الإثنين 22 تموز/يوليو 2019 : تذكار القديس لوجيوس ايّ نوهرا، والقديسة مريم المجدليّة.
* ♰ *
ولد القديس نوهرا في مدينةٍ بجوار الاسكندرية، من والدين وثنيين غنيين. وبما كان عليه من حِدّة الذِهن والعِلم الوافر، أدرك ما في الوثنية من خرافة، فنبذها وعمد الى احد اصدقائه المسيحيين العلماء فأرشده الى الايمان الحق بالمسيح، فاعتمد هو ووالداه. فإنكبَّ على درس الكتب المقدّسة وشرحها، وإنصرف الى ممارسة الصلوات والتأملات.
وبعد ارتقائه درجة الكهنوت ووفاة والديه وَزَّع كل ثروته على المساكين واخذ يُبشِّر بالانجيل، ويَردّ الكثيرين من الوثنيين الى الايمان بالمسيح بما أجراه على يده من المعجزات.
فكان بمَثَله الصالح وكلامه المؤثّر نوراً للعقول وهَدياً الى كل خير وصلاح، فطابق إسمه مُسَمَّاه، نوهرا بالسريانية اي النور، ولوجيوس باللاتينية، وهو معروف في لبنان بشفيع البصر والبصيرة وفيه عدَّة كنائس على اسمه، .
ولما ثار الاضطهاد على المسيحيين في أيام مكسيميانوس الملك، اخذ القديس نوهرا يطوف البلاد حتى السواحل الفينيقية، عكا وصور وجبيل والبترون وطرابلس، يناضل عن المؤمنين ويُشَجِّعهم على إحتمال العذاب، ويَردّ الكثيرين من الوثنيين الى الايمان بالمسيح.
فأرسل الوالي روفيانوس في طلبه وأدخله هيكل الاصنام ليسجد لها، فما أن رسم القديس إشارة الصليب حتى سمع صوتاً يقول:
” لقد اخزيتني، يا نوهرا “،
فأجاب القديس: “فلتكن مُخزيّاً الى الابد”. فتحطمت الأصنام، وغضب الوالي وامر الجند بأن يسوقوه الى السجن مُكَبَّلاً بالقيود. وكان بعض تلاميذه قد جحدوا الايمان خوفاً من العذاب، فأخذ القديس يناشدهم فتأثروا جداً واعترفوا بكونهم مسيحيين وكانوا نحو اربعين جندياً، فقتلَ الكفار بعضهم وسجنوا الآخرين، اما القديس نوهرا فادخلوه في ملزمة فتَخَلَّعت رجلاه وتَكسَّرت أضلاعه وهو صابر. ثم طرحوه في السجن. وبعد ايام دخل عليه وزير الملك، فإبتدره القديس هاتفاً:” انا مسيحي”. فدهش الوزير من شجاعته وصبره. فسأله من اين انت؟ وما مِهنتك؟ ومن هم أهلك؟..فلم يَلقَ إلاَّ الجواب نفسه ” أنا مسيحي” وعندها قطعوا رأسه، وفاز بإكليل الشهادة، في اواخر القرن الثالث.
أما استشهاده، ففي قرية سمار جبيل في بلاد البترون حيث كان دخل هيكلاً للاصنام وحَطَّم اصنامه كما سَبَقَ ذكره..
صلاته تكون معنا، آمين.
تساعية القديس نوهرا الشهيد
ايها القديس نوهرا، يا من سلكت درب الصليب المقدس ودرب الشهداء، وعشت في امانة لربك كل حياتك، وهمت في حب فاديك الالهي، يا من عطرت قداستك الافاق، يا زاهداً بأمجاد الدنيا، وزارعاً كلمة الله في النفوس، وحاصداً اكليل المجد والغار، يا شفيعاً وطبيباً للعيون، ومنير الدروب، افتح عيوننا على النور الابدي فترى جمال وجه يسوع المسيح مخلصنا.
نسألك ان ترفع اليه صلواتنا وتوسلاتنا التي قربناها على يديك المقدستين، لننال بشفاعتك النعمة التي نحن بحاجة اليها (…)، لا تردنا فارغي الايدي يا شفيعنا المحبوب، افض علينا كل خير وبركة ونعمة، لنؤهل ان نذيع معك مجد الله الثالوث القدوس الاب والابن والروح القدس الى الابد، امين.
+ ابانا والسلام والمجد +
+ صلاة للقديس نوهرا
ايها القديس نوهرا الشهيد يا من احببت الفادي الالهي يسوع المسيح ، وكرست له حياتك وقدمت عنقك للسيف حباً له، يا من جعلت صدرك مذبحاً للرب الهك ، ودمك المسفوك خمراً مقدسة تروي بيعة الله، يا من تاقت عيناك الى ان ترى النور الالهي فجعلك شافي العيون وراد البصر:
نسألك ان تقدم للرب الاله تضرعاتنا فيستجيب صلواتنا ويمنحنا بشفاعتك النعم التي نحتاجها ، ويبارك بيوتنا وعيالنا فتسلك في الفضائل الالهية ، الايمان والرجاء والمحبة كل حياتنا ، ونمجده ونشكره معك من الان والى الابد ، امين