أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


هل كان هجوم محور المقاومة على “إسرائيل” محضراً .. وماذا سيؤدي؟

حسان الحسن-

لم يكن من قبيل الصدفة ما شهده الميدان السوري من قصفٍ متبادل بين محور المقاومة، تحديداً القوات الإيرانية والسورية من جهة، والعدو الإسرائيلي من جهة أخرى، انما جاء هذا التطور العسكري الحساس في سياق مخطط حربي مسبق، وبدا هذا الأمر جليا، من خلال ضرب محورالمقاومة لأهدافٍ عسكريٍة محددة ومعروفة في الأراضي المحتلة، تم الاعلان عنها عقب الضربة، مما يؤكد ايضا أن هناك نية مبيتة لديه، بشن هجومٍ ردعيٍ ضد قوات الاحتلال، التي إعتدت مراراً على الأراضي السورية، من خلال إستهدافها مراكز عسكرية تابعة للمحور المذكور.

من هنا كان الرد حاضراً، عبر عدة صليات من الصواريخ ومن طلقات المدفعية، إستهدفت فيها مواقع حيوية تابعة لجيش العدو، والذي بدوره، عاد وإستهدف مقار عسكرية سورية تقليدية، سبق أن أغارت طائراته الحربية عليها سابقا، كمخازن الذخيرة في مطار دمشق الدولي، ومنطقة الكسوة، وسواها ،
وما يؤكد أيضأ، فرضية وقوع الضربة للكيان الإسرائيلي مسبقاً، هو إعلان قادته قبل نحو أسبوعين، أن الإيرانيين في صدد الإعداد لهجومٍ حربي، يستهدف هذا الكيان.

بالنسبة لتوقيت الضربة، فقد جاءت بالتزامن مع وجود رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتياهو في روسيا، أي أن رأس الهرم في السلطة، هو خارج الكيان، الأمر الذي يعرقل إتخاذ القرارات الإستراتيجية.

بالإضافة الى تواكبه مع سحب توقيع الولايات المتحدة الأميركية للإتفاق النووي الإيراني، يبدو أن الهدف الرئيسي من هذا التصعيد المتبادل هو إختبار لقوة كل طرف، ومحاولة لفرض قوة ردع بين الفريقين.

ليس بعيداً لهذا التصعيد أن يتكرر، مع التكهن شبه الاكيد بعدم تطوره الى حربٍ إقليميةٍ في المدى المنظور، وذلك لأسبابٍ عديدة، بحسب مصادر سياسية سورية معارضة وهي :

أولا- عدم وجود رغبة لدى الروس بالتصعيد، لأنه يعرقل مهمتهم الأساسية في سورية، وهي الحفاظ على مؤسسات الدولة فيها، والعمل على إعادة الإستقرار إليها، من خلال الإسهام في مكافحة الإرهاب، وعقد المصالحات، ورعاية المؤتمرات السياسية الهادفة الى إيجاد الحلول الملائمة للأزمة الراهنة.

ثانياً- تمسك الجانب الإيراني بالحفاظ على مكتسباته في الجارة الأقرب، أي نفوذه ووجوده الإسراتيجي في المنطقة، فلا شك أن أي تطورٍ في المواجهة، وإندلاع حربٍ إقليمية، سيتهدد حتماً هذا النفوذ .

ثالثاً- لا مصلحة لدمشق بحدوث حربٍ من هذا النوع، خصوصاً ان الإرهابيين دمروا خلال الحرب على سوريا مجموعة كبيرة من منطومات الدفاع الجوي والرادارات، وإستهدافوا المطارات العسكرية، منذ بداية هذه الحرب في العام 2011، واي جيش في العالم، في حاجةٍ الى سلاح جو فعال ومنظومات دفاع جوي حديثة، قبل الدخول في حروبٍ كبيرة، ودائما برأي المصادر نفسها.

رابعا- لا مصلحة حاليا لأميركا ولإسرائيل في فتح جبهة مع إيران على الحدود مع الأراضي المحتلة، لان ذلك سيؤدي الى ضرب الإستقرار داخل الكيان الصهيوني، ولدى واشنطن وتل أبيب رغبة بفتح جبهتين سياسية وعسكرية مع طهران في الخليج، بعيداً من الحدود الفلسطينية .

واخيرا … في نهاية المطاف، الحرب هي مجموعة تداعيات، وممكن أن تندلع في أي وقت، ما دامت عوامل التفجير قائمة ولم يتم نزعها حتى الان، وحيث لا يبدو ان هناك نية مشتركة بين الاطراف المتصارعة لنزعها .

-المرده-