نحن في وطن ، زعماء الحرب فيه هم من صنعوا السلام .
نحن في وطن ، العملاء فيه احتفلوا عند خروج المحتل.
نحن في وطن ، الفاسدون فيه يريدون قيادة الثورة ضد الفساد .
وهذه سابقة لم يسبق لها مثيل في العالم.
فزعماء الحرب والفاسدون والعملاء هم انفسهم ، ويحتمون بطوائفهم…
والناس تائهة ، تتقاتل وتتبادل التهم ….
نحن شعب يتكلم في السياسة وكثيرون منّا لم يقرؤا كتابا .
تحولنا الى خبراء اقتصاديين ولا نعلم شيئا عن الاقتصاد.
نُصدر الاحكام في الشارع وكأننا قضاة تحت قوس المحكمة.
نعمم الفساد على كل الساسة ، وبذلك نقدم اكبر خدمة للصوص منهم.
نحن في وطن القسم الأكبر من اعلامه يشهد للباطل.
نحن في وطن تساوى فيه الظالم مع المظلوم والقاتل مع القتيل والسارق مع المسروق..
نحن في وطن تساوى فيه العارف مع الجاهل والعبد مع الحرّ.
نريد المقاومة وبعضنا مستسلم.
نريد السيادة وبعضنا تخلى عنها.
نريد قرارا حرّا وبعضنا يسترضي السفارات.
نريد المحاسبة وبعضنا يدافع عن زعيمٍ فاسد ظنًّا منه انه يخدم قضيةً ما ، او يدافع عن طائفة ومذهب.
آن الاوان لنكون شعبا سيّدا .
آن الاوان لننتج ، لنزرع ، لنخترع.
آن الاوان لنحاسب يوم الأنتخاب.
آن الاوان لنعرف حقوقنا وواجباتنا.
آن الاوان لنكون مواطنين ، لا مقيمين.
آن الاوان لنختار بين البرامج والافكار ، لا بين الاشخاص.
آن الاوان لدولة القانون ، والاّمركزية الادارية، ولعقد اجتماعي جديد ، ودولة مدنيّة.
آن الاوان لمجتمع يكون الفرد فيه قيمة بحدّ ذاته ، لا سلعة معروضة للبيع والشراء .
آن الاوان للننقل تجاربنا الناجحة في الخارج الى الداخل .
آن الاوان لنعرف انها فرصتنا الاخيرة ، والفرص لا تتكرّر ….
آن الاوان لنشهد للحق…
والّا فلتصبحون على وطن…..