تكريس وسط هطول الأمطار الغزيرة (Video) ترجمة وإعداد: يارا خوري، فسوطة. الحركة المريمية – الأراضي المقدسة. الطاهر 🙏
***
المطر الغزير المتواصل لم يردع الأساقفة الكاثوليك من تكريس اسكتلندا لقلب مريم الطّاهر. وشارك مع الأساقفة في هذا القدّاس التاريخي الذي وقع في مزار مريمي في مدينة صغيرة غرب العاصمة، ما يقارب الخمسة آلاف مؤمن.
“نكرّس اليوم اسكتلندا لقلب مريم الطّاهر، ونعبّر معًا عن حزننا بسبب خطايانا وآثامنا، ونناشد مريم بتوجيهنا، ارشادنا واعطاءنا القوّة لنعيش كما يجب لشعب مسيحي أن يفعل” قال الأسقف Brian McGee خلال عظته.
التّكريس الذي حصل في 3 أيلول 2017، سنة اليوبيل المئوي لذكرى ظهور السّيّدة العذراء في فاطيما حيث ظهرت لثلاثة أطفال شهريًّا لستّة شهور وأعطتهم رسائل عن الارتداد وتلاوة المسبحة الورديّة ومصير العالم.
“أنا آسف جدًّا لأنّها تمطر” هكذا بدأ الأسقف عظته، ” ربّما يذكّرنا هذا بمعجزة الشّمس العظيمة، ذلك اليوم كان ماطرًا جدًّا أيضًا”، أشار إلى ما حدث في ظهور السّيدة العذراء الأخير في فاطيما، حيث تحوّل الحقل الذي ظهرت فيه السّيدة العذراء إلى حقل موحل ومبلّل بسبب الأمطار الغزيرة قبل حدوث أعجوبة الشّمس.
لاحظ الأسقف بأنّ كلّ من الحضور كان يقصد أيضًا تكريس نفسه كاملًا لقلب مريم الطّاهر وليس فقط دولته. ” ليقول كلّ واحد منّا أريد أيضًا أن أكرّس ذاتي لقلب مريم الطّاهر وبنعمة من الله أريد في كلّ يوم وفي كلّ موقف أن أقول “نعم” للربّ. تخيّلوا ذلك، آلاف النّاس في كلّ يوم وفي كلّ الظروف يسعون لقول “نعم” للربّ”، قال الأسقف، ” يا لها من قوّة خير ستعمّ في اسكتلندا”.
وأضاف أيضًا بأنًه كما أنّ أمهاتنا الأرضيّات يريدون الأفضل لنا، هكذا أمّنا السّماويّة تحبّنا وتريد لنا الخير وفقط ما هو أفضل”.
“قبل 100 عام في فاطيما أصرّت السّيدة العذراء على أنّ قلبها الطّاهر سينتصر، وبالرّغم من أنّ الخطيئة مسيطرة في عالمنا اليوم، إلّا أنّ الشّخص الذي يثق برحمة الله ويتّخذ قرارًا برفض الخطيئة والسّير في طريق الرّب، سينتصر هو أيضًا. قلب مريم الطّاهر هو المعزّي والملهم لنا على حدّ سواء” قال الأسقف.
رئيس الأساقفة Philip Tartaglia الذي ترأّس القداس والتكريس ، طلب من الجميع أن يتلو صلاة التكريس التالية سويًا:
“نكرّس اسكتلندا لكِ: كل ما لدينا، كل ما نُحب، كل ما نحن عليه. لكِ، نُقدم عقولنا وقلوبنا، أجسادنا وأرواحنا. نضع في خدمتكِ منازلنا وعائلاتنا، رعايانا ومدارسنا: نحن نرغب بأن يكون كل ما فينا ومن حولنا مُلكًا لك، يا مريم، ونشاركه لأجل عنايتك الأموميّة. نكرس أنفسنا بإخلاص لخدمة اسمك المبارك، لكي نؤكّد، من خلال سيادة قلبك طاهر، مجيء مملكة ابنك الرائع يسوع المسيح، في قلوبنا وفي بلدنا اسكتلندا”.
“لقد فاق هذا الحدث توقّعاتي، الأشخاص الذين أتوا بأعداد كبيرة بالرغم من المطر الغزير، ايمانهم، صلواتهم وترانيمهم أشاروا إلى الانتصار” قال الأسقف John Keenan.
إنّ البرلمان اعترف بتكريس الدّولة لقلب مريم الطاهر على يدّ الأساقفة الكاثوليك الاسكتلنديين، وأدرك أنّ الأساقفة سيُصلّون من أجل اسكتلندا، ويطلبون أن تَنْشَط اسكتلندا برغبة متجددة للبحث عن الحقيقة، ويدرك أنهم في الوقت نفسه سيصلّون لجميع النوّاب وللحكومة، فيُأدّون دورهم ببناء حضارة حقيقيّة من الحبّ والسّعي لإنشاء مكان يُقدَّر فيه الجميع، مكان حيث لا ينسى الفقراء والوحيدين والمُهمَّشين فيه، مكان يكون فيه الناس أحراراً في ممارسة إيمانهم.