– الاعتماد العالمي على تقنيات البناء غير المستدامة تسبب مشاكل خطيرة للبيئة
قبل زمن اختراع الرغوة العازلة والأبراج الاسمنتية الشاهقة، كانت تعتمد البشرية استخدام طرق بارعة بما يتوفر حولها لتلبية احتياجاتهم المعمارية. من المواد المحلية وتقنيات البناء المتوارثة عبر السنين، حرصت المجتمعات حول العالم على توفير مساكن هدفها حماية الانسان وخدمته رغم اختلاف أشكالها. في تونغا مثلاً، صممت الأسقف التقليدية منحنية، للحماية من الرياح خلال العواصف والأعاصير، بينما استخدم القصب لبناء المنازل في جزر أوروس بجبال الأنديز، بسبب خصائص العزل الطبيعية التي يوفّره، في حين ادت جغرافيا مدغشقر المتنوعة إلى تطوير مجموعة من الأساليب المعمارية المختلفة في كل منطقة، من بينها هذه البيوت القروية في المرتفعات الوسطى للبلاد.
ولكن، في العقود الأخيرة الماضية، عطلت التقنيات الجديدة المبتكرة تقاليد البناء هذه التي وُرثت منذ آلاف السنين. من ناطحات السحاب الفولاذية في الخليج العربي، إلى الكتل السكنية المكدّسة في الصين، تسببت حركة عالمية للتحضر والتحديث والعولمة إلى خلق مفهوم معماري جديد حول العالم.
ويعتقد خبراء حفظ البيئة أن الاعتماد العالمي على المواد المستوردة وتقنيات البناء غير المستدامة، قد يسببان مشاكل طويلة الأجل وخطيرة للبيئة. ولذا، فإنهم يقومون بتوفير بديل لمفهوم العمارة الجديد هذا، من خلال الاعتماد على تقنيات العمارة القديمة والتي تعرف بالعمارة “المحلية” أو “العامية،” والتي كانت ترتبط مباشرة بالمناخ المحلي والمواد المتوفرة والجيولوجيا والتقاليد، ولا تؤذي البيئة المحيطة بها.
نقلا عن موقع “سي أن أن” بالعربية