أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الرد الايراني.. خلاصات ونتائج اولية

أهمية المنطقة..

علي عبادي – فعلتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولم تعبأ بكل الزبد الذي أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الايام التي تلت اغتيال القائدين سليماني والمهندس ورفاقهما. الرد الذي لم يتأخر: مدروس، مباشر، ثقيل، ومركز، وأوصل رسالة “الانتقام الشديد” عن طريق ايران نفسها من دون الإستعانة بالحلفاء.

ضربة بضربة، لكن الضربة الايرانية جاءت بعد إنذار ولم تكن غدراً، كما فعلت امريكا بسليماني ورفاقه. كما ان الضربة الايرانية نالت من الجيش الاميركي مباشرة ، وهو هدف عسكري مشروع، بخلاف سليماني ورفاقه الذين لم يكونوا في ساحة قتال. وهذا يعكس جانبا أخلاقيا في الرد، من دون ان يعني ذلك ان الضربات التالية ستلتزم بالضرورة هذه الطريقة او القاعدة فذلك يعتمد على طبيعة التطورات اللاحقة.

خلاصات ونتائج أولية للضربات الصاروخية الايرانية:

يمكن على نحو سريع تقديم مجموعة ملاحظات ونتائج حول الرد الصاروخي الايراني على قواعد اميركية في العراق:

عدم قدرة الدفاعات الاميركية على التصدي للصواريخ الايرانية الدقيقة او اسقاطها، برغم ان الاميركيين قالوا انها رصدوا انطلاق الصواريخ من ايران.

– دقة الاصابة، وهذا ما يظهر في الصور.

السرعة في الرد، وهذا تحقق بعد تشييع الشهداء مباشرة.

– لا يجب التوقف كثيرا عند عدم الاعتراف الاميركي بالاصابات حتى الآن، فأي اعتراف سيشكل عاملاً ضاغطا على ادارة ترامب الذي يفضل طمأنة الاميركيين وان “كل شيء يسير بشكل جيد جداً”، كما انه الغى كلمة مقررة اليوم، وهذا مؤشر هروب من مواجهة الواقع.

– تبين حتى الآن ان ترامب الذي هدد بالرد على اي رد ايراني بأحدث المعدات والاسلحة الاميركية “الجميلة”، التزم الصمت وفضل لف ذيله بين ساقيه، حفاظاً على بقية قواعد قواته في المنطقة وعلى اسرائيل التي كانت ستتلقى الوجبة الثانية من الانتقام الايراني الشديد في حال قام الاميركيون بضرب اهداف ايرانية.

– اثبتت ايران انها على قدر الربط بين القول والفعل ولا تخشى التهديدات. وبعد هذا الرد، عززت صورتها الردعية التي سيحسب لها الف حساب في المستقبل.

– سينعكس ذلك، في حال توقفت الامور عند هذا الحد، على مكانة الولايات المتحدة بين حلفائها. وبذلك، أدت هذه الضربات الى مفعول عكسي لما أرادته اميركا من اغتيال الشهيدين سليماني والمهندس ورفاقهما بهذه الطريقة الفظة والمباشرة .

– سيترتب على الولايات المتحدة ان تعيد النظر في تموضعها العسكري المكلف في المنطقة، ولاسيما في العراق، على ضوء انكشافه امام الصواريخ الايرانية.

– من المقدر ان تكون لهذا الرد انعكاسات ايجابية على موقف ايران في المنطقة، وايضاً في الملف النووي. واصبح موضوع قدراتها الباليستية وراء ظهرها، بعدما تبين مجدداً على نحو قاطع انه احد عوامل الردع الهامة والدفاع عن ترابها ومصالحها.

– من المقدر ان يكون موقف حلفاء ايران في محور المقاومة اقوى بعد الرد الصاروخي، لاسيما في مواجهة اسرائيل.

– ستكون اسرائيل الاكثر انزعاجا اذا انتهت الامور عند هذا الحد، لأن اسرائيل كانت تريد دفع اميركا الى مواجهة ايران عسكريا. وهذا سيؤدي الى تصاعد التوتر في كيان العدو.

استهدف الحرس الثوري الايراني فجر اليوم (8 ك2؛ 2020) قاعدة “عين الأسد” في العراق التي تضم جنوداً أميركيين في محافظة الأنبار.
وجاء قصف القاعدة الاميركية كأول رد إيراني على اغتيال قائد “فيلق القدس” الجنرال قاسم سليماني في ضربة اميركية وقعت الجمعة الماضي في بغداد.

تعد قاعدة عين الأسد ثاني أكبر القواعد الجوية في العراق هي تقع على بعد 200 كيلومتر غرب بغداد وتبلغ مساحتها نحو 24 كلم مربع ، وقد بنيت بين عامي 1980 و1987 في محافظة الأنبار غربي البلاد.
بدأت ببنائها عام 1980 شركة يوغوسلافية وكانت تسمى حتى عام 2003 بـ قاعدة القادسية الجوية” لأن تشييدها جاء بع معركة القادسية التي وقعت بين الجيشين العراقي والايراني، و كانت تؤوي خلال تلك الحرب ثلاثة أسراب من طائرات ميغ الروسية، وتعرضت لغارات جوية عديدة.

وفي عام 1991، استخدمت القاعدة كمنطلق لوحدة الصواريخ العراقية بعيدة المدى، إذ قصفت تل أبيب ومناطق داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ومنها حيفا.
كما تعرضت القاعدة بعد الاحتلال الأميركي لقصف عنيف أخرجها عن الخدمة، قبل أن تقوم القوات الأميركية بإعادة بنائها وإضافة مدرج طائرات ثان إلى جانب الأول القديم المخصص لهبوط الطائرات المقاتلة وطائرات الشحن العسكرية.
وتضم القاعدة مبان عسكرية ومخازن محصنة ومرافق خدمية، وقد احتلتها القوات الاميركية عام 2003 بعد غزو العراق ليصبح اسمها قاعدة “عين الأسد”، وهي تتمتع بأهمية إستراتيجية كبيرة، اذ تقع في أعلى نقطة عن مستوى سطح البحر بالمنطقة الإقليمية، وتضم مقر قيادة الفرقة السابعة بالجيش العراقي.

وتقع القاعدة على بعد حوالي 100 كلم غرب الرمادي في ناحية البغدادي بمحافظة الأنبار، وقد استخدمتها قوات الاحتلال الاميركي بعد السيطرة عليها عام 2003 مركزا رئيسيا لنقل الجنود، وكانت تتسع لـ5000 عسكري، والمؤن حتى عام 2011 حين تسلمتها القوات العراقية فأصبحت مركزا للفرقة السابعة من الجيش، كما ضمت مدرسة للمشاة.

ومنذ نهاية عام 2014، باتت تضم أكثر من 300 مدرب أميركي ومستشارين عسكريين يقدمون الدعم للقوات العراقية خلال الحرب ضد تنظيم “داعش”.
زارالرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل مفاجئ في كانون الأول 2018 للاحتفال مع جنوده بعيد الميلاد وكانت ترافقه زوجته ميلانيا.

المصدر: المنار +