– المسيح يشرح لتلاميذه عن الشيطان الذي إتّحد بالرجل.. عن الشخصيات بوقت الخطر (البطل، القديس، الصلّف، الخائن، الجبان) ✝🙏
– لكم الحق بالبكاء عَ أنفسكم، ليس عَ أنّاليا، التي ماتت بالحب والنشوة.. ✝ 🙏
* ♰ *
8 – من بيت عنيا إلى أورشليم
✝ يسوع حزين جداً. الرسل يَرونه وهم قلقون. إنهم يتزاحمون حوله. حتى يهوذا يُحسن التزاحم قرب المعلّم كأنه أكثر التلاميذ عطفاً. يسوع يُلامسهم ويتابع: “أُريد في هذا الوقت الذي لا يزال مُعطىً لي، أن أُنهي معرفة المسيح فيكم… إن النبوءات رَسمتني، كما لن يستطيع أفضلُ رسامٍ أن يفعل ذلك، منذ فجري حتى غسقي… 🙏
✝ هذا الشهر سيكون للعالم بداية زمنٍ جديد، لن يعود يتوقّف أبداً. سوف يسعى الإنسان عبثاً، إلى إحلال أخرى جديدة، من وقت إلى آخر. مَنْ يودّون إحلالَ زمنٍ جديد، حامل إسمهم الضمني، سوف يُصعقون ويُضربون. ليس هناك سوى إله في السماء ومسيحٍ مُنتظر على الأرض: إبن الله: يسوع الناصري. هو يستطيع أن يشاء كلّ شيءٍ، بما أنه كلَّ شيءٍ من ذاته، وأن يضع ختمه الملكي لا على ما هو لحم وطين، بل على ما هو زمن وروح. 🙏
✝ “إنني أحبّكم، أيها البشر… لكن في عروق جسد آدم عرق قايين أيضاً“.
يسأل الإسخريوطي: ما من أحدٍ منا رفع يده على رفيقه. أين هو هابيل إذاً؟
يسوع يرد: أنت قلت. في عروق جسد آدم عرق قايين أيضاً. وهابيل، هو أنا، هابيل الوديع راعي القطعان… حتى لو إنكم لا تُحبّونني، أنا أحبكّم… الزمن غير موجود بالنسبة إلى حمل الله. هو كائن… وأقنومه لا يعرف سوى شيخوخةٍ واحدة، تعب واحد: تعب خيبة أمله بأنه أتى عبثاً لأجل عدد عظيم جداً… ما من شخصٍ صادق يمكنه اتهامي بخطيئة… 🙏
✝ خذوا دمي. ضَعوه لا على الحجارة الميتة. بل على قلبكم الميت. إنه الختان الجديد. وأنا أختتن لأجل العالم بأسره. أكسر رجولتي البهية، السليمة، النقية، أُضحّي بها كليًّا، وآخذ دمي من أطرافي المشوهّة، من عروقي المفتوحة، وأرسم فوق الإنسانية حلقات خلاصٍ، حلقات أعراسٍ أبدية مع الله الذي في السماوات، مع الآب الذي ينتظر، وأقول: “إنك لا تستطيع رفضها بَعْدُ الآن، لأنك سترفض دمك”.. 🙏
✝ إن الآب، الرب الخالق، يقول: جعلتك عهداً بين الشعوب والله، جعلتك نور الأمم. وكنت نوراً. نوراً لأفتح عيون العميان، كلمة لأمنح الصمّ الكلمة، مفتاحاً لأفتح السجون الجوفية لمن كانوا في ظلمات الضلال…
أذهب لأموت أتفهمون؟؟ ان الأمور الأولى المُعلنة سوف تتمّ، وأقول ذلك أنا أيضاً مع النبيّ. الثانية سأقولها لكم قبل أن يفصلنا الشيطان.
…أي قلبٍ ضبعٍ ينتزع بضربة مخالب من قائمته، قلب القلب الأمومي: أنا، إبنها؟ رجلٌ؟ لا، فكل رجلٍ مولودٌ من إمرأة، ولا يمكنه بدافعِ غريزة وتفكير أخلاقي ضربَ أمٍّ لأنه يفكّر بأُمه. هو ليس رجلاً إذا. من إذا؟ الشيطان. انما يستطيع شيطان أن يُسيء الى المُنتصرة؟ … الشيطان لا يحتمل النور البتولي لوردة الله… إن الشيطان الأكثر مكراً إتّحد بالرجل الأكثر فساداً، مدفونٌ فيه هو الي يستطيع الإقتراب من المرأة، ولسعها هكذا غدراً. ليكن ملعوناً الهجين المسخ الذي هو شيطان ورجل! أألعنه؟ لا ليست من الفادي هذه الكلمة. إنني أقول إذاً لنفس ذاك الهجين المسخ ما قلته لأورشليم، مدينة الله والشيطان المسخ: آه! لو أنك كنت تُحسن المجيء الى المخلّص، في هذه الساعة التي لا تزال ممنوحة لك. لا يوجد حبٌّ أعظم من حبي..
الرسل يُثرثرون ويتساءلون في ما بينهم: عمن تتحدّث؟ من هو؟ ويهوذا من دون أي خجل لكذبه: إنه أحد الفريسيين الكذبة بالتأكيد. أنا أفكّر يوسف ونيقوديموس.. 🙏
9 – دخول يسوع أورشليم
✝ …سوف تأتي السامرة والعالم الوثني الى القدّوس، وترتفع فوق الهياكل الكاذبة هياكل الله الحق. قلوب المُشركين ستعبد المسيح. لكن هذا الشعب، هذه المدينة ستكون دوماً له عدوّة، وستقودها كراهيتها الى الخطيئة الأعظم. والويل لمن سيكونون أدوات هذه الجريمة. الويل! 🙏
يسوع يحدّق في يهوذا الواقف قُبالته تقريباً.
يهوذا يقول: “لن يحدث لنا ذلك أبداً، فنحن رسلك ونُؤمن بك، ومُستعدون للموت من أجلك”. يهوذا يكذب بوقاحة، ويصمد بلا إضطراب أمام نظر يسوع. الآخرون يُوحّدون احتجاجاتهم.
يسوع يردّ على الجميع ليتحاشى الردّ على يهوذا مباشرة.
لتسمح السماء بأن تكونوا هكذا، إنما لا يزال فيكم ضعفٌ كثير، ويمكن للتجربة أن تجعلكم شبيهين بمَن يكرهونني. صلّوا كثيراً وإسهروا كثيراً على أنفسكم. ان الشيطان يعلم انه سيُغلب، ويُريد أن يثأر بانتزاعكم مني. الشيطان حولنا نحن كلنا: أنا ليمنعني من أن أفعل مشيئة الآب وأُتمّ رسالتي؛ أنتم ليجعل منكم خدامه. إسهروا. داخل هذه الأسوار سيأخذ الشيطان مَن لا يُحسن أن يكون قوياً… لقد أخترتكم لملكوت السماوات وليس لملكوت العالم. أذكروا ذلك. 🙏
✝ الناس يصيحون بالفعل: سلام ومجد في السماوات وعلى الأرض! المجد لله لأجل مسيحه! السلام لمن يُحسنون استقباله! السلام على الأرض لذوي الإرادة الصالحة، والمجد في السماوات العُلى لأن ساعة الرب أتت! (ومن يطلقون الصيحة الأخيرة هذه، هم المجموعة المُتراصة للرعاة الذين يردّدون صيحة الميلاد) 🙏
أنّاليا
✝ يظهر منزل أناليا… صفّ كامل من صبايا لابساتٍ أبيض ومُحجباتٍ بأبيض، في وسطهن أنّاليا. مع سلاسل بتلات ورود مُنتزعة، وزنابق وادٍ تتطاير في الهواء. 🙏
✝ يسوع يُمسك الزمام برهةً ويُوقف الجحش. يرفع وجهه ويده ليُبارك تلك البكارة العاشقة له، حتى العزوف عن كل حُبٍّ أرضي آخر. 🙏
✝ تنحني أنّاليا وتصيح: “إنتصارك، رأيته، يا ربي! خُذ حياتي لتمجيدك العام“، وتحيّيه صائحة صَيحة قوية، فيما يسوع يمرّ تحت منزلها ويتقدّم يسوع! 🙏
✝ … يهرع رجل ويشقّ ممراً له وهو يصيح: “دعوني أمرّ ! ماتت إمرأة صبية. فجأة. أمّها تُنادي المعلّم، هو سبق أن خلّصها مرّة! … يا معلم، ماتت إبنة أليزة. حيّتك بتلك الصيحة، ثم إنهارت قائلة: أنا سعيدة وقضت. 🙏
✝ ماتت! ماتت أناليا! لكنها كانت سليمة أمس، في صحة جيدّة سعيدة!”. الرسل يجتمعون مُضطربين، والرعاة ايضاً.. منذ قليل رأوها متوردّة، ضاحكة.. 🙏
✝ لا أدري كانت تتكلم بصوت عالٍ. ثم رأيتها تنهار أكثر بياضاً من ثيابها، وسمعت أمها تصيح.. 🙏
✝ المسيح يقول: لا تضطربوا، فهي لم تمت. زهرة سقطت وملائكة الله التقطوها ليحملوها إلى حضن إبراهيم. زنبقة الأرض ستتفتّح قريباً في الفردوس، جاهلةً الى الأبد هول العالم. يا رجل قُل لأليزة ألا تبكي على مصير إبنتها. قُل لها أنها حظيت بنعمةٍ كبيرة من الله، وأنها ستفهم بعد ستة أيام أيّ نعمة حبّ الله ابنتها بها. لا تبكوا. حذار أن يبكي أحد… الحق أقول لكم ان لكم الحق بالبكاء على أنفسكم كلكم، إنما ليس على أنّاليا، هيا بنا.. ويردد للرسل ولمن يحيطون به: “زهرة سقطت. رقدت في سلام..
يسأل بطرس الذي لا يستطيع أن يُصدّق، لكن كيف بم ماتت يا رب؟
بالحب، بالنشوة، بالفرح اللامُتناهي. موتٌ سعيد! 🙏
10 – مساء أحد الشعانين
✝ يسوع يتكلم..
في كل إنسان إنسانٌ آخر يتكشّف في الساعات الأخطر.
* هناك البطل الذي يثب، في ساعات الخطر الأعظم، من الإنسان الوديع الذي اعتاد العالم رؤيته ويتصور أنه لا شأن له، البطل الذي يقول عند الصراع: “ها أنذا”، الذي يقول للعدو، للوقح: “تبارَ معي”؛
* وهناك القديس الذي يقول، فيما الجميع يهربون مُرتعبين أمام الطغاة الذين يُريدون ضحايا: “خُذوني رهينة وضحية. إنني أدفع عن الجميع”؛
* وهناك الصّلف الذي يستفيد شخصياً من مصائب الجميع ويضحك فوق أجساد الضحايا؛
* هناك الخائن الذي يملك شجاعته الخاصة، شجاعة الشرّ. الخائن الذي هو مزيج الصَّلف والجبان، والذي هو ايضاً فئة تظهر في الساعات الخطيرة، لأنه يستفيد صلفاً من مُصابٍ، وينتقل جبناً الى الحزب الأقوى، مُتجرئاً، ليستفيد، على مواجهة ازدراء الأعداء ولعنات مَن يتخلّى عنهم؛
* هناك أخيراً النموذج الأكثر شيوعاً، الجبان غير القادر، في الساعات الخطيرة، إلا على الأسف لأنه عرف بانتمائه إلى حزبٍ وإلى رجلٍ، ضربه الحِرم الآن، والهرب.. 🙏
✝ …هل خدعتكم يوماً؟ منذ كلماتي الأولى، حدثتكم عن اضطهاد وموت. وحين أراد أحد منكم أن يرى فيّ ملكاً، بإفراط إعجاب، وأراد أن يقدّمني ملكاً، أحد ملوك الأرض الفقراء، الفقير دوماً حتى لو أنه ملك ويُصلح مملكة إسرائيل، صحّحت خطأه حالاً، وقلت: “أنا ملك الروح. أقدّم حرمانات، تضحيات، آلاماً. لا أملك شيئاً آخر. لا أملك هنا، على الأرض، شيئاً آخر. لكنني سوف أُعطيكم بعد موتي، وموتكم في إيماني، مُلكاً أبدياً: مُلْك السماوات”. هل قلت لكم لكم يا ترى، امراً ما آخر؟…🙏
✝ لقد شربتم الهوشعنات مثل خمرٍ قوية وعذبة، وسكرتم بها. هل رجل سكران قويٌّ يوماً؟ تكفي يدُ طفلٍ لتُرنِّحهُ وتُوقعه. هكذا أنتم… آه حذارِ أن تموتوا من عطش رهيب في الرمل المحروق الذي هو العالم من دون الله!… 🙏
الإنجيل كما كُشف لي أو قصيدة الإنسان – الله للرائية ماريا فالتورتا ، (المجلّد 9 ، الآلام ؛ ترجمة اسكندر شديد)
* ♰ *
قصيدة الإنسان – الإله / ماريا فالتورتا
Il Poema Dell’ Uomo-Dio / Maria Valtorta
The Poem Of The Man-God
بالفرنسية: (الإنجيل كما أوحي به إليّ) L’Évangile tel qu’il m’a été révélé
ترجمه إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح…
يمكن قراءة كتب ماريا فاتورتا مجاناً بالضغط على الرابط (هنا)