تشير مصادر كتلة المستقبل لـ»البناء» الى أن «المواقف الاستفزازية لم تأتِ من جانب المستقبل، بل من الآخرين وتحديداً الوزير باسيل لا سيما موقفه الأخير من العمالة الأجنبية والتي بدأت تداعياته السلبية تظهر بترحيل خمسة لبنانيين من السعودية والعدد مرشح للارتفاع»، ولفتت المصادر الى امتعاض ورفض تشعر به الساحة السنية حيال مواقف باسيل وعبر عن ذلك المفتي دريان في خطبة عيد الفطر، ولذلك فإن زيارة جريصاتي تخفف الاحتقان داخل هذه البيئة، لكن يجب أن تقترن بالتنفيذ عبر تثبيت دعائم التسوية والابتعاد عن المواقف المستفزة والشعبوية والطائفية». وتذكر المصادر بالتسهيلات والتنازلات التي قدمها الحريري والتي لم ترضِ شارعه حتى، مقابل الاستقرار السياسي، ما يستوجب من الآخرين مبادلته الايجابية بالإيجابية.
وتعبّر المصادر عن «انزعاج الحريري من محاولة البعض استغلال العمل الارهابي في طرابلس للتصويب السياسي على تيار المستقبل وعلى بعض المواقع الامنية فضلاً عن التمييز بين الاجهزة الامنية نفسها أي بين الجيش والقوى الامنية، ما ينعكس سلباً على عمل هذه الاجهزة»، ومن جهتها أوضحت مصادر الحريري لـ»البناء» أن «تيار المستقبل والرئيس الحريري ملتزمان بالتسوية السياسية والعناوين المتفق عليها: الحفاظ على الاستقرار السياسي، تعزيز الاستثمار وانقاذ الاقتصاد اللبناني ومعالجة أزمة الكهرباء وتنفيذ مقررات سيدر وغيرها من العناوين، لكن على الآخرين تقديم الالتزام نفسه وعدم وضع عثرات أمام تطبيقها»، ولفتت الى أن «التواصل مع رئيس الجمهورية أو رئيس المجلس النيابي أمر روتيني ولا يعتبر حدثاً بحد ذاته، لان السجال لم يكن بين رئيسي الحكومة والجمهورية»، وعن اللقاء بين الحريري وباسيل لفتت المصادر الى أن «لا سبب يمنع هذا اللقاء، فالحريري منفتح على الجميع ولا يغلق الابواب بوجه أحد». وعن الأصوات التي تتحدث بالإنابة عن الحريري وعن خياراته السياسية، لفتت مصادر رئيس الحكومة الى أن «تلك الاصوات والاقلام لا تعبر عن الحريري بل تعبر عن آرائها فقط وهذه الآراء موجودة بسائر الاحزاب والتيارات السياسية»، وعن اتهام البعض بأن الحريرية السياسية مأزومة وبحالة ضعف، أوضحت بأن «الحريرية السياسية والوطنية لم تخرج عن مبادئها السياسية».