أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


حبيب البستاني لغازي عاد: نم قرير العين فحلمك سيتحقق، وستظهر الحقيقة

 حبيب البستاني –
غازي عاد ترك كرسيه المدولب وارتفع إلى الفضاء الواسع، هناك يستطيع التنقل بحرية حيث لا لزوم لوسيلة نقل، فلا شيء يمكنه أن يحد من تحركه بعد اليوم، لم يبقى إلا السماء ليرفع إليها القضية التي نذر نفسه إليها، قضية المخطوفين والمخفيين والمحتجزين قسرا، هذه القضية التي شكلت نقطة عار في يوميات وتاريخ الحرب اللبنانية، والتي لم تزل تدمي القلوب وتبكي عيون الأهل والأقارب والأحبة الذين فقدوا أخا أو أبا أو إبنا، أو صديقا.
غازي عاد الذي أقعده حادث سير في العام ١٩٨٣ لم يكن أبدا معاقا، فلم تمنعه الإصابة من تصدر الصفوف الأولى من المظاهرات والتحركات الشعبية،  ومجابهة قوى السلطة إبان الإحتلال السوري، مطالبا بالإفراج عن المعتقلين في السجون السورية، بل كانت حافزا له لتأسيس منظمة سوليد فيما بعد والتي دافع من خلالها عن كل المخفيين والمعتقلين، مطالبا بالكشف عن مصيرهم.
لقد اختار غازي عاد الرحيل اليوم، ليس لأنه تعب أو تملكه اليأس من الدفاع عن قضيته المحقة، ذهب لأنه أيقن أن قضية المعتقلين والمخفيين  هي في أيد أمينة في بداية هذا العهد الجدبد، العهد الذي التزم السير بها حتى النهاية والوصول إلى خواتيمها المرجوة، وذلك بغض النظر عن النتائج المؤلمة التي قد تترتب عنها.
غازي عاد نم قرير العين فحلمك سيتحقق، وستظهر الحقيقة كل الحقيقة، بحلوها  ومرها، فوحدها الحقيقة تحررنا، وذلك كما يردد فخامة الرئيس العماد عون.