– هيكل الفساد سيسقط على رؤوس المختبئين فيه.. وكانوا يعتقدون أنها محصنة
– واجهنا فبركة الأخبار والأكاذيب بصمت وبمزيد من العمل
– يهشمون صورة الآخرين لأنهم لا يستطيعون تحسين صورتهم
مقتطف من رسالة رئيس الحكومة حسان دياب الى اللبنانيين من السراي الحكومية – الجزء 1؛ (13 حزيران 2020)
- أيها اللبنانيات… أيها اللبنانيون
عندما تم تكليفي بتشكيل هذه الحكومة، ثم عند تشكيل الحكومة، كانت ثقة اللبنانيين بقدرتنا على تحقيق إنجازات، ضعيفة، كان أمل اللبنانيين بنا هزيلاً. نعترف بذلك.
- كانت تلك فرصة لابتسامات صفراء بقيت مكتومة، تراهن على فشلنا في معالجة ارتكابات وتراكمات، حفرت عميقا في كيان الدولة، وفي البنية الاقتصادية والمالية للبنان، والتي زينوها لسنوات طويلة على أنها إعجاز، في حين أنها كانت عبارة عن مجرد ألوان تغطي التشوهات الهائلة، التي تسببوا بها، ولم يرف لهم جفن.
- بعد أقل من شهر على انطلاق عمل الحكومة، بدأ اللبنانيون يلمسون الجدية، والمنهجية، والإصرار، والإرادة، والتصميم، والجرأة، لدى هذه الحكومة مجتمعة، وعلى مستوى وزرائها منفردين.
- تغير مزاج الناس، وأصبحت هذه الحكومة تحظى بنسبة عالية من ثقة المواطنين، وهو ما يبدو أنه أزعج كثيرا من الذين راهنوا على فشلها.
- منذ ذاك الوقت، لم تتوقف الشائعات، وفبركة الأخبار، والأكاذيب، والاستهدافات الشخصية، والسياسية. لكننا واجهنا كل ذلك بصمت وبمزيد من العمل، على الرغم من أن حملات التشويه والتحامل وصلت إلى مسائل سخيفة.
- هناك نماذج كثيرة عن الحملة المبرمجة، التي تنظمها جهات معروفة بالاسم، والهوية، والصورة، والخلفية، وطريقة التفكير، التي لا ترتدع عن استخدام أي وسيلة لتهشيم صورة الآخرين، لأنهم لم يستطيعوا تحسين صورة أنفسهم.
- نعم، هذه الحكومة حققت الكثير، لكنهم يريدون طمس الحقائق.
ألا يكفي أننا نحاول إزالة الركام، الذي تركوه خلفهم بعد أن دمروا كل شيء وغادروا على عجل؟
- ألا يكفي أننا نفتش حتى اليوم، عن ودائع اللبنانيين، التي أهدروها في لا مسؤوليتهم، حتى لا نقول أكثر من ذلك؟ ألا يكفي أنهم أغرقوا البلد بالديون الهائلة، التي تسببت في هذا الانهيار المالي الكبير الذي نعيشه؟ لقد استمرت الصفقات وسياسة الهدر والفساد والتنفيعات، من أموال الناس الذين أودعوا جنى أعمارهم في المصارف، ولم يكونوا أمناء على الثقة التي منحهم إياها اللبنانيون.
- لقد صمتنا كثيرا، واستمعنا كثيرا إلى اتهامات، تحاول التهرب من الكبائر التي ارتكبوها، لرميها على هذه الحكومة، التي لا يريد رئيسها، ولا أحد من وزرائها، منافسة السابقين، لا في السياسة ولا في الأداء والأسلوب، ولا في الذهنية، ولا في الانتخابات… لا.. لست منهم…ولن أكون…
- لم نكن نريد الدخول في سجال مع الماضي الذي نعالج نتائجه، لكننا لن نسكت عن تحميلنا وزر سياساتهم التي أوصلت البلد إلى الكارثة، التي نعيشها اليوم.
- على كل حال. نحن هنا اليوم. وسط هذا الركام والدخان الأسود الذي أشعلوه في البلد. دخان كاد يطيح بالسلم الأهلي، بعد أن عمم اليأس في نفوس اللبنانيين، الذين كانوا يشاهدون التدمير الممنهج للممتلكات العامة والخاصة، ويراقبون بألم وحسرة حرائق الدواليب التي تقطع الطرقات وتحبس أنفاسهم وتزيد من الضغوط الاجتماعية والمعيشية عليهم، وتقطع أرزاقهم.
- اليوم نحن هنا، وسط هذا الهم المالي والمعيشي، حاول البعض الاستثمار مجددا، من دون أي رادع وطني. ضخوا الأكاذيب والشائعات وساهموا في تعميق أزمة الليرة اللبنانية، وتسببوا بأزمة كبرى، ودفعوا الناس إلى الشارع.
- كان المطلوب هو منع الحكومة من تنفيذ قرارها بإزالة الركام، الذي يخفي تحته أسرار هيكل الفساد.
لقد علموا أننا بدأنا نكتشف غرفا كثيرة من هذا الهيكل، وأننا عثرنا على مفاتيح غرف عديدة من ذلك البنيان الأسود، الذي تخرج منه روائح الصفقات والسمسرات والسرقات المغطاة بقشرة السلطة. هناك الكثير مما يمكن الحديث عنه اليوم، وهناك أكثر بكثير يمكن كشفه قريبا، بالوثائق والوقائع.
- فانتظروا حتى تنتهي عملية إزالة الركام من فوق هيكل الفساد، لأن هذا الهيكل سيسقط على رؤوس الذين يختبئون في زواياه، التي كانوا يعتقدون أنها محصنة، وأنها تستطيع حمايتهم من زلزال الإرادة الشعبية، الذي لا بد أن تنتصر لحقها في محاسبة، الذين خطفوا الدولة، ورهنوا مصير الناس ببقائهم في مواقعهم، التي ظنوا أنها أملاك شخصية، وتصرفوا بمقدراتها وسلطتها، ونسوا أنها مجد زائل، وأنها لو دامت لغيرهم لما اتصلت إليهم.
ملخص الكلمة رئيس الحكومة حسان دياب إلى الشعب اللبناني
(السرايا الحكومية 13 حزيران 2020)
طمأن رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب البنانيين إلى أن حقوقهم “محفوظة، عند المصارف، وعند المصرف المركزي، والدولة هي الضمانة”، مشددا “لن نسمح بأن تضيع أموال الناس، الودائع في المصارف هي اليوم أرقام، لكن، وبكل ثقة، أؤكد للناس أننا لن نسمح أن تبقى مجرد أرقام”. كما طمأنهم إلى أن “الدولة غير مفلسة، هناك تعثر مالي، لكن البلد غني بكم أولا، وغني بطاقاته وإمكاناته وموارده وعقول أبنائه الخلاقة”.
ودعا إلى ان “نحمي الدولة، ونحصنها، كي تكون ضمانة لجميع أبنائها، ولممتلكاتهم، وأموالهم، ومستقبلهم”. وشدد على ضرورة “الانتقال إلى منطق الدولة، وتحقيق حلم الوطن، والانتقال نحو منطقة الأمان، رغم الحواجز السياسية”، مؤكدا أن “التغيير آت لا محالة”.
وإذ أكد أن “هذه الحكومة حققت الكثير”، لكن هناك “من يريد طمس الحقائق”، سأل: “ألا يكفي أننا نحاول إزالة الركام، الذي تركوه خلفهم بعد أن دمروا كل شيء وغادروا على عجل؟ ألا يكفي أننا نفتش حتى اليوم، عن ودائع اللبنانيين، التي أهدروها في لا مسؤوليتهم، حتى لا نقول أكثر من ذلك؟ ألا يكفي أنهم أغرقوا البلد بالديون الهائلة، التي تسببت في هذا الانهيار المالي الكبير الذي نعيشه؟، مردفا: “لقد صمتنا كثيرا، واستمعنا كثيرا إلى اتهامات، تحاول التهرب من الكبائر التي ارتكبوها، لرميها على هذه الحكومة”، مؤكدا عدم الرغبة “في الدخول في سجال مع الماضي، الذي نعالج نتائجه”.
واتهم “البعض” بأنهم “ضخوا الأكاذيب والشائعات وساهموا في تعميق أزمة الليرة اللبنانية، ودفعوا الناس إلى الشارع”، معتبرا أنه “كان المطلوب من ذلك هو منع الحكومة من تنفيذ قرارها بإزالة الركام، الذي يخفي تحته أسرار هيكل الفساد”، واصفا ما حصل ب”محاولة إنقلاب سقطت مجددا”، مؤكدا فشل كل “الاجتماعات السرية والعلنية، والاتفاقات فوق الطاولة وتحتها، وأوامر العمليات الداخلية والمشتركة، في إنجاح خطة الإطاحة بورشة اكتشاف الفساد”، معلنا “لدينا من التقارير عن الوقائع ما يكفي من المعطيات، وسنعلن ما نراه مناسبا منها، في الوقت المناسب”.