مع انتهاء ولاية الرئيس الاميركي دونالد ترمب، اختلف البعض حول مدى نجاحه خلال اربعة اعوام.
ولتقييم النجاح هناك عدة جوانب يجب دراستها وتحليلها، كنظرية فريقه بأن الصين هي العدو الاول لاميركا، المكاسب التي حققها من احتواء بكين، او الدفع باتجاه تفكيك الاتحاد الاوروبي، مدى تقدم النفوذ الروسي او التركي بعهده، مدى نجاح انسحابه من الاتفاقيات المتعددة الاطراف، او هجومه السياسي على المنظمات الدولية كمنظة الصحة العالمية والعودة للحمائية وتداعيات هذا التكتيك على الساحة الدولية او على مصالح واشنطن.
ناهيك عن تقييم تعامله مع الارهاب العالمي وجائحة كورونا، والاقتصاد الاميركي، والعنصرية … الى ما هنالك من معايير لا يجب اغفالها.
لكن بهذه السطور سنسلط الضوء على النفوذ الايراني خلال حقبة ترمب.
لنبدأ من العراق، في حقبة الرئيس الاميركي بارك اوباما اجتاحت داعش اجزاء من العراق، ازداد التأييد الشعبي لقوات الحشد الشعبي وكتائب حزب الله كقوة مقاومة، وكان رئيس الحكومة والسلطة التنفذية ككل مولية لطهران.
اما بعهد ترمب قضي على داعش فلم يعد هناك مبرر لبقاء الفصائل الايرانية التي تشكلت تحت راية مقاومة داعش.
فرضت عقوبات على ايران فتأثرت الحكومة في بغداد، خرجت ثورة شعبية طالبت بتشكيل حكومة مستقلة.
اتهم الثوار الحكومة المولية لطهران بالفساد والمحصاصة، ازدادت النقمة الشعبية على السلاح المتفلت.
نجحوا بايصال ولاول مرة رئيس حكومة خارج الكنف الايراني، وعد بمحاربة السلاح الغير الشرعي ووقف التهريب على الحدود الايرانية العراقية، مما اجبر الفصائل الايرانية على القيام بردة فعل واستخدام سلاحها بالداخل، فتحولت الفصائل بنظر العراقيين، من مجموعة مقاومة الى ميليشيات احتلال.
اما في لبنان فبعدما اصبح حزب الله في قمة نفوذه بعهد اوباما انقلبت الموازين بعهد ترمب، بدأ الفشل مع العقوبات الاميركية مما أثر على بيئة حزب الله، فأحد اهم عناصر إلتحاق الشاب الشيعي بصفوف حزب الله هي التقديمات المادية، تلاها الفشل بالابقاء على حكومة سعد الحريري التي رفضتها الثورة.
والثورة بحد ذاتها هي مؤشر تراجع لنفوذ حزب الله والدليل كيف حاربها اعلاميا وسياسيا حتى ايران خرجت وشيطنة الثورة، ناهيك عن ترهيبه للثوار وتهديدهم بالحرب الاهلية.
ضُرب حزب الله في قانا وفي سوريا واتى انفجار مرفأ بيروت الذي كان يؤمن الطحين والمازوت والدولار والمواد الاولية لحزب الله والنظام السوري.
تبين بالدليل القاطع انه وراء اغتيال الرئيس الحكومة السابق رفيق الحريري كما تبين ضلوعه بالفساد عبر وزارة المالية مع الوزير علي حسن خليل، اجبر على التفاوض حول الحدود البحرية بنفس الشروط التي رفضها سابقا.
خرج صوت شيعي معارض وهذا اكثر ما يثير قلق حزب الله، كما تشكل رأي عام واسع يطالب بتسليم سلاح حزب الله وخروج النفوذ الايراني.
من لبنان الى سوريا، فبعدما كانت ايران تحقق الانتصارت من يبرود لرنكوس وحلب وريف دمشق، اصبحت اليوم ابار النفط بيد واشنطن، محطات التغويز داخل سوريا بيد موسكو، مرفأ سوري واحد بيد ايران خاضع للعقوبات والاخر بيد الروسي، الطرق الدولية بيد قسد وتركيا وروسيا، ورقة اعادة اعمار سوريا ليست بجعبة طهران بسبب العقوبات، ضربات اسرائيلية مكثقة على مواقع الايرانيين. فما تملك ايران في سوريا؟
اما في طهران لن نغوص كثيرا فيكفي النظر، الى الثورة التي طالبت بسقوط المرشد، الصورة الدكتاتورية التي قدمتها ايران خلال قمعها للثورة، صورة ايران الداعمة للارهاب، تدهور العملة الايرانية اكثر من 100% وصولا لاضطرارها الاستدانة من صندوق النقض الدولي.
بناءً على هذا، سياسة العقوبات التي انتهجها ترمب نجحت باضعاف النفوذ الايراني.
طالب ماجستير في العلوم السياسية