أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


ميشال فرعون امام مفترق طريق جديد خطير..

– شخصيات سياسية بمهبّ العرض والطلب..

***

منذ انتخابه نائباً عن دائرة بيروت في العام 1996، دأب الوزير ميشال فرعون الى التقرب انمائياً وسياسياً من قصر قريطم، واضعاً ولائه السياسي تحت جناج تيار المستقبل، مقابل الحفاظ على مقعده النيابي.

ولكن، مع تبدل الظروف في اكثر من ظرف حرص فرعون على عدم صبغ نفسه بشكل كامل مع أي طرف، فكان يؤيد الاحتلال السوري، ويشجع منتقديه في نفس الوقت. يرفض التمديد، ويكون اول المهنئين له، يشارك في اللقاء التشاوري الداعم للوجود السوري في لبنان، ثم ينضم الى لقاء قرنة شهوان الرافض له. رغم كل هذا، حاول الإبقاء بنفسه قريباً من خط الحريري السياسي، الى حين فترة الانسحاب السوري من لبنان، حيث حاول ربط شبكة علاقات مع القوات اللبنانية، خاصة بعد ان أصبحت دائرة بيروت الأولى التي يمثلها ذو صبغة مسيحية بحكم قانون الانتخابات.

خلال الازمة الأخيرة التي عصفت ما بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية، بعد موقف الأخيرة حيال وضع الرئيس الحريري في المملكة العربية السعودية، كان موقف الوزير فرعون رمادي، اقرب منه لموقف القوات مما هو لتيار المستقبل، ما خلق ازمة ما بين بيت الوسط وفرعون، جعلته يأخذ طرف مع حزب القوات في الانتخابات النيابية الأخيرة بعد ان اعلن تيار المستقبل رفض إعطاء اصواته بالمجان لفرعون، وتفضيله ترشيح شخص اقرب الى الحريري واوفى له، فكان الخيار ترشيح ودعم النائب سيبوه قلباكيان على اللائحة المنافسة للائحة القوات – فرعون.

بعد النتيجة الكبيرة التي حققتها لائحة التيار الوطني الحر والتي أدت الى فوز المرشح نقولا صحناوي على حساب فرعون، شن الأخير هجومات عدة على كل من الرئيس عون والحريري انما بشكل رمادي، رافعاً سقف الكلام في جملة، ومخفضاً إياه في الجملة التي تليها. ثم كانت زيارة للوزير فرعون الى معراب، اعلن خلالها حضوره جلسات تكتل الجمهورية القوية، علماً انه لم يعد نائباً، وبالتالي توقع الجميع استمرار شهر العسل، خاصة مع شيوع خبر مفاده ان القوات ستسعى الى توزير فرعون في الحكومة المقبلة، وقد تبين في وقت لاحق ان الخبر المسرب كان ورائه فرعون وليست معراب التي اتصلت بفرعون واخبرته خيارها الأخير، برفض توزير فرعون من حصة القوات، كون خيار الأخيرة هو الكاثوليكي ملحم رياشي.

امام هذا الخيار، وخوفاً من انهاء مسيرته السياسية، قفز فرعون من جديد الى حضن المستقبل، عارضاً عليهم توزيره من حصتهم، على ان يترك تكتل معراب الذي انضم اليه منذ شهر ويعود وينضم الى تكتل المستقبل مقابل المحافظة على لقب سعادة الوزير، دون مطالبته باي حقيبة تسند اليه.

من هنا، يقف ميشال فرعون امام مفترق طريق جديد، يتطلب منه تبديل انتمائه وولائه السياسي حفاظاً على موقع حصل عليه ويرفض التخلي عنه الى حين جهوزية ابنه لتوريثه إياه.