– من يتخلى عن أسوده ، سيأتي يوم وتأتي كلاب أعداءه لتأكله…
***
ان المناضل هو قدوة في العمل والنشاط ، ولا يتحدث ويتبجح بعمله ، او بكفاحه ونضاله مهما كانت قيمته، لكن اصبحنا بزمن رديء فالكُل يدعي النضال والبطولة ، وأصبحت جميع الاحزاب الموالية والمعارضة للسلطة تطلق على منتسيبيها مناضلين، فتساوى الجميع المنبطح والزاحف أمام أقدام السلطة والمناضل القديم أمام تلك التسمية فغدت التسمية مبتذلة ، وهنا كثر المناضلون وقلّ النضال، إنه زمن التشوه والمسخ السياسي…
وإزاء هذا الأمر لا بد من تحديد ما معنى المناضل ؟….
فهو ليس ذاك الذي يعارض السلطة ويحرق الدواليب ويُكسر بالاملاك العامة ويملأ الدنيا صخباً وضجيجاً تارة مستنكراً وتارة مندداً او شاجباً ، نعم هذا يدخل في باب النضال ، لكن ماذا بعد عندما تهدأ النفوس وكل هذا الصخب والضجيج…
المناضل الحقيقي هو كشمعة مضيئة تحترق لينير درب الآخرين ، درب رفاقه ومجتمعه ، المناضل الحقيقي أعماله تصدر من اعماق ضميره وضميره يحاكي الله فقط وإرضاء وطنه ، والقيم الانسانية الى درجة السمو بها، وهو لا ينفصل عن مجتمعه، ولا ينزوي ، ولا يستعلي على الناس وهو الذي يؤمن انه جزء لا يتجزأ من مجتمعه بل هو ضميره، وهو القدوة في الممارسة والسلوك وهو ملهم لرفاقه المناضلين، وليس كهؤلاء المتلطين وراء بذاتهم وربطات عنقهم النفيسة ، بل هو من أصحاب النفوس والارادات الصلبة التي لا تلين ، ولا هو من مجموعة الانتهازيين والوصوليين الذين يبحثون عن مراكز سلطوية لهم تحت عباءة النضال…
المناضل هو بطل يلهمنا لنعرف قيمة الحياة والوجود ، والحقيقة هم من يشعروننا باحساسنا بالتاريخ والانتماء الى الوطن ، الى الارض التي نعشقها ونحبها التي دفع الكثير من مناضلينا دماءهم لاجلها…
هذا لا يعني يا سادة انني اتحدث لمجرد التحدث ففي صفوف تيارنا مناضلين كثر نرفع القبعة تقديراً واحتراماً لهم وهم قدوة لنا، لذا علينا أن لا نتجاهلهم لان تجاهلهم عاقبته وخيمة وغير محمودة إطلاقاً فمن يتخلى عن أسوده ، سياتي يوم وتأتي كلاب أعداءه لتأكله…
نحتاج الى مناضلينا الحقيقيين النقيين كنقاء الزنبق وثلج صنين ، لا منزوين ومتقوقعين ، نريدهم لانهم يعبرون عن ذاتنا وعن الآخرين …. إنهم قدوتنا ولهم كل الحب والتقدير…❤️❤️❤️
ملاحظة لا بد منها هذا رأيي الشخصي على حسابي الخاص ولا يلزم أحد مطلقاً تجنباً لبيانات التنصل التي اصبحت موضة رائجة و متألقة….