– العذراء لم تقل “نعم” قالتها “نعم” مجازاً.. الأدق أنها قالت “ليكن”..
* ♰ *
🌸🌟🌸🌟🌸🌟🌸🌟🌸🌟🌸🌟
من القديس أغناطيوس لويولا:
عندما تأخذ قراراً يُرضي الله، يحاول الشرير أن يجعلك تعيد النظر بقرارك. لذلك عليك أن تكثف صلاتك وتزيد من الوقت المكرِّس للصلاة والتأمل، وأن تقوم بالأعمال الصالحة. وعندما يجد الشيطان أن هَجَماتُه عليك تزيدك سعياً إلى القداسة، فسيكون عنده الحافز لأن يتركك وشأنك..
🌸🌟🌸🌟🌸🌟🌸🌟🌸🌟🌸🌟
مريم العذراء لم تقل “نعم”
العذراء قالت “نعم” مجازاً لكن الأدق أنها قالت “ليكن”.
بهذه الكلمة عينها، “ليكن”، خلق الله الكون: “قال الله ليكن نور فكان نور” (تكوين 3:1). وكما ورد في المزمور: “قال فكان الخلق”، “وبكلمة الله خلقت السموات وبروح فيه كل جنودها” (مزمور 6:32).
والله مع خلقه العالم أعد للبشرية تدبير الخلاص كما قال الكتاب: “إن أعماله تمت قبل إنشاء العالم” (عبرانيين 3:4)؛ فالرب يسوع “اصطفي قبل إنشاء الكون وكشف لنا في الأزمنة الأخيرة” (1 بطرس 20:1)، وهو “الحمل الذبيح منذ إنشاء العالم” (رؤيا 8:13).
لهذا فعندما قال الملاك للعذراء “الروح القدس يحل عليك وقدرة العلي تظللك والمولود منك يكون قدوساً وابن العلي يدعى”، أدركت مريم أن الله مزمع أن يحقق بواسطتها تدبير الخلاص المعد من قبل بدء الازمنة، والموعود للآباء، كما قالت لاحقاً: “ذاكراً كما قال لآبائنا رحمته لإبراهيم ونسله إلى الأبد”. لهذا كان جوابها: “ليكن لي كقولك” (لوقا 38:1).
فإذا كان الله خلق المسكونة بكلمته “ليكن”، فمريم بكلمتها “ليكن” جعلت ممكنا تحقيق تدبير الخلاص بواسطتها، ذلك الخلاص المعد لنا من قبل بدء الأزمنة بابنه الوحيد يسوع المسيح.
فكلمة العذراء مريم “ليكن” هي تكملة للكلمة الإلهية التي خلقت الكون، وبكلمة مريم هذه تحقق اكتمال تدبير الخلاص. (الأب أنطوان لطوف)