فيما يشهد العالمُ المراحلَ الأخيرةَ من معركة حلب، على ما أعلن اليوم المبعوثُ الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، باتت أنظارُ المراقبين واللاعبين وسائرُ المعنيين مركزةً على ما يمكن أن يلي، أكثر منه على مجريات العمليات الميدانية، التي بات اتجاهُها محسوماً، في وقتٍ صارت المواقف الدولية مقتصرة على الإعراب عن القلق على مصير المدنيين، الذين نُشرت اليوم صور جوية لمغادرة الآلاف منهم الأحياء الشرقية من المدينة التي يلفظ الإرهاب فيها أنفاسَه الأخيرة.
أما في لبنان، وفي موازاة انقشاع الرؤية الميدانية في حلب، ومن دون أن يكون الشأنان مرتبطين، يبدو أن الجو الحكومي بات قليل الغيوم، على ما يُستنتج من مواقف مختلف الأفرقاء، من دون أن يكون الصحوُ محسوماً، تماماً كالمواعيد، حيث ان المفاجآت كالمعتاد تبقى واردة في أي لحظة. فبعدما حدد التيار الوطني الحر موقفه من مختلف ما يُطرح، من الشأن الحكومي إلى قانون الانتخاب، وما بينهما من علاقات سياسية، فصل كلامُ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس بين مرحلتين: أولى عنوانُها الشائعات، وثانية محورُها الوقائع والثوابت، التي يُفترض بكل متعاطٍ للشأن العام في لبنان أن يتعامل معها بإيجابيةٍ تبدو سيدة الساحة السياسية في المرحلة الراهنة…
غير أن الانقشاع السياسي على مستوى الحكومة، يقابله سوءُ رؤية صحية على المستوى البيئي، كما في ملف النفايات، كذلك في كل ما يمت إلى التلوث بصلة، تماماً كما الجريمة المتمادية في شكا التي يدفع ثمنَها يومياً أبناء كفرحزير والمحيط.