وقود لثورة مشبوهة، لن يدفع ثمنها سوى الفقراء فقط (أمين أبوراشد)
بدايةً نقول، لِمَن قدَّم في كسروان بيته لثوَّار طرابلس: “الله يوسِّع مطارحك”..، لأن المسألة ليست جبهة مفتوحة بين أهل جونية وأهل طرابلس، والتعميم جريمة، واختصار رأي أبناء
جونية بنوابٍ على خصومة مع شعبهم ومع العهد لا يجوز، وَوَصم كل أهل طرابلس أيضاً لا يجوز بمجموعة صبيان، جعلهم الفقر عُرضةً للبيع أو للإيجار، بما يتراوح ما بين مئة دولار يومياً عدا العمولة لقائد ثورجي من مستوى ربيع الزين، وصولاً الى خمسة آلاف ليرة لبنانية فقط
لا غير، لكل ولدٍ في العاشرة من عمره يرمُون به في الباص ويقولون له: “رايحين رحلة والمنقوشة والبونجوسة علينا”، والمطلوب منه رمي الحجارة!
هذا هو واقع ما يحصل، مع رُكاب الباصات القادمة من عكار وطرابلس ومن البقاعين الأوسط والغربي، فتيان صغار بلا عمل، يشحنونهم في الباصات “غُبّ الطلب”، حتى نكاد نُطلق عليهم “أفواج التدخُّل” أو “ألوية الدعم”،
حين تستلزم جبهة المواجهة مع القوى الأمنية، رشق بالحجارة أو نزع حزام أسلاك شائكة، أو تحطيم إشارات سير وواجهات محلات، وصولاً الى افتراش الزفت لقطع الطرقات.
دعوا أبناء عكار وطرابلس والبقاع ومعهم أبناء كسروان خارج بازار ما يحصل، وعيونكم على “القادة” الحقيقيين لثورة المهزومين على الساحة السياسية في لبنان بعد رحيل الحريري وقُدوم حسان دياب، لأن كل حرامية
العهود السابقة دون تسميتهم، لا خُبز لهم مع فخامة الآدمي ميشال عون، ولا مع طبقة الشرفاء من كل الطوائف الذين لم يقربوا المال العام طيلة حياتهم، وبدعة “كلُّن يعني كلُّن” باتت للإستهلاك في الزعيق والنعيق والتصفيق، ولغة شوارعية لا همَّ لها سوى تدمير لبنان بكل مؤسساته
ولا بدائل لديها ضمن الحدّ الأدنى ليستحق أصحابها تسمية “ثوار”.
نعم، هي بؤر الفقر التي أوجدتها الحكومات الحريرية ومَن يقِف خلفها ومعها منذ ثلاثين عاماً، ومَن كانوا شركاء معالِف الصفقات والمال الحرام، فترك أبناء الشوارع كل رموز السرقة والفساد هؤلاء، وداروا كما
القطط الشباطية أمام المطاعم ليصطادوا نائباً، والويل والثبور وعظائم الأمور لو تمَّ ردعهم عن زعرناتهم لأنهم “ثوار”.
وبعد، ومع قرب عقد جلسة طرح الثقة بحكومة الرئيس حسان دياب، ومع التهديدات الزقاقية التي يُطلقها بعض ثيران الثورة، بمنع النواب من الوصول الى المجلس النيابي لمناقشة البيان الوزاري وطرح الثقة بالحكومة،
يومي الثلاثاء والأربعاء المُقبِلين، ومع دعوة فخامة الرئيس عون لإنعقاد المجلس الأعلى للدفاع الى الإجتماع، فإننا نأمل، أن تقوم القوى الأمنية بأبسط واجباتها، ومنع قُطَّاع الطُرق من الإنتقال المشبوه عبر باصات شحن “الثوار” من الشمال والبقاع، ومنع تجمُّعاتهم خارج
الساحات المقررة للإعتصامات، واستخدام كل وسائل القمع مع هؤلاء الزعران المأجورين، وهي ستكون أبلغ رسالة الى مُن أقصاهُم الحراك النظيف عن كراسيهم، لأنهم مستعدون لإحراق البلد كي لا يحكُم ميشال عون ولا يُشارك حزب الله في السلطة، والمتضررون من حُكم الأوادم كثيرون،
بضعة بقايا من زعماء عملاء، من طرابلس مروراً بجبيل وكسروان، وصولاً الى بيروت والجبل والبقاع.
إردعوا شُحنات الباصات التي تحمِل فتياناً ليس عهد ميشال عون مَن أفقَرَهُم، بل أن مَن استخدمهم سابقاً في شوارعه الإنتخابية واشتراهم نقداً ووعوداً مؤجَّلة، هو نفسه اليوم بعد أن خرج من المُعادلة السياسية
والزعامة المناطقية، يشتريهم، ليكونوا وقوداً رخيصة لثورة مشبوهة، دمَّرت الإقتصاد وزعزت الأمن، وهي في طريقها لإشعال الفِتَن بين أبناء المناطق اللبنانية، ولن يدفع ثمنها سوى الفقراء والفقراء فقط …