احترام الطبيعة وتقدير جمال الطيور ثقافة أولا واحترام للقوانين ثانياً- نسيم بو سمرا

للعصافير آكلي الحشرات أهمية كبيرة في التوازن البيئي

***

هي ثقافة احترام الطبيعة وتقدير جمال خلق الله وبخاصة الطيور التي بالاضافة الى جمالها وهي تطير في السماء، فلها وظيفة بيئية ايضا، المهاجرة منها كما المحلية، فكل اليباس الذي نشهده في أشجار لبنان وبخاصة الصنوبر الذي تفتك به حشرة “الصندل”، وحتى شجرة الارز المقدسة التي وصل اليها المرض، سببه اولا النقص المخيف في عدد الطيور في لبنان نتيجة الصيد الجائر وغير المنظم، وثانيا بفضل التغيرات المناخية، فالطيور تقوم بأكل الحشرات الضارة للغطاء النباتي، وكلما حافظنا عليها كلّما وفرنا الجهد والتكاليف لمعالجة الحشرات الضارة بواسطة رش المبيدات، والتي لا تعطي الفعالية نفسها في إقامة التوازن البيئي، فكما هو معلوم ان لآكلات الحشرات أهمية كبيرة في التوازن البيئي، فهي مرحلة مهمة في السلسلة الغذائية، إذ تقوم بالتهام الحشرات أو أطوارها اليرقية والديدان وبعض القواضم والأفاعي. وبالمقابل فإن كثيراً من الزواحف كالأفاعي، والطيور الجارحة كالنسور والصقور، والثدييات كالكلاب والهررة وغيرها تعيش على افتراس آكلات الحشرات.

ولذلك نقول للجمعيات البيئية كما للصيادين على حد سواء، أوقفوا حملاتكم على وزارة البيئة التي تعمل وفق امكاناتها لتنظيم الصيد، واحترموا القوانين، مع العلم ان بسبب الفوضى في هذا القطاع وعدم التزام الصيادين بالقانون، يجب ان يمنع الصيد نهائيا في لبنان لعشر سنوات كحد ادنى، وهذا لا يعني ان يمنع بالاسلوب الذي تم في السنوات الماضية، والذي زاد من الفوضى في الصيد، ولم يوقفه، بل يجب تطبيق هذا المنع بشكل جدي، لكي نعيد التوازن في الطبيعة بين الحشرات الضارة للغطاء النباتي والعصافير؛ ففي المحصلة أقول، احترموا عقول الناس وتحمّلوا ولو لمرة كمواطنين مسؤولية جهلكم بدل ان ترموا المسؤولية على الدولة لتبرروا تخلفكم ونهمكم لقتل كل ما هو جميل في السماء.