- بوتين: الواجب المقدس للأجيال الحالية هو الحفاظ إلى الأبد على ذكرى
***
احتفل أمس القيصر، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالذكرى 75 للنصر في الحرب العالمية الثانية واضعاً على صدره وسام القديس جاورجيوس باللونين الأسود والبرتقالي، الذي يرمز للبطولة والمجد وقد أسس وسام القديس جاورجيوس عام 1769 من قبل القيصرة كاترينا الثانية.
وشدّد بوتين في كلمة للمناسبة، على أن “الواجب المقدس للأجيال الحالية هو الحفاظ إلى الأبد على ذكرى الذين تمكنوا بتقديم تضحيات ومواجهة مآس لا تحصى من الدفاع عن حرية وطنهم”، مشددا على ضرورة تقديم الرعاية البالغة إلى المحاربين القدامى.
يذكر ان شرائط القديس جاورجيوس تمنحها وحدات في الجيش الروسي، وقد أسس وسام القديس جاورجيوس عام 1769 من قبل القيصرة كاترينا الثانية، لرتب الضباط بشكل خاص، وينص المرسوم القيصري بهذا الشأن على ان هذا الوسام يمنح لقاء أداء مآثر بطولية في أوقات الحرب فقط.
وللمناسبة، هنأ بوتين، زعماء الدول التي أسهمت في ذلك النصر جنبا إلى جنب مع الاتحاد السوفياتي بمناسبة الذكرى الـ75 للانتصار على النازية.
وذكر موقع (RT) ان بوتين شدد في رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، على أن الانتصار على النازية أصبح أهم حدث على مستوى العالم في القرن العشرين ولديه تأثير مستمر على مصير البشرية بأسرها، لافتا إلى أن هذا الانتصار تم تحقيقه بفضل توحيد جهود الاتحاد السوفيتي والحلفاء الآخرين المناهضين للنازية.
وأشار بوتين إلى أن تجربة التعاون الثمينة هذه لا تزال ملحة اليوم، معربا عن قناعته بأن ذاكرة الأخوة القتالية إبان الحرب العالمية الثانية ستساعد في تطوير الحوار البناء والتعاون بين موسكو ولندن في مواجهة التحديات والتهديدات المعاصرة.
صداقة قتالية
وفي رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أبدى بوتين امتنان روسيا المستمر لإسهام الحلفاء في دحر النازية، مؤكدا أن بلاده لن تنسى الصداقة القتالية السوفيتية الأميركية إبان تلك الحرب.
وشدد بوتين على أن روسيا والولايات المتحدة لا تزالان تقفان بالجبهة الأمامية في وجه التحديات العالمية، وخاصة تلك التي نشأت في العالم خلال العقود التي مرت منذ الحرب العالمية الثانية، ابتداء من الإرهاب والنزاعات الإقليمية وصولا إلى الكوارث التكنولوجية والجوائح.
وخاطب الرئيس الروسي نظيره الأميركي قائلا إن بلديهما، بناء على التقاليد التي تم وضعها في سنوات الحرب واستنادا إلى روح إلبا (أي النهر الذي التقت على ضفافه القوات السوفيتية والأمريكية في 25 أبريل 1945)، تستطيعان تحقيق إنجازات كثيرة في سبيل ضمان الأمن والاستقرار الدوليين.
وفي رسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أشار بوتين إلى أن بطولة الطيارين الفرنسيين من فوج نورماندي-نيمان (الذي حارب النازيين جنبا إلى جنب مع القوات السوفياتية) ستبقى خالدة إلى الأبد في قلوب الروس.
المقاومة الفرنسية
كما أشار الرئيس الروسي إلى الإسهام الملموس لآلاف الوطنيين الذين انضموا إلى المقاومة الفرنسية في دحر النازية، قائلا إن الحاجة إلى التعاون بين روسيا وفرنسا لا تزال ماسة في الظروف الدولية المعقدة اليوم.
ووجه الرئيس الروسي رسائل تهنئة إلى قادة وشعوب الجمهوريات السابقة للاتحاد السوفياتي، وخاصة أذربيجان وأرمينيا وبيلاروس وكازاخستان وقرغيزستان ومولدوفا وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، بالإضافة إلى شعبي أوكرانيا وجورجيا.
وشدد بوتين على أن هذه الشعوب تبجل ذكرى الأبطال الذين ساعدوا، بشجاعتهم في القتال وبعملهم بتفان في الجبهة الداخلية، على تحقيق الانتصار على النازية والذي أصبح إنجازا عظيما مشتركا لها.
واجب مقدس
واضاف بوتين أن “الواجب المقدس للأجيال الحالية هو الحفاظ إلى الأبد على ذكرى الذين تمكنوا بتقديم تضحيات ومواجهة مآس لا تحصى من الدفاع عن حرية وطنهم”، مشددا على ضرورة تقديم الرعاية البالغة إلى المحاربين القدامى.
وذكّر الرئيس الروسي بضرورة التصدي لأي محاولات لإعادة كتابة نتائج الحرب الوطنية العظمى ومسح ذاكرة الجرائم التي ارتكبت على أيدي النازيين والمتواطئين معهم وتبرئة ساحة هؤلاء المجرمين.
وأعرب بوتين عن قناعته بأن الذاكرة المشتركة لذلك الإنجاز البطولي ستساعد في تطوير العلاقات الثنائية بين روسيا وتلك الدول في مختلف المجالات والشراكة في مواجهة التحديات والتهديدات المعاصرة، مثل جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”.
كما هنأ بوتين جميع المحاربين القدامى في الحرب العالمية الثانية بهذه المناسبة المهمة وشكرهم وتمنى لهم دوام الصحة والسعادة والازدهار وحياة طويلة.