يراوح الـتأليف مكانه ويدور في حلقة العقد المفتعلة والاحجام المصطنعة والتبريرات الضعيفة .
ظاهريا تبدو المشكلة مرتبطة بالحقائب والمطالب .وفي الشكل ايضا ثمة ايحاء بأن المشكلة تقتصر على المعسكر المسيحي وتحديدا ما اصطلح على تسميته بالاقطاب الاربعة وقد اصبحوا ثلاثة بعد ان صار العماد عون رئيسا للجمهورية .
في المضمون تتكشف الامور عن صراع احجام واعادة تحديد اوزان وخلط اوراق بعد الانقلاب السياسي في المشهد الداخلي اثر انتخاب الرئيس عون والذي انتج بدوره توازنا سياسيا جديدا وواقعا جديدا لم يعد بالامكان تخطيه والتعامل معه كما لو ان شيئا لم يتغير وهو ما بدأ اللبنانيون يلمسونه في قواعد تأليف الحكومة التي باتت تخضع لمنطق الشراكة من دون الانتقاص من صلاحيات رئيس الحكومة وباتت محكومة بروح الميثاقية من دون انتقائية .
التأليف يراوح مكانه والايام المقبلة ستكون لمواصلة الاتصالات وازالة العثرات وتوسيع الارضية المشتركة للتفاهم وتضييه هوامش التباين وهو ما قد يجد ترجمته في موقف متجاوب من بنشعي معطوفا او موصولا بتأكيد من عين التينة للعمل على تذليل عقدة المردة من ضمن سلة الاتفاق الكامل الذي سيوصل الى ولادة غير قيصرية لحكومة سعد الحريري الذي مضى على تكليفه اقل من شهر وفاز بالتزكية رئيسا لتيار المستقبل بساعات .