يوم الخميس الماضي لم يمر مرور الكرام مع مشاهدي برنامج “صار الوقت” مع الإعلامي مارسيل غانم، فقد انكشف النائب السابق روبير فاضل على الهواء وهو من ابرز الوجوه التي تقدمها الثورة. ولم ينجح النائب السابق في الباس رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان ويلات البلد الاقتصادية ومرحلة الحريرية السياسية. اذ ان كنعان، مُعدّ الابراء المستحيل، كان حاضراً بالمستند والحجّة، كشفت زيف ادعاءات فاضل بكلمات كانت أشبه بلكمات قاضية على هذا النموذج.
وضمن مساعيه لركوب الثورة، والظهور بمظهر جديد مسبوق الدفع، حجز فاضل لنفسه مقعداً في صفوف “النيو كتلة وطنية”، ناقلاً الحزب العريق الذي لطالما عرف “بحزب الأوادم”، الى صيغة الحزب الثورجي بالشكل وفوق الطاولة، والتابع لتيار المستقبل بالفعل وتحت الطاولة . وظن فاضل أنه يستطيع بكلام شعبوي ، تلوين تاريخه السياسي والنيابي، بماكياج الثورة.
ولكن، ولمن لا يعرف، فإن روبير فاضل بقي لسنوات نائبا في كتلة تيار المستقبل ومن قبله الراحل موريس فاضل، وكان مواكبا للرئيس السابق فؤاد السنيورة، لا بل كان سنده في ارتكاب ما ارتكب بحق مالية لبنان، كما ان مخالفات فاضل واعتداءاته على الاملاك العامة لا تحصى ولا تعد.
وقد استفاد فاضل من قروض ميسرة “سارقا اياها” من درب الفقراء. كما استفادت زوجته من التعميم ٣٣١ بمبالغ ضخمة، وهو ضالع كغيره في عالم الأعمال “المستقبلي” في ملفات عدة.
كما أن مشروع مجمّع الABC التجاري في فردان الذي يملكه، بني على ارض اشتراها من بهاء الحريري، بعد “طرد” الراهبات منها.
فاضل ردد في الحلقة اكثر من مرة انه لم يكن في تيار المستقبل ابدا وانه استقال من النيابة، ولكن نائب طرابلس السابق لم يخرج حتى في نص استقالته من عباءة الحريري وقال ما حرفيته”وقفت الى جانب الحريري ولا أزال كل ما كان مستهدفا”.
فهل تعيش الثورة مع فاضل في حالة انفصام؟ فهو لا يمكن ان يكون ثائرا، وان يعيش في جنيف ناعماً بملايين الدولارات، وان يكون شريكاً في شراء “آرمة” حزب تاريخي للتلطي خلفه وممارسة ازدواجيته كالمرائين، كما لا يمكن للثورة ان تكون ثورة حقيقية في ظل هذه الازدواجية الفاضحة التي تضرب كل الشعارات التي تتغنى بها من مكافحة الفساد الى كلن يعني كلن الى التغيير المطلوب!
وبما أن لكل انسان تاريخه، فالمقارنة لا تجوز بالطبع بين النائب السابق المتلوّن، وبين نائب طبع مسيرته النيابية بالرقابة والتشريع، ونجح حيث لم يجرؤ الآخرون، في الدخول الى مغارة علي بابا المالية، فدقق وفنّد، واطلق مسار اعادة تكوين الحسابات المالية للدولة اللبنانية، فتحوّل بذلك “الابراء المستحيل” الى قانون، والحسابات الضائعة، الى تقرير من 37 الف صفحة صادر عن وزارة المال. والحسابات التي كانت تتم المصادقة عليها بتحفظ، الى مستندات يدقق بها ديوان المحاسبة.
لقد ظهر فاضل في حلقة “صار الوقت” بلباس الثورة ، ولكنه تعرى عند أول اختبار كما غيره من اقرانه عندما يواجهوا بالحقائق والملفات ولم ينجح في اخفاء نموذج رأس المال المتوحّش الذي يمثله، ولا يزال “النيو ثورجي” مرتبطاً بمصالح مالية كبيرة مع المنظومة الحاكمة.
فهل هذا هو نموذج “الثورة” الموعود؟
المصدر: https://www.vdlnews.com/