أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الأب أنطوان لطوف: إحذروا سيغمند فرويد..


🌷✝🌷
باسم العلم يتبجح معظم الـ”بسكولوغ” بأنهم معالجون وفي أحيان كثيرة يسببون الخراب.. فلا تذهبوا إلا إلى “بسيكولوغ” ملتزم بالإيمان المسيحي وبأخلاقية المسيح.

(1)
إحذروا سيغمند فرويد

في اجتماع شبيبة قال تلميذ بسيكولوجي: “على الشاب أن يكون له “شريكة” كي لا يصاب بالكبت الجنسي. هكذا يقول العلم. نحن لا نأخذ برأي الدين”. قلت: “هل بين الحاضرين من يقبل أن تكون أخته أو قريبته أداة للشاب كي لا يحصل معه كبت وإحباط وحرمان الجنسي”؟ ثم قلت: “علم النفس الذي تزعمه، كم عمره؟ قال مئة سنة. قلت: “الكنيسة عمرها ألفي سنة ولم يعش شبابها الكبت والحرمان، بل عاشوا العفة حتى الزواج”.

الذين يعيشون العفة قد يخدعهم هذا الكلام بذريعة أنه “علم”، فيشعرون بالكبت والإحباط والحرمان فعلا. فهذا الكلام مناداة بالإباحية وتلبية الشهوة خارج الزواج، وترويج لاسلوب حياة متفلت، يتغير فيه الشريك باستمرار. وكم من أذية تحصل بسبب هذا “العلم”، من خسارة للعذرية وإجهاض وصدمات نفسية وانفلات.

لقد وضع فرويد الحب والزواج جانباً وقال إن جميع دوافع تصرفات البشر هي جنسية، والغى من القاموس كلمة “زنى” وكلمة “خطيئة”. فالزنى والخيانة الزوجية والحبل خارج الزواج، والإجهاض… ليس خطيئة. والأسوأ أنه يزعم ان هذا “العلم” أعلى شأنا من الإيمان. والمشكلة الأخرى قول هذا العلم أن ليس هناك تصرف شخصي خاطىء، لا الزنى ولا الشذوذ ولا زنى المحارم ولا القمار ولا تعاطي المخدرات…. فالمهم أن يكون الشخص “مرتاحا” ومقتنعاً بما يعمل وبما هو عليه. فغاية “العلاج النفسي” الوصول بالشخص إلى الراحة النفسية، ولا يحق للـ”معالج” أن يقول له إن ما يفعله خاطئ أو غير أخلاقي.

لقد ألغت الفرويدية الدين والأخلاق ونادت بالإباحية. والمعضلة الأعظم أنها تنكر أن للإنسان روحاً، وأن الشفاء الروحي هو المفتاح لتجنب المشاعر المزعومة مثل الحرمان والكبت والإحباط، وأن العلاقة الشخصية بالرب يسوع فيها وحدها التحرر والشفاء والخلاص.

ويحصل الخراب مثلا عندما تعاني طفلة بعمر 14 سنة ميول انتحار وميولا جنسية غير سوية، فيفترض علم النفس أن ميول الإنتحار هي بسبب شعور الفتاة بالذنب من ميولها الجنسية. ولكي يحررها “المعالج” من الذنب يقنعها أن مشاعرها الشاذة “أمر طبيعي”، فيزج بها في اتون الشذوذ الجنسي لمدى حياتها، بدلاً من أن يسعى لعلاجها فعلاً، بينما أفكار الأنتحار قد تكون لها أسباب اخرى. ألم يكن العلاج الروحي اجدى وأنفع، لتحرير هذه الضحية من براثن مشاعر الذنب وأفكار الانتحار، والميول الجنسية الشاذة على السواء؟

ويتبجح معظم الـ”بسكولوغ” بأنهم معالجون وأن ممارساتهم علمية، لكن في أحيان كثيرة يسببون الخراب بدلا من ان يعالجو. فلا تذهبوا إلا إلى “بسيكولوغ” ملتزم كل الإلتزام بالإيمان المسيحي وبأخلاقية المسيح.

(2)
الإنتحار

الأب أنطوان يوحنا لطوف

الليدي *مكبث* (مسرحية لشكسبير) انتحرت لشعورها بالذنب لأنها حرضت زوجها على قتل الملك والإستيلاء على الملك. ومنذ سنوات عرفت صبية انتحرت لانها فقدت عذريتها.

يحصل الانتحار لشعور حاد بالذنب يصعب تخطيه، أو لخسارة يعتقد الشخص أنها هائلة. والعامل الأساس هو *اليأس* الذي بجعل الحياة بلا قيمة وبلا معنى وغير جديرة أن تعاش.

مسيحيا، اليأس خطيئة لأنه عكس الرحاء (أحد الفضائل الإلهية الثلاث، مع الإيمان والمحبة) واليأس من الخطايا الكبائر السبع، وهو نقيض الإيمان لأن من يؤمن يسلم حزنه وخسارته وعذابه وذنبه للرب و*يرجو* عونه وتعزيته ومغفرته وخلاصه.

إن الاسترسال في فكرة الانتحار ولو للحظات هو **خطيئة مميتة**. وبديل اليأس يجب *الرجاء* بالرب واللجوء إليه بالصلاة والتسليم، حتى في أشد الأوقات ظلمة وقسوة، وهو القائل “لا تسقط شعرة من رؤوسكم إلا بعلمي”.

تقول الكنيسة إن المنتحر لا ينال الخلاص لأنه ارتكب جريمة قتل، ولانه وقع في خطيئة عظمى هي اليأس.

والاستثناء الوحيد هو حالات المرض *العقلي* (حصرا). أما المريض المتألم حتى بفظاعة، والمريض النفسي، فواع ومدرك ويتمتع بكامل قواه العقلية وهو مسؤول عن تصرفاته، ولذلك فانتحاره جريمة عظمى يدينه الله عليها بالهلاك.
وكانت الكنيسة حتى أمد قريب لا تصلي على المنتحر. لكن هناك باب ضيق جدا هو الإفتراض أنه ندم وتاب قبل ان يلفظ أنفاسه الأخيرة، وطلب المغفرة من الله بحرارة. عندها يحاسبه الله على مجمل أعمال حياته وليس على هذه الخطيئة فحسب.

والإنتحار تجربة كبيرة من الشيطان، وهو يجرب المحزون والمتألم واليائس بالانتحار، ويشجع أتباعه على اقتراف هذا الإثم، وجميع الذين يلبون رغبته هذه يذهبون إليه. الحياة هبة ثمينة من الله وهي ملكه، ولا يجوز لأحد أن ينهي حياته بيده أو أن يتصرف بحياة الآخرين.

المصدر: أنطوان لطوف