– عون لـ«مُستثمري» الأزمة: «روقوا… وإلّا».. كل الحقائق المتصلة بـ«مطابخ الاشاعات» خضعت لرصد دقيق!
***
الجمهورية – بدت العلاقة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري عرضة لكثير من اللغط خلال الايام الماضية، على وقع تفاقم الأزمة الاقتصادية- المالية وتصاعد الاحتجاجات الشعبية في الشارع. لكن العارفين ببواطن هذه العلاقة يؤكّدون انه لا يوجد قرار عند اي من طرفيها بنسفها، وإن يكن كل منهما يسعى باستمرار الى تحسين شروطه تحت سقفها.
يدرك عون والحريري انّ وظيفة «الائتلاف» بينهما لم تنتهِ بعد، وإن يكن «تآلفهما» ليس ثابتاً على الدوام، تبعاً لطبيعة الملفات التي تواجههما ونمط كل منهما في التعامل معها. هناك خط أحمر وحيد بالنسبة الى عون، وهو ألّا تتحوّل الحكومة «حصان طروادة» لمحاربة العهد من داخله، تحت طائلة المسؤولية. أمّا كل ما دون ذلك فيبقى قابلاً للأخذ والرد، إنما مع الأخذ في الاعتبار أنّ الوقت الذي يضيق أمام فرص الإنقاذ لم يعد يسمح بأي استرخاء.
بهذا المعنى، تؤكّد أوساط واسعة الاطلاع في «التيار الوطني الحر»، أنّ عون حريص على أن تكون «شراكته مع الحريري في السلطة محصّنة بالانجازات والتفاهمات، خصوصاً على صعيد الوضع الاقتصادي- المالي الذي يحتاج الى مقاربة مغايرة عن تلك التي سادت في المراحل السابقة».
وتلفت الاوساط الى أنّ عون يأمل في ان يتمكن الحريري من مواكبة إيقاعه، وان «يخرج من المنطقة الرمادية التي يقيم فيها أحياناً في الاتجاه الذي يقود الى تفعيل المعالجات المطلوبة للأزمات، واتخاذ القرارات الضرروية والشُجاعة التي لم يعد يجوز تأجيلها أو التملّص منها مهما كانت فاتورتها مرتفعة».
وتؤكّد الاوساط البرتقالية، أنّ رئيس الجمهورية لم يفقد الأمل في الحريري، «وهو لا يزال يحسبه في صف القوى المتعاونة والمتحسسة بالمسؤولية، لا في صف المزايدين او المتربصين بالعهد. إلّا أنّ هذا لا ينفي أنه ينتظر من رئيس الحكومة مزيداً من التناغم معه، على قاعدة ما تقتضيه متطلبات مواجهة المأزق الحالي».
وتوضح الأوساط، أنّ عون يأمل في أن يجد الى جانبه الحريري «الشُجاع والشريك في الانقاذ، لأنّ المرحلة تحتاج الى أبطال وأصحاب قرارات جريئة»، مشدّدة على انّ «رئيس الحكومة مُطالب بتكريس صورة رجل الدولة وفك الارتباطات او الاتفاقيات الجانبية مع اي كان، لحساب تزخيم التعاون بينه وبين رئيس الجمهورية، وعليه ألا يقلق، لأنّ الرهان على عون لا يخسر».
هذا وكان عماد مرمل في مقالته أمس الإثنين (30 أيلول 2019) أشار الى أنّه مع عودة الرئيس ميشال عون من نيويورك جمّع الأجزاء الناقصة من «بازل» الاضطراب المالي والاجتماعي الذي ساد لبنان خلال فترة غيابه...
ووفق المعلومات المتسرّبة من محيط عون، تمكنت الاجهزة الامنية خلال الايام الماضية من معرفة كل الحقائق المتصلة بـ«مطابخ الاشاعات»، التي خضعت لرصد دقيق. وبالتالي، أصبحت هويّة المنخرطين فيها ودوافعهم معروفة بالكامل لدى القصر الجمهوري، «ما سمح بتنفيذ عملية تحذيرية مُضادة أوصَلت الرسائل القاسية والضرورية الى من يعنيه الأمر»، على ما تؤكد شخصية بارزة في فريق عون.
والانطباع السائد في أوساط القصر انّ بعض التحركات الاحتجاجية لم تكن تلقائية وبريئة، وانّ الشعارات التي رُفعَت خلالها، من نوع المطالبة برحيل رئيس الجمهورية وإسقاط النظام، كانت موجّهة ومُبرمجة، لتحقيق غايات سياسية لا مطلبية، من دون أن تنفي انّ هناك أيضاً احتجاجات عفوية منطلقة من أسباب مشروعة.