هدوء الإنتفاضة إضافة الى التحولات في المنطقة.. ليس مطمئن
زادت الصراعات في الأشهر القليلة الماضية في منطقة الشرق الأوسط بين المحورين:
- الأميركي-السعودي الداعم لمطامع إسرائيل
- الروسي-الإيراني المدعوم من الصين الطامع بكسب أكبر حصة ممكنة من خيرات الشرق الأوسط.
لماذا بتوقيت ترامب؟
لم تكن يوماً الإضطرابات في الشرق الأوسط مشتعلة إلّا وإن كان هناك بالمقابل إنتخابات رئاسية أميركية بدايةً بجورج بوش مروراً بباراك اوباما ووصولاً إلى دونالد ترامب.
فبالسنوات الماضية شهد العالم على غزو العراق بحجة وجود أسلحة بيولوجية اخترعها جورج بوش،
ومن بعدها شهدنا تنظيم داعش وحجة دخول الولايات المتحدة الأميركية إلى سوريا لمحاربة هذا التنظيم كي يُمدّد لأوباما،
وترامب اليوم، قبل انتخاباته ببضعة أشهر، يعلن صفقة القرن ويلبّي رغبات الإحتلال الإسرائيلي واللوبيات كي يُمدّد له في المرة المقبلة إضافةً إلى فرض “خط هوف” على الحدود اللبنانية-الفلسطينية وانتهاك سيادة الأول.
بالرغم من محاولات روسيا للضغط على الولايات المتحدة لوقف مشاريعها في الشرق، إلّا أن الواقع يؤكد تعامل بوتين مع ترامب في بعض القضايا نظراً للمصالح المشتركة بين الرئيسين؛ فليس هناك حليف أو عدو دائم، بل مصلحة دائمة.
فبعد اندلاع الإنتفاضة في لبنان، هل ستقف روسيا إلى جانب ايران وحلفائها بالداخل اللبناني أو ستعتمد سياسة الحياد نظراً لمصلحتها ب”خط هوف” الذي يسهّل عملية تجارة الغاز عبر الأنابيب في البحار؟
إن هدوء الإنتفاضة اللبنانية وعودة الحياة الطبيعية في سوريا نوعاً ما بعد إمكانية إعلان الإنسحاب الأميركي من العراق ليس مطمئن، فمن الممكن جداً أن نرى إعلان دولة كردستان بعد الإنتهاء من صفقة القرن وسيطرة الولايات المتحدة عليها بطريقة غير مباشرة فيكون عندها الإنسحاب العسكري فقط شكليًّا. كما أننا اليوم على وشك اندلاع الإنتفاضة مجدداً في لبنان بسبب الضغوطات الإقتصادية والمالية التي تفرضها الخزانة الأميركية، فمن الممكن أيضاً أن نرى الناس في الشوارع في الصيف القادم فتكون عندئذٍ حققت الولايات المتحدة ضغطاً على ايران حيث بإمكانها فرض شروط تصب في مصلحتها عندما يأتي دور الإتفاق النووي الجديد.
خلاصة الموضوع، قد يكون اليوم الحياد هو أفضل وسيلة للتعامل مع الواقعين السياسي والإقتصادي لأن أي اتفاق قد يحدث بين الكبار سيذهب ضحيته الصغار، وما أدركنا من خباثة الكبار…
ولكن، هل سيحدث كل هذا بتوقيت ترامب أو سيسبقه الوقت وينقلب السحر على الساحر؟
ميشال غنيم