللبنانية؟ هم لديهم ملاحظات ليس من الان اصلاً!
مشكلة امريكا في لبنان عندما يكون مدخلها اسرائيل هذا يعني انّ مشكلتهم المقاومة. وكلنا نعلم انّه عندما تأتي الوفود الامريكية الى لبنان ما همّها الاساسي؟ الحدود، حزب الله، الصواريخ الدقيقة، سلاح حزب الله، وجود حزب الله في الحكومة، التحالف مع حزب الله، تغطية حزب الله، البيئة الحاضنة لحزب الله ووو..
>> وأعيد وأذكر اللبنانيين، مفاوضات حصلت مع الرئيس بشار الأسد قبل الـ 2005 وفي الـ2005 وبعد الـ2005 وانا متأكد قبل الـ2005 عندما أتى زعيمان عربيان كبيران الى دمشق ولا نريد أن ندخل في الأسماء وعرضوا عليه وقالوا له: الأميركيون يقولون لك، لبنان كله لك، وقواتك العسكرية تصل إلى الحدود، وليس تقف عند الاولي، ولتصنع بلبنان ما تريد من اليوم إلى الأبد، ولكن مطلوب منك امرين يا سيادة الرئيس بشار الأسد، المطلوب نزع سلاح حزب الله ونزع سلاح المخيمات الفلسطينية..
… كنا نعرف انه كان هناك مشروع أميركي مع السبهان وزعامات لبنانية لإقتتال داخلي في لبنان وحرب أهلية تستهدف المقاومة وسلاح المقاومة وتم إفشال هذا المشروع. حسناً ماذا بقي لديهم؟ هذا الذي بقي لديهم سأتكلم عنه بكلمتين، الاميركيون وجدوا أن حرب تموز لم تنفع، حرب سورية التي واحد من إستهدافاتها حزب الله، طبعا أحد إستهدافاتها أيضا هو تغيير النظام في سورية ليذهب ركضا للتطبيع مع كيان العدو، كان ليسبق الإمارات والبحرين والسودان والكل، لو ركب نظام بديل في سورية، حسنا، كل المحاولات، الحرب الداخلية والفتنة الداخلية والطائفية والحرب الأهلية والتحريض الداخلي لم تنجح، من سنتين ثلاثة وهم يركزون على عنوان أنه تأليب الشعب اللبناني على المقاومة وبالتحديد تأليب البيئة الشيعية على المقاومة وعلى حزب الله، لأنها البيئة المباشرة.. كيف نحرض هذه البيئة؟ الخاصة والبيئة الشعبية العامة على المقاومة؟ فلنذهب على موضوع الوضع الإقتصادي والوضع المعيشي وإلخ…. هنا ذهبوا إلى مسارين، المسار الأول تشديد على الوضع الإقتصادي في البلد خصوصاً من سنة إلى الآن، ولعبة الدولار التي تكلمنا عنها ومنع أن يأتي دولار إلى لبنان، ومنع عودة الودائع، البنوك اللبنانية إلخ، هذا كله شغل الأميركان، وتهديد كل العالم بالعقوبات ووضع لبنان تحت الضغط وإذا أي أحد يريد أن يستثمر في لبنان أو أن يضع فلوسا في لبنان الأميركيون يمنعونه وهذه ليست من الأسرار، لكي يزداد الوضع الإقتصادي والمعيشي صعوبة، يأتي إلى اللبنانيين من يقول لهم أتريدون ان ننقذكم وتريدوننا ان نساعدكم فلتتخلصوا من المقاومة، مشوا في هذا المسار وحرضوا الناس عليه ودفعوا بإتجاهه، ومسار أخر، هو محاولة تحميل حزب الله بشكل خاص والمقاومة بشكل عام مسؤولية كل الوضع الإقتصادي وكل الفساد وكل الإنهيار الموجود في البلد من خلال أكاذيب، حكومة حزب الله وحزب الله يحكم لبنان وكله في يد حزب الله، ولا يتعين نائب إلا في حزب الله والقاضي من حزب الله وضباط الجيش من حزب الله والمدير، وكلها أكاذيب ليس لها أي أساس من الصحة، ويوجد من يسوق لها..
خرج أفراد هنا وهنا وهناك، حتى بعض الناس التي خرجت لم يقبلوا أن يحملوا مسؤولية الاوضاع الإقتصادية إلى حزب الله، وحتى البيئة العامة عندما أتوا لكي يحملوا حزب الله نتيجة الوضع الإقتصادي كلنا نذكر عندما كانوا ينزلون بعناوين إصلاحية وإقتصادية كم كان ينزل إلى الشارع وعندما خرجت الدعوات لتطبيق 1559 ونزع سلاح المقاومة كم نزل إلى الشارع..
وهذا بالرغم من ماذا، من مليارات الدولارات التي أنفقت في السنوات الأخيرة بإعتراف دايفيد هيل، الذي حصل عيله الجيش واضح وظاهر لان الجيش جهة رسمية يظهر المال كم، مليارين ثلاثة اربعة؟ يعني يوجد 6 مليار صرفوهم على وسائل إعلام، أنا أحترم كل واحد يقول انا أمول الثورة، أنا آتي بسندويتش الزيتون من عند أمي، انت صادق، لكن دايفيد هيل يقول أنهم اعطوا مليارات الدولارات 7 6 5 8 كيفما تشاؤون إحسبوهم، لمن؟ للذي أسماهم الجمعيات الخيرية غير الحكومية، وهذا المال لم يظهر كله، المال الذي يأتي إلى الدولة حتى لو سرق يوجد أمل بعد ذلك ان يظهر من سرقه، لأنه يوجد الوارد والصادر والإستلام، ولكن هذه مليارات الدولارات التي اعطيت لجمعيات ووسائل إعلام وشخصيات أين ذهبت؟
أليس من حق المتظاهرين الذي خرجوا في تشرين الأول وتشرين الثاني وبعد ذلك أن يتسألوا ؟ لأجل ذلك أنا هنا بين هلالين أقول لكل الطيبين في البلد دائما هناك في التاريخ كان موجودا والان موجود، كلمة حق يراد بها باطل، انت لا تخدع بشعار الحق، إذهب وإبحث عن القيادة التي تأخذك، أنت تحت قيادة من تتظاهر؟ تحت قيادة من ترمي حجر؟ تحت قيادة من تعرض نفسك للخطر؟ وأنت ضمن مشروع من تخدم، حتى لو كنت انت صادق ومخلص، كل الاحداث أثبتت ان السفارة الأميركية هي التي كانت تدير وهي التي كانت…،
فليخرجوا ويفسروا لنا، هذه الجمعيات الأهلية غير الحكومية، مليارات الدولارات التي تكلم عنها دايفيد هيل أين هي؟ أين صرفوها؟
.. المسار المتبقي عند الاميركيين هو مسار العقوبات على أصدقاء وحلفاء حزب الله، على نفس حزب الله مشى هذا المسار منذ سنوات طويلة، قيادتنا وإخواننا وعلمائنا والان يضعون وليس فقط من يعملون في العمل العسكري والأمني، وإنما أيضاً في المجال السياسي، الثقافي، الدراسات، في التاريخ والجغرافيا، كله يوضع على اللوئح وهذا عليه 5 مليون وهذا عليه 7 مليون وهذا عليه 10 مليون، طبعا هذا جيد، يكبر رصيدنا المالي في هذه الطريقة، طبعا، الضغط النفسي، والتحريض، والبحث عن علماء، أنه فلتجمعوا لنا معلومات يا أهل الضاحية، هؤلاء المسؤولين عندكم في الضاحية، يا أهل الجنوب ويا أهل البقاع، إجمعوا معلومات نعطيكم أموالاً، الضغط النفسي، على كل حال في هذه النقطة لا أريد ان أطيل عليكم، بالنسبة لحزب الله فلتفرضوا العقوبات التي تريدونها لا يقدم ولا يؤخر، ونحن على كل حال هنا يوجد فرق أنا أعترف فيه، انه نحن عمليا ليس لدينا اموال في الخارج ولا زيارات ولا سفرات ولا سياحة والدراسة تتزاحم في الخارج، نحن سكان وأهل هذا البلد “على قد حالنا” نعيش فيه وراضون في عيشتنا، والقناعة كنز لا يفنى، ولدينا إيمان والقضية التي نضحي من أجلها بخيرة إخواننا واهلنا ونسائنا الشهداء، هذه نحن جاهزون ان نضحي من اجلها أيضا، إذا هذه العقوبات لن توصل إلى أي مكان، وضغطوا كثيرا على إيران في العقوبات بإعتبار هي من تدعم حزب الله وضغطوا على سورية و”ماشي الحال ونحن مقطعين”، لا أقول أننا لم نتأذى او بيئتنا لا تتأذى، لماذا؟ يوجد أذىً ولكن نحن نصبر ونتحمل ونصمد ونكمل، حسنا، هذا أصبح واضحا أيضا عند الاميركيين، هذا لا يعطي نتيجة بل على العكس ولو على سبيل المثال يعني “عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم” يعني قبل سنتين عندما بدأوا يضعوننا على اللوائح ويضغطوا على البنوك في لبنان ان عليهم إذا كان لأحد المسؤولين في حزب الله أو زوجته أو ابنه حساباً على البنك أن يجمد الحساب ويعيد الأموال إلى الناس، “صاروا يطردوننا من البنوك وبعض إخواننا زعلوا”، كنا نقول لهم عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم، ماذا حصل بعد ذلك؟ عندما أتت أزمة البنوك واعدوا أنهم لا يستطيعون أن يدفعوا الدولارات إلى الناس، حسنا، خلال سنتين كل جماعة حزب الله في لبنان الذين كانوا يضعون أموالهم في البنوك، يعني 1000 $ 5000 $ 10000 $ اقل أكثر اخرجوهم من البنوك، “هم زعبونا يا أخي ونحن زعلانين أنهم زعبونا”، فهذه الاموال إما أصبحت في المنازل أو وضعت في أماكن أخرى مثل مؤسسة القرض الحسن، فهنا الخطوة التي كرهناها حمت أموالنا، لكن الذين كانوا سعيدين انهم ليسوا على لوائح العقوبات الان اموالهم وودائعهم مهددة، عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم، على كل حال، طبعا العياذ بالله هذا ليس شماتة ولا شيء أخر، هذا توصيف لواقع يحصل لنبقى نتعاطى ان ليس كل أذى نتعرض له ظاهره أذى ولكن قد يكون في باطنه رحمة، قد يكون في باطنه خير، حتى في هذا النوع من المعارك والتحديات، إذا وضع حزب الله تحت العقوبات، تشديد العقوبات على حزب الله وحتى على بيئته الخاصة لم يوصل إلى أي مكان، سيذهبون إلى الحلفاء، وبدأوا بالحلفاء،
يعني اليوم عندما سأتحدث عن الوزير جبران باسيل، الصديق الذي وضع على لائحة العقوبات، بدأ المسار بمن؟ بالوزير علي حسن خليل والوزير يوسف فنيانوس، حركة امل وتيار المردة، وطبعا لا أعتقد أنه حصل معهم مفاوضات أو نقاشات أو أمر، وضعوا سريعا على اللائحة وهنا الإتهام كان واضحا، الذي له صلة بموضوع حزب الله، طبعا يومها تضامنا مع الوزيرين العزيزين، وأصدرنا بياناً وكان رد الفعل، كلنا نتذكر بيان قيادة حركة أمل وقيادة تيار المردة والاثنان اكدا تمسكهم بالمقاومة والقضايا الوطنية، وان هذا الموضوع لن يقدم ولن يؤخر في هذا الإلتزام، طبعا هذا الموقف بالنسبة للاميركيين يعطيهم رسالة واضحة ان هذا المسار لن يوصل إلى مكان، خصوصا عندما نريد ان نذهب إلى الحلفاء الذين يصنفونهم هم غير التيار الوطني الحر، يعين من اسمهم 8 أذار، بقيت احزاب او شخصيات او ما شاكل، حسنا، أتى ما هو جديد الذي هو التيار الوطني الحر، أنه هنا يوجد فرصة، فلنكن صادقين وشفافين، يوجد من قال للأميركي انه يوجد فرصة، من الممكن أمل لا تهتز، يمكن ان لا يهتز المردة ولكن مع إحترامي للتيار الوطني الحر أنا أنقل ما قيل للأميركيين، من الممكن أن يهتز التيار الوطني الحر، لانه يمكن ظروفه مختلفة، أوضاعه مختلفة، يمكن طبيعة التحالف، الماضي، التاريخ، إلخ…
لا نريد ان ندخل في هذه الفاصيل، فلتذهبوا ولتعملوا على هذا الموضوع، هذا الموضوع مهم، واكيد كان هناك تحريض داخلي لبناني لحسابات شخصية لها علاقة بالوزير جبران باسيل ولحسابات حزبية لها علاقة بالتيار الوطني الحر، ولحسابات وحسابات وحسابات، حسنا، هنا أتى الاميركيون إلى هذه الخطوة التي لم يكن هناك من شك بأنها خطوة كبيرة، لاننا هنا نتكلم عن رئيس التيار، وليس عن وزير في التيار او نائب في التيار، نتكلم عن رئيس التيار مباشرة، والنقطة الثانية، أنهم تحدثوا معه، انا اتحدث لان الوزير باسيل تحدث بالموضوع، تحدثوا مع الرئيس عون وتكلموا مع الوزير باسيل وفاوضوا بشكل مباشر، وأنا ما كنت لأتكلم عن الموضوع ماذا حصل بينه وبينهم لو لم يتكلم هو، لأني أنا دائما المجالس عندي بالأمانات وأنا جدياً وجدا وملتزم بهذا الموضوع، وهذا إلتزام ديني وليس فقط اخلاقي، ولكن كونه تكلم هو في الموضوع من المفيد ان أعقب عليه، حسنا، أتوا وفاوضوه وناقشوه، فالوزير باسيل تكلم معي وقال الأميركيون منذ مدة يتكلمون معه والتهديد واضح، أنا مطلوب مني أن أخرج وأعقد مؤتمراً صحفياً واعلن فيه إنهاء التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وإنهاء العلاقة وليس فقط التحالف، “خلص” كل واحد يذهب في سبيله، وأعطوه مهلة، كانت عندما تكلم معي كانت المهلة الأولى، وبعد ذلك مدّدوا له أسبوعاً، واعطوه مهلة لليوم الفلاني، فإذا لم يفعل ذلك سيضعونه على لائحة الإرهاب -طبعا الميزة الثالثة انهم أخذوه على هذا القانون، أخذوه على عنوان الفساد وليس على عنوان الإرهاب، والهدف هو المزيد من الإساءة الشخصية للوزير باسيل– على كل فأنا وضعوني أمام خيارين، أنا هنا لأخبرك يا سيد وأضعك في الصورة، وأنا لا أطلب منك شيئا، وانا موقفي ورأي هو، وهنا يكمل الوزير باسيل الكلام: أنه أنا لا أستطيع ان أكمل بهذه الخطوة لأن هذا يعني حريتنا وإستقلالنا ويعني قرارنا ومصلحة البلد إلخ…
إذا أنا بين هذين القرارين فأنا فقط اعطيك علماً، انا لن أقبل وإن كانوا يريدون ان يضعونني على العقوبات فليضعونني. فأنا هنا طبعا قلت له فليبارك فيك الله، وهنا أريد ان أقول ماذا قلت له، لأقولها لبقية الحلفاء، قلت له نحن طبعا بالعلاقة التي بيننا وبينكم علاقة قديمة، وراسخة وأصبحت هناك علاقة صداقة ومودة غير موضوع السياسة، نحن لا نريد أن تتأذون، أي موقف ترونه انتم لمصلحتكم وتريدون ان تأخذوه نحن نتفهمه نتيجة هذه الضغوط، وإذا المطلوب منا أي شيء نحن جاهزون، إذا كنا قادرين على المساعدة بشيء نحن جاهزون، فالوزير باسيل قال لي: لا، نحن هذا موقفنا ولكن أحببت ان أضعك في الصورة ونحن لا نريد منكم اي شيء، بمعزل انه حقيقة هل نستطيع أن نفعل شيئا في هذا الموضوع او لا، ولكن أنا كان واجبي أن اخبرك حتى لاحقا إذا حصل شيء أن تكون أنت والإخوان في الصورة، هنا افتح هلال لبقيت الحلفاء بناء على هذا الجواب، أن هذا الجو أقوله لكل أصدقائنا وحلفائنا في لبنان، إذا الأميركيون فاوضوكم وضغطوا عليكم، ووضعوكم امام خيارين، أنتم احرار، يعني نحن نتفهم أي موقف تأخذوه، نحن لا نريد ان يتأذى أي أحد، ولا نريد ان ينزعج أي أحد، كل شخص فليرى ضميره ومصلحته ومصلحة البلد والموقف المناسب ويأخذه، ونحن نتفهم أي موقف تأخذونه وإذا المطلوب منا ان نساعدكم في شيء نحن جاهزون ان نساعد في شيء، ونقفل الهلالين..
نعود إلى الوزير باسيل، حسنا، الوزير باسيل تبلغ بشكل رسمي الموقف النهائي رغم أنه انا أعرف حاولوا من خلال وسطاء وضغطوا كثيرا عليه وأيضا على فخامة الرئيس من أجل تعديل الموقف وعصا وجزرة والذي تريدونه، وهو على كل حال معني بان يتكلم بهذا الموضوع، لكن كان القرار حاسماً، جاء بعد ذلك القرار الأميركي، هنا أنا لدي تعقيبين،
أريد أن أعقب على الأميركيين وأريد أن أعقب على الوزير باسيل،
تعقيبي على الأميركيين، لأنه مثلا إن كنا سنناقشهم، لماذا وضعتم فلاناً ولماذا لم تضعوا فلانا؟ ولماذا فساد ولماذا إرهاب؟ نحنا ناقشنا بالمبدأ، أصلا، أساسا، يعني هل الإدارة الاميركية، لها، بأي حق قانوني، نتكلم بالقانون، يعني هي أمم متحدة؟! أو مجلس أمن دولي؟! هي ماذا؟ فلنتكلم بالقانون الدولي، في أي حق قانوني وبأي حق أخلاقي يحق لها أن تصنف العالم، عندما يكون هناك حكومة تمارس الإرهاب وتدعم الإرهابيين وتصنع الإرهابيين وتخوض حرب إرهابية، تأتي بعد ذلك لتصنف العالم، هذا إرهابي وهذا ليس إرهابياً، كيف ذلك؟ بأي حق قانوني وأخلاقي؟ عندما يكون هناك حكومة هي تحمي وتدعم أعتى الانظمة الدكتاتورية والفاسدة والناهبة لخيرات شعوبها وفي منطقتنا وفي العالم، وهي نفسها هذه الحكومة انا نسيت ان اقول صحيح عنوان حكومة ترامب فيه فشل ولكن هناك أمر نجح فيه، وهو النهب، والسرقة والحلب، هذا نجح فيه، حسنا، عندما هي حكومة فاسدة وسارقة وناهبة، هي تريد أن تصنف العالم، هذا فاسد وهذا ليس فاسداً، حتى آتي أنا لأطالبهم بالدليل، أنا لا أطالبهم بالدليل، أنا أقول لكم ليس لديكم حق، الأميركيون ليس لديهم حق لا أن يصنفوا إرهاباً ولا أن يصنفوا فساداً، لأنهم هم رأس الإرهاب في الكرة الأرضية، وهم رأس الفساد في الكرة الأرضية، هذا بالنسبة للاميركيين، وواضح أن الإستخدام هو إستخدام سياسي، حسنا، إذا كنتم تعتبرون انتم ان الوزير باسيل فاسد ومرتكب وعامل وفاعل ومساهم، حسنا إذا فك التحالف مع حزب الله يعني لا يعود هكذا، هكذا أنتم تناقضون انفسكم، كل سياق الموضوع واضح انه سياق سياسي وضغط سياسي وفرض خيارات سياسية، وإستخدام هذه الوسائل لفرض خيارات سياسية وإستلاب الإرادات السياسية وفرض الشروط السياسية على كيانات وعلى أحزاب وعلى تيارات وعلى شخصيات، هذا ما يفعله الأميركي في كل العالم والآن يفعلون ذلك في لبنان وآخر المطاف كان الوزير باسيل، وسنرى هذين الشهرين ماذا سيلحقون عقوبات ولوائح على دول وأحزاب وشخصيات، يعني ترامب غير معلوم هذه اللوائح الموعودين بها.
إذاً بالنسبة للأميركيين نحن موقفنا حاسم، وهنا أنا أتمنى على كل اللبنانيين أن يتعاطوا على أن هذا الأمر سيادي، هذا أمر يا إخواننا خارج المناكفات الحزبية والشخصية وتعاطوا معه على أنه خرق للسيادة، أنا إذا قامت الولايات المتحدة الأميركية بتصنيف أحد خصومنا في لبنان، لا أريد أن أقول أعداء، إن شاء الله ليس لدينا أعداء، إننا لا نتعاطى بعداوة، أحد خصومنا في لبنان إرهابي أنا لا أقبل هذا التصنيف، إذا تصنفه فاسد أنا لا اقبل هذا التصنيف، لا يحق للإدارة الأميركية أن تصنف أي لبناني على أنه إرهابي أو فاسد، هذا شأن الدولة اللبنانية أو القضاء اللبناني نقطة على أول السطر.
إذا نحن سياديون يجب أن نتصرف بهذه الطريقة، ليس أن نفرح ونشمت ونضحك ونناكف ونتعاطى بحسابات ضيقة بهذا الموضوع مع أي شخصية أو حزب أو جهة يتم فرض عقوبات أميركية عليها في لبنان. وهذا المسار بالعكس عندما نتضامن نحن كلبنانيين مع بعضنا ونرفض هذا يدفع الأميركي بعدم تصنيف البقية ولا يضعهم على اللوائح لأنه سيكتشف أنه ليس هنالك فائدة، سيكتشف أن هذا ليس له نتيجة سوى أنه يزيد العداوات مع اللبنانيين ومع الأحزاب اللبنانية ومع الشخصيات اللبنانية.
في المقطع الذي له علاقة بالوزير باسيل، طبعاً نحن نعتبر هذا الموقف موقف شجاع خصوصاً بعدما خرج ووضح وشرح وبيّن بشكل واضح، طبعاً بأدبياته، انطلاقاً من مبانيه، يعني إذا هناك أحد يطلب من الوزير باسيل أو من التيار الوطني الحر أن يكون نسخة عن حزب الله فهو مشتبه، نحن دائماً نقول هناك حزب الله وهناك التيار الوطني الحر وهناك تنظيم وهناك حزب وهناك حركة، نحن قوى نختلف مع بعضنا بقضايا يمكن عقائدية ويمكن سياسية ولكن هناك مساحة اتفاق كبيرة فيما بيننا ونعمل على الاتفاق، بنقاط الاختلاف نعذر بعضنا البعض، نوزع أدواراً، نتفهم بعضنا إلى آخره، الأصدقاء هكذا يتعاطون، الحلفاء هكذا يتعاطون، لا أحد يطلب أن يكون مع أحد “فوتوكوبي” حتى الأخوة هم ليسوا “فوتوكبي” عن بعضهم البعض. بلغته، بأدبياته، بطريقته ولكن بشجاعة كبيرة جداً، عبّر عن الموقف، نحن نعتبر هذا الموقف شجاع، هذا موقف وطني ومهم جداً ويبنى عليه في الأدبيات السياسية والسلوك السياسي اللبناني، هذا من جهة. نحن تضامنا ونتمنى من الجميع أن يتضامنوا لأنه مثل ما شرحت الاستهداف هو استهداف عام وليس استهداف لشخص واحد.
النقطة الثالثة، مثل ما عبر الوزير باسيل عن التزامه وصدقه بهذه العلاقة، نحن أيضاً نعبر عن التزامنا بهذه العلاقة، الذي ربحه الوزير باسيل من خلال الموقف أنه ثبت صدقيته، ثبت حريته، ثبت استقلاليته، طبعاً هذا منهج صحيح وأنا قلته له على الهاتف، الهاتف الداخلي يعني، وهو هذا الكلام مقتنع به وقاله لي قبل أن أقوله له، هؤلاء الأميركيون عندما يضغطون شخص بالعقوبات ويطلبون منه شيء إذا أعطاهم إياها “لحق على شغلات، ألف باء تاء، يجب أن يكمل لأنهم تكمشوا بخوانيقوا“، عرفوا نقطة ضعفه، من أول الطريق لا، نحن أحرار، نحن نقوم بما فيه مصلحة بلدنا والذي فيه مصلحتنا، لا نقبل من أحد أن يفرض علينا أو يضغط علينا، هذا نهج سياسي سليم جداً، الذي يريد أن يكون حراً ومستقلاً وسيداً ويحافظ على كرامته الشخصية وكرامة تياره وكرامته الوطنية يجب أن يتصرف بهذه الطريقة، يجب أن يرفض الخضوع وهذا ما قام به الوزير باسيل.
نحن سابقاً على كل حال بيننا وبين التيار حتى قبل هذا النقاش كله كنا نجلس ونتحدث، الآن الكورونا قللت اللقاءات، أنه نعم نحن معنيون أن نعمل مراجعة للتفاهم الذي بيننا لأن هذا التفاهم عمره 14 سنة، كان تفاهماً بدائياً، لم يعالج كل الملفات، لم يعالج كل القضايا التي كانت تنشئ أمامنا فنتفق أو نختلف، خلال 14 سنة كثير من الأناس كانوا حريصين أن يسقط هذا التفاهم وهذا التحالف ينهار، مع العلم أنه نحن قلنا أن هذا التحالف ليس جبهة في وجه أحد، هذا تفاهم نتمنى أن تتسع دائرته ليشمل كل القوى السياسية، وليس مانعاً من عقد تفاهمات أخرى، حزب الله يذهب ويعقد التفاهمات التي يريدها والتيار يعقد التفاهمات التي يريدها، وأنتم تعرفون جميعاً عقد تفاهم معراب.
تفاهمنا الذي صمد 14 سنة لا يوجد شك أنه يحتاج إلى مراجعة، هناك نقاشات، هناك ملاحظات بيننا وبين التيار الوطني الحر مثل كل أصدقاء صادقين مع بعضهم، مخلصين مع بعضهم، نناقش ونعالج، نحن حريصون أن لا نقول ملاحظاتنا في الإعلام، الآن هم أوقاتاً يعجلون علينا قليلاً، مثل موضوع مثلاً مكافحة الفساد، نحن ماذا فعلنا وهم ماذا فعلوا، الآن لا نتحدث على الإعلام، نقوم بالمراجعة وبعد ذلك نقول نتيجتها في الإعلام، طبعاً سنقوم بالمراجعة، طبعاً سنطور هذه العلاقة، وأعتقد الرد على قرار العقوبات الأميركية هو تطوير العلاقة بين التيار الوطني الحر وبين حزب الله بما فيه مصلحة البلد، نحن لا نقوم بجبهة ونخندق جبهة في مقابل أًصدقاء آخرين أو حلفاء آخرين أو حتى خصوم آخرين، طبعاً هذا الموقف أعيد وأختم وأقول بالنسبة لنا، بالنسبة لجمهورنا، بالنسبة للمقاومة موقف يقدر جداً وموقف شريف ومحترم ويبنى عليه ونحن نتمنى أن هذا المشهد مثل ما شاهدناه بموقف حركة أمل عندما وضع الوزير علي خليل على لائحة العقوبات، مثل ما شاهدناه بموقف تيار المردة عندما وضع الوزير يوسف فنيانوس، مثل ما نشاهده في المنطقة كلها عند كثير من الناس الشرفاء والأحرار وكان هذا النموذج الساطع الذي عبر عنه الوزير باسيل في الأيام القليلة الماضية، نتمنى أن يتعمم هذا النموذج ويتسع ويفهم الأميركيون أنهم لا يستطيعون لا بالضغط ولا بالإذلال ولا بالقهر ولا بالحصار أن يفرضوا على بلدنا وعلى أناسنا وعلى قوانا السياسية خيارات القوى السياسية نفسها غير مقتنعة بها.
هذا الموضوع يجب أن يوضع له حد إذا نريد أن نستطيع أن نقوم بأي شيء اسمه معالجة في البلد أو إنقاذ في البلد أو تجنب مخاطر يمكن أن يكون أعداء لبنان يريدون أخذ لبنان عليها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: العهد