الولايات المتحدة الامريكية تحكم العالم عسكريا و اقتصاديا .
اكثر من ٧٥٠ قاعدة عسكرية منتشرة في اكثر من ١٣٠ بلدا حول العالم (يعني قاعدة عسكرية بجانب كل بئر نفط)
يسيطرون على البحار والمضائق والمحيطات ، اقمارهم الاصطناعية تحتل الفضاء …
اما اقتصاديا فكل بنوك العالم مرتبطة بالبنك المركزي الاميركي، وهذا يعني ان قرارا باقفال مصرف يحتاج توقيعاً أميركياً واحداً ، وافلاس اي بلد لا يحتاج طلقة واحدة، وهذا يفسر قدرة الامركيين على فرض رؤساء البنوك المركزية في الدول وخاصةً في دول العالم الثالث .
يمتلكون صندوق النقد والبنك الدولي ، فيوزّعون القروض على الدول ، ويشجعون الفساد ويحموه في هذه البلدان لاغراقها اكثر في المديونية ، حتى تصبح عملية التحكم يمصيرها اسهل ، كما هو الحال في بلدنا. فتجارب الدول وخصوصا الفاسدة منها مع هذا الصندوق غير مشجعة وقليلة منها من احسنت استعمال تلك القروض.. وفوق كل هذا تمارس الولايات المتحدة ابشع الدكتاتوريات بحق الشعوب تارة بحجة مكافحة الارهاب وتارة بحجة حماية مصالح اميركا…
على الجانب الآخر ما يُعرف بدول الممانعة وعلى رأسها الصين و روسيا و معهما عدداً كبيراً من الدول التي لا تريد الخضوع.
جميع هؤلاء يتعرضون للعقوبات الاميركية فقط لانهم يريدون ان يكونوا سياديين على ارضهم ، ومستقلين في اتخاذ قراراتهم … لكنهم في الوقت ذاته يمارسون ديكتاتوريات مطلقة في انظمتهم…. وها هي الصين اليوم تنافس على قيادة العالم ، فمن يملك المال هو من يحدد شروط اللعبة وهذا ما لن تقبل به الولايات المتحدة الاميركية مع تفاقم ازمتها الاقتصادية ، حتى لو اضطُرّت لاشعال الحرب.
وربما تكون جائحة كورونا السبب المباشر لاطلاق شرارة الحرب من الجانب الاميركي والتي تهدف بالنهاية لاخضاع الصين واجبارها على انقاذ العالم من الانهيار الاقتصادي ومن الكساد الكبير …..
اذاً العالم معسكران ، وصعب علينا الاختيار، فالانحياز للمحور الاميركي توطين للفلسطيني ودمج للنازح السوري كما انه سيشعل حرباً داخلية فنعود الى العام ٧٥. اما الانحياز الكامل الى محور الممانعة سيؤدي الى الافلاس والعُزلة. وما بينهما الشعب اللبناني عالق تحت رحمة مجموعة فاسدين افسدوا الوطن و افلسوه، ويبقى الاتكال على العقلاء والاوادم في هذا الوطن لانقاذه والسير بين الالغام لتقطيع المرحلة ، على قاعدة “عند تغيير الانظمة احفظ رأسك”.