عَ مدار الساعة


الجمهورية الخامسة في فرنسا تتداعى ممهدة الطريق للجمهورية السادسة- نسيم بو سمرا

-فرنسا تشهد ثورة شعبية حقيقية بعيدة عن الاحزاب والنقابات

تظاهرات السترات الصفر

لا يتحمّل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مسؤولية الانكماش الاقتصادي الذي تعاني منه فرنسا والذي سببه سياسات الرؤساء الفرنسيين المتعاقبين على الايليزيه منذ 30 سنة من الاشتراكي فرنسوا ميتران الى جاك شيراك مرورا بساركوزي وصولا الى هولاند، في حين ان ماكرون مكبّل بالمسار الاقتصادي لأوروبا، ولا يمكنه تقديم اكثر مما فعل للشعب، في وقت تشهد بلاده اليوم ثورة شعبية حقيقية، بعيدة عن الاحزاب والنقابات التي لم تعد ربما تعبّر عن طموحات وآمال الشعب الفرنسي، ما يوحي ان الجمهورية الخامسة لم تعد قادرة على مواكبة التغيرات السريعة في النظم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، الحاصلة على المستوى العالمي، وباتت الجمهورية التي اسسها الجنرال ديغول على وشك ان تتداعى، ممهدة الطريق امام الجمهورية السادسة.

فبحسب المراقبين، يبدو ان حركة السترات الصفر ستتواصل وتتصاعد نظرا لانسداد الافق،  ففي حين بدأت الحركة بمطالب اقتصادية، تطورت لتطالب برحيل الرئيس ماكرون، إذا هي حركة سياسية بلباس اجتماعي، إذ لا ثقة للشعب الفرنسي بنظامه، وهذا ما يظهر من خلال غياب الاحزاب الاشتراكية واليمين كما اليسار وبالاخص نقابات العمال عن صورة الاحتجاجات، ما يضع  ماكرون بوضع صعب لغياب مرجع واحد يحاوره، ويرى هؤلاىء المراقبين ان الرئيس ايمانويل ماكرون، قد يكون إما آخر رئيس في هذه الجمهورية او ما قبل الاخير، ممهدا الطريق امام بناء الجمهورية السادسة في فرنسا، وتعرف فرنسا أم الديموقراطيات في العالم بحركة نظام هو الاكثر ديناميكية بين النظم في الدول الاخرى، وقادر على التطور، فقد تنقلت فرنسا على مر مئات السنين بين عدة أطوار سياسية مختلفة جعلت منها أكثر الدول التي خاضت تغييرات سياسية بين الدول الاخرى، وهي بالتأكيد قادرة هذه المرة ايضا على تخطي ازمتها والتقدم الى الامام.

متظاهرة من حركة السترات الصفر الاحتجاجية