– من يحبّ أكثر، يتحمّل ويتألم أكثر، ودائماً يبني ما يهدمه الآخر..
***
أراد رئيس أساقفة باناما المونسنيور خوسي دومينغو أولوا مندييتا، مع التحضيرات الجارية لأيام الشبيبة، أن يعبّر عن تضامنه مع شعب نيكاراغوا، بما فيه باسم شباب باناما، تلك البلاد التي ستستضيف أيام الشبيبة العالمية 2019، بحسب ما نقلته لنا الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت.
لذا، أُقيمت صلاة لأجل شعب نيكاراغوا والكنيسة الحاجّة بتاريخ 20 تموز 2018 في بازيليك دون بوسكو. وقد قال خلالها المونسنيور أولوا مندييتا: “فليمنح الرب شعبه النور الضروري كي يعاود شعب نيكاراغوا إيجاد السلام الذي يرغب فيه”.
وأضاف: “من هذه الكنيسة الحاجّة في باناما، نرغب في أن ننضمّ إلى الإدانة وإلى رفض الأعمال العدائية ضدّ شعب نيكاراغوا، خاصّة ضدّ رجال الدين. إنّ حكومة نيكاراغوا تتخطّى حدود ما هو غير إنساني وغير أخلاقي… ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى لامبالياً وبلا حراك. إنّ تصرّفات حكومة نيكاراغوا هي نتيجة عدم الإصغاء إلى صرخة الشعوب”.
***
تأمّل في أعظم الوصايا (الأب نعمه نعمه )
الحب ومن ثمّ الحب… لأنّ سيّدنا يسوع هو الحبّ، وقد وهبنا الفرح الأبديّ.
أن نُحِبّ يعني أن نريد الخير للآخر. وصيّة المحبة هي: “أحبّوا بعضكم بعضاً…” والمتكلّم هو سيّدنا يسوع المسيح. لكن ما معنى هذا كلّه؟
حبّ الآخرين
عاملوا الناس بجمال قلوبكم وطيبتها…. ولا تتوقّعوا ردّاً جميلاً ولا تحزنوا، لأنّ الله هو الناظر والعارف بكلّ شيء، وسوف يطرح علينا سؤالاً واحداً يوم نقابله: “كم أحببت؟ هل أحببت حقاً؟”
إذا كنت تحبّ يسوع والقريب، فلا يمكنك أن تقتل، أن تسرق، أن تؤذي، أن تخون، أن تثرثر وتدين، لأنك تحبّ ذلك الشخص.
بالنسبة إليّ، إنّ أهمّ رسالة هي الحب، أن نحبّ كما أحبّنا يسوع. وكي نحبّ، يجب أن نصلّي إلى الله كلّ يوم، لنكون قادرين على حبّ الآخرين. وليس فقط أن نحبّ أولئك الذين يحبّوننا، ولكن أيضاً أولئك الذين لا يحبّوننا.
حبّ المسيح
“يا بطرس أتحبّني أكثر من هؤلاء؟” سأل المسيح بطرس عن الحب، لكي يثبّته فيه. وما الحب إلاّ المسيح! وهل لبطرس أن يحبّ بغير قلب المسيح؟ من خلال مار بطرس، وجّه المسيح سؤاله لكلّ منّا شخصيّاً، لأنه يريد أن يثبّت كلّاً منّا في حبّه.
أتحبّني؟ أتحبّني؟ أتحبّني؟ هل نحن قادرون أن نحبّ المسيح حتى لو كان حبّ المسيح يقودنا إلى حمل صليبه؟
أن نحبّ المسيح يعني أن نحبّه في الآخرين، حتى لو كان هذا الحب يقودنا إلى عيش التّضحية وقبول الآخر. فالمجد الحقيقي، هو مجد الحبّ في الألم.
– أتحبّني؟
– نعم يا رب
– أحبِبني أوّلاً في إخوتي …
إنّ من يحبّ أكثر، هو الذي يتحمّل ويتألم أكثر، وهو دائماً يبني ما يهدمه الآخر. هو القادر على الغفران والتخطّي. إنه يبيد كلّ شرّ وبغض وانقسامات. وهذا الحبّ مصدره آتٍ من الله، دفق الحياة والعطاء والنِعم. فلنطلبه من قلب الله كلّ يوم.
المصدر: ar.zenit.org