- ويلٌ لأمة تضحي بعدالتها من أجل بعضِ سياسييها
***
هذه هي خلاصة الأيام الأخيرة، التي ساد فيها صمت شبهُ مطبَق، في أوساط القوى السياسية الأساسية، كما لدى بعض وجوه الحراك الشعبي، إزاء إقرار واضح وصريح وعلني، صدر عن أحد السياسيين، برفض مثول أحد الموالين له من موظفي الدولة أمام القضاء، في قضية تثير جدلاً كبيراً في الأوساط المحلية، كما أن الأوساط الدولية تتابع مسارَها، على اعتباره مؤشراً إلى مدى قدرة لبنان على السير قدماً في ملفات الإصلاح ومكافحة الفساد، تزامناً مع المفاوضات التي انطلقت أمس بين الحكومة اللبنانية وصندوق النقد الدولي.
ويلٌ لأمة تضحي بعدالتها من أجل بعض سياسييها، خصوصاً إذا كان هؤلاء السياسيون في غالبيتِهم، متمسكين بنهجهم القديم، القائم على رفع الشعارات الكبيرة، لتحقيق مطالب صغيرة… في وقت تَبذل الحكومة كلَّ ما في وسعها، في سبيل انتشال البلاد من الهوة المالية السحيقة، التي دفعهُ إليها دفعاً عدمُ إقدام الحكومتين السابقتين على اتخاذ الاجراءات المطلوبة لتفادي الانهيار الكبير بفعل الأزمات الموروثة، قبل أن يَنقل المسؤولون عن الحكومتين المذكورتين البندقية من كتف إلى كتف، ليبدأوا إطلاقَ النار في الاتجاه الخطأ.
وبالمناسبة، يكرر اللبنانيون السؤال: اين التحركات على الأرض؟ وما سر الصدفة، التي ادت إلى هدوئها، تزامناً مع المواقف السياسية التهدوية التي أطلقها بعض الأطراف؟
ويل لأمة تضحي بعدالتها من أجل بعض سياسييها، الذين إذا اختلفوا، فركشوا البلد، وإذا اتفقوا، كرسحوه، وضربوا فاعلية مؤسساته السياسية والقضائية وسواها.
لن نسكت عن تمييع التحقيقات ولن نقبل بالمسايرة. هذا ما قاله الرئيس حسان دياب في مجلس الوزراء اليوم، واللبنانيون يصدقون، فعسى الا يَخيب الاملُ من جديد، خصوصاً انه سمى تحديداً ملف الفيول المغشوش، الى جانب قضية التلاعب بالعملة الوطنية.
هذا مع الاشارة الى ثلاثة عناوين تطرق إليها اليوم مجلس الوزراء الى جانب كورونا:
العنوان الأول، مصادرة الشاحنات والصهاريج التي تهرِّب مع حمولتها. العنوان الثاني، التواصل مع حاكم مصرف لبنان لضخ الدولار في السوق.
العنوان الثالث، الموافقة على مذكرة التفاهم مع الشركات الراغبة في إنشاء معامل الكهرباء في لبنان، وهذا الموضوع بالتحديد يتطرق اليه وزير الطاقة ريمون غجر عبر الـ OTV في سياق النشرة.
لكن، في موازاة كل ذلك، ماذا سيقول وليد جنبلاط للـ OTV هذه الليلة؟ الجواب بعد قليل، مع الاشارة الى ان النائب الياس بو صعب يحل ضيفاً على برنامج “رح نبقى سوا”، مباشرة بعد الاخبار، حيث من المتوقع أن تتناول الحلقة مختلف الملفات المطروحة، ومن بينها ما يثار حول قضية المعابر غير الشرعية والتهريب، فماذا سيكشف وزير الدفاع السابق في هذا الاطار؟