يتابع الاردن بقلق بالغ تطورات الجنوب السوري لكنه يسعى لتثبيت تصور جديد يمنع الانفلات الامني والعسكري .
وبحسب صحيفة “رأي اليوم” أجرى الاردن روسيا والادارة الامريكية خلال ساعات قليلة ماضية إتصالات مكثفة بهدف منع “إنفجار” الاوضاع في الجنوب السوري.
وقدم الاردن للولايات المتحدة الامريكية ترتيبات جديدة تخص الجنوب السوري وذلك بعدما نجح في اقناع “اسرائيل” بها ، وتقوم على مبدأ دعم الحل السلمي والابتعاد عن المواجهة العسكرية في الجنوب السوري وعلى حدوده الشرقية .
وتتضمن الترتيبات الاردنية ضرورة تسليم قوات الجيش السوري والحكومة السورية السيطرة على المناطق الحدودية، بينهما بما في ذلك قاعدة “التنف ” العسكرية فور انسحاب القوات الأميركية المزمع قيام بهذة خلال الربع الاخير من العام الحالي وهو الذي نجح باقناع “اسرائيل” بضرورة القبول بالترتيبات الجديدة القائمة ، التي تبعد الايرانيين عن الحدود وذلك خلال اللقاءات الاخيرة بين الروس والامريكيين والاردنيين على هامش تجديد اتفاق خفض مناطق التصعيد في الجنوب السوري الذي انتهى منتصف ايار الماضي .
وبنفس الاطار يشترط الأردن عملا منسقا ومتزامنا لتفكيك مخيم الركبان للاجئين السوريين الذي تحول لبؤرة للإرهابيين، وإعادة اللاجئين في المخيم الى المدن والقرى التي خرجوا منها خصوصا في ظل استقرار ألاوضاع الأمنية فيها ويصر الأردن، على هذه المسائل التي جرت حولها نقاشات مستفيضة بين الجانبين الأردني والروسي، ونجم عنها توافق كامل حولها ، ويحشد كافة الأطراف الأخرى حولها وتأييدها.
ويسعى الاردن إلى هذا الحل بسبب الارهاب الذي ضرب المملكة خلال الفترة الماضية ويخشى الخلايا المنفردة النائمة التي تؤيد هذه الافكار المتطرفة اضافة الى الضائقة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد وحزء منها اغلاق الحدود مع سورية والعراق ومنهما الى الخليج وتركيا ولبنان.
وبحسب ذات المصادر ، فأن “إسرائيل” أيدت الافكار الاردنية ، حيث صدر أكثر من تصريحات لعدد من المسؤولين في حكومة نتنياهو خطة الترتيبات الجديدة في الجنوب، والتي تقضي بـ”إبعاد الخطر الايراني عنها”، بحسب “رأي اليوم”.
الى ذلك تتواصل معركة جس النبض من خلال حشود الجيش السوري بقيادة الجنرال في الحرس الجمهوري سهيل الحسن الملقب بـ”النمر ” والمقرب من الرئيس السوري بشار الاسد والقيادة الروسية وذلك لقدرته العسكرية على الحسم في المعارك التي دخلها، حيث استعاد الكثير من المدن والقرى والارياف والبادية السورية الى حاضنة الدولة بعد طرد الارهابيين منها.
وبنفس الوقت يستعد المقاتلون للمعركة وبنفس الوقت ينتظرون ما تسفر عنه المناقشات الدولية والاقليمية حول معركة الجنوب ، فيما اذا جرى تجديد اتفاقية خفض التصعيد ام لا ؟ والتوجه الى الحسم العسكري المتأرجح وذلك وفق الجنرال المنشق العميد الطيار عبدالهادي الساري الخزاعلة لـ”رأي اليوم “.
وتتوافق ما تؤكده المصادر الاردنية مع تأكيدات الجنرال المعارض العميد الطيار الساري، حيث ان الأيام المقبلة ستكون حاسمة لجهة المعارضة السورية التي تدرس الخيارات الدولية تجاة الجنوب السوري أو المواجهة العسكرية وكذلك الاطراف الاقليمية والدولية التي تسعى الى تفادي المواجهة العسكرية .
وفشل وفد عسكري روسي، من قاعدة حميمي السورية وقادة الفصائل المسلحة في الجنوب السوري، قبل عدة ايام ، يقضي بـ استسلام المقاتلين والسماح لهم بمغادرة نحو 12 الف مقاتل مناطق الجنوب السوري الى محافظة ادلب شمال سورية.
وبالتزامن فان المسلحين يصرون على ابقاء السيطرة على المعابر بين الاردن وسورية تحت سيطرتهم او ادارة مشتركة مع الحكومة السورية ضمن اتفاق معين ، وهو ما ترفضة الحكومة السورية جملة وتفصيلا وتؤيده الاردن ايضا .
وبالتزامن مع وصول تعزيزات للجيش السوري إلى محيط مدن درعا وحوران والقنيطرة السورية ، لطرد المقاتلين من تلك المناطق التي تعد مناطق خفض التصعيد المتفق علية بين امريكا وروسيا والاردن واطراف غير مباشرة اخرى، وبحجة انتهاء فترة خفض التصعيد المتفق عليها في ايار 2017 دون تجديدها .
وتتمركز قوات الجيش السوري والحلفاء الى شرق بصرى الشام وشرق صما باتجاة السويداء وحوران وشرق بصرى الحرير شرق السويداء والى 40 كليو متر في محيط حوران وريف القنيطرة.