ختم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل جولته على جزر الكاريبي بزيارة ترينيداد وتوباغو وهي الاولى
لوزير خارجية لبناني الى تلك الجزيرة بهدف تكريس جسر التواصل بين لبنان المقيم والمغترب. تأتي هذه الزيارة قبل توجه الوزير باسيل الى ساو باولو لافتتاح مؤتمر الطاقة الاغترابية الاول لقارة أميركا اللاتينية الذي تنظمه وزارة الخارجية والمغتربين ويبدأ أعماله يوم الأحد ويُعقد على مدى يومين بحضور رئيس جمهورية البرازيل ميشال تامر، حاكم ولاية ساو باولو، رئيس مجلس النواب ووزير الخارجية إضافة الى عدد من الوزراء والنواب البرازيليين ومن دول أميركا اللاتينية المتحدّرين من أصل لبناني وأكثر من الف شخصية لبنانية حقّقت النجاحات والانجازات.
وخلال زيارته القصيرة الى ترينيداد وتوباغو التي استمرت ثلاث ساعات، دعا وزير الخارجية أبناء الجالية اللبنانية الى التسجيل لاستعادة جنسيتهم اللبنانية، لأن بلدهم الأم في حاجة اليهم والى طاقاتهم ونجاحاتهم. وقال: تمكّن باسيل، “هذا الوزير الديناميكي ان يجمع صباح يوم السبت هذا العدد الهائل من اللبنانيين المنتشرين من مختلف الأعمار، أتوا خصيصاً ليستمعوا اليه ويسمعوه مطالبهم”، كما قال وزير العدل الترينيدادي من أصل لبناني فارس الراوي، الذي رحب بباسيل باسم الدولة التريندادية وحاكمها.
بتفاعل واهتمام، استمع اللبنانيون الى باسيل، ومعظمهم يتكلم العربية ويفهمها، يعتذر منهم على سرعة زيارته وشاكراً لهم حضورهم الكثيف والمؤثر، اذ بدا واضحاً حبهم الكبير للبنان. أعلن الوزير باسيل أمامهم انه “هنا بحثاً عن كل واحد منكم لأننا نهتم بكم ونؤمن بعمق ان لبنان لا يقوم من دونكم، وعلى جذوركم ان تعود الى لبنان”، داعياً اياهم الى التسجيل لدى قنصل لبنان الفخري عامر حيدر، لاستعادة جنسيتهم اللبنانية، من دون ان يكلفهم هذا الامر مالاً ولا جهداً، آملاً مساعدة المنتشرين في الحد من التهديد الذي يواجه لبنان بخسارة شعبه للجنسية اللبنانية. واعتبر الوزير باسيل “اننا نقاوم ونصمد في لبنان، فنحن لا ندافع فقط عن وطننا بل ايضاً عن قيم الانسانية حيث وجودنا في لبنان بلد التعددية، البلد الذي نفخر بلبنانيينا المنتشرين في مختلف أنحاء العالم يعيشون بسلام وينشرون الصورة الجميلة عن لبنان”.
وزير الخارجية أبدى سروره لرؤية سوريين يشاركون مع اللبنانيين في لقائه، “مما يعزز الهوية المشرقية التي لا تتعلق بالجغرافيا بل بالحضارة، وهذا أمر جيد أن نرى لبنانيين وسوريين معاً في هذا التجمع الاغترابي”، مشدداً في الوقت عينه على ان يعيش كل شعب منهما في بلده في طريقة مستقلة عن الآخر. “علماً ان لبنان يضم اليوم اكثر من مليوني نازح فلسطيني وسوري لا يمكن تقديم العيش الكريم لهم بسبب الصعوبات وتحديات الارهاب الذي يواجهنا عبر الحدود”.
لم تقتصر دعوة باسيل الى التسجيل لاستعادة الجنسية، بل دعا اللبنانيين في ترينيداد وتوباغو ايضاً الى تعزيز حركة استيراد المنتجات اللبنانية والاستثمار في لبنان، نظراً الى نجاحاتهم المميزة في مجالات الاقتصاد والتجارة والبناء. “فلبنان في حاجة إليكم للعودة الى الجذور، وهذا لا يتعارض مع الجنسية الترينيدادية التي تحملونها، مما يعزز لبنانيتنا. عندما نرى انه في اي مكان في العالم يوجد لبنانيون ناجحون يتبوأون مناصب عليا في الدولة كما في هذا البلد، مما يدل الى ان اللبنانيين أينما حلَوا في لبنان او في بلاد الاغتراب، مميزون في شخصياتهم، قادرون على حل كل المشاكل. ففي لبنان، تحدّينا كل الاحتلالات من العثمانية وصولاً الى الاحتلال الاسرائيلي، والآن نتحدى الارهاب، وهذه معجزة لبنان وأدعوكم الى ان تكونوا جزءاً من هذه المعجزة اللبنانية”.
اما في العربية، فشدد الوزير باسيل، ليس فقط على استعادة الجنسية، بل ايضاً على تسجيل الأولاد وتعليمهم العربية، اذ اعتبر اعادة الارتباط بلبنان والشعور بالانتماء له قضية مهمة، “وفي الوقت عينه تشعرونا نحن الذين نعيش في لبنان أنكم تهتمون بِنَا كما نهتم نحن بكم، ولأجل هذه الغاية قطعنا مسافة طويلة لنبقى معكم لساعتين فقط. فالانتماء الى لبنان والى الشعب اللبناني امر عظيم ولا بد من استعادة جنسيتنا كي يسترجع لبنان هويته ويحافظ على الرسالة التي من اجلها وُجد، ومن اجلها استشهد كثير من اللبنانيين دفاعاً عن لبنان، وتهجّر الكثير الى أنحاء العالم منذ عشرات السنين، فصنعوا حياة ثانية بعيداً من بلدهم وعاشوا العذابات والنجاحات، فكانت أعمالهم جزءاً من بقاء لبنان وصموده. لذا علينا ان نكون أقوى فيكم، وأن نكمل معاً لبقاء لبنان”.
ختاماً، دعا سفير لبنان في فنزويلا وفي جزر الانتيل الكاريبية، ومن ضمنها ترينيداد وتوباغو، الياس لبّس اللبنانيين في ترينيداد وتوباغو الى زيارة لبنان والمشاركة في مؤتمر “الطاقة الاغترابية” الذي سينعقد في بيروت في أيار المقبل.
المصدر: tayyar.org – otv
https://www.youtube.com/watch?v=tp-RdQkNKTU