عَ مدار الساعة


الأب يوسف يمين: بقيامة المسيح الكون بأسره قام وتمّ كل شيء…✝️

– مع قيامة المسيح، حصلت كلّ قيامات الكون السابقة والحالية والمستقبلية…⛪️

* *

يرفض الأب يوسف يمين في زمن قيامة المسيح، ترداد العبارة “المسيح قام حقاً قام” بالمنحى الخارجي فقط ؛ فالعبارة الموروثة على أهمية دحضها مِكر اليهود، الذين سعوا بأضاليلهم منذ اليوم الأول لقيامة المسيح رشوة حراس القبر، لإخفاء حقيقة مجد المسيح القائم من بين الأموات.. يسعى “أبو المردة” الأب يوسف يمين إعتماد منهاج منطقَي عِلم الأعماق والأعالي، لتوسيع “البيكار” ليشمل بها البُعد الأوسع للمسيح الذي هو كل شيء وفي كل شيء… فإنطلاقاً من تأمله اليومي في الإنجيل المقدس منذ عام 1962، ورسامته كاهناً على رتبة “ملكيصادق”، وهو يعيش بين دفتي الكتاب المقدس متأملاً ومتفصحاً كلماته الحية والمدونة بنور الوحي.. فأساس بنيان الإيمان المسيحي برأيه مقدمة القديس الأحب ليسوع يوحنا: “به (المسيح) كل شيء، ومن دونه لم يكوّن شيٌ”…

فريق موقع “Agoraleaks.com” التقى الأب يوسف يمين، في زمن قيامة المسيح وكان هذا اللقاء:

المسيحية بحسب الأب يوسف يمين ليست ديانة بالمفهوم الإعتيادي كما يظنّها البعض، برأيه “المسيح” ضرورة كونية لا دخل لها في مهاترات مؤسسي الأديان الأخرى.. المسيحية هي مشروع تأله للبشر جميعاً، وكل الناس آجلاً أم عاجلاً بحاجة للمسيح تماماً كحاجة الإنسان للهواء ليحيا… يقول: المسيح هو محور الكون، سواء عَرِفها الإنسان المعاصر أم لا، إنها حقيقة ساطعة، من يجتهد على فهمها تصبح معيوشة له بالنعمة.. فالإنسان بمقدوره التنكر لأبوته نظرياً تحت تأثير ظرفٍ معيّن، لكنه لا يستطيع التنكّر لفكرة أنّه مخلوق ولديه أب بشري أولاً وسماوي ثانياً خالق الكلّ وضابط الكل..

يضيف الأب يوسف يمين: مجيء المسيح للأرض جاء بهدف تصحيح خطأ وقع فيه الإنسان /آدم القديم بالإنحراف عن خطّه الطبيعي الموضوع لخيره، ولكن مع سقوط آدم حصلت “خربطة” بعلاقته مع ربّه والمخلوقات، فكانت دعوة المسيح لنا للعودة الى الوصية الإلهية الأولى التي هي حب الله، وبالأخرى التي تشبهها بحب المخلوقات كلها، أكانت بشرية أو حيوانية أو نباتية أو ذرية…

تلك المقدمات أساسية برأي الأب يوسف يمين، للتعمّق بفكرة القيامة الخلاصية للسيد المسيح، وسنده الأول في ذلك الكتاب المقدس، الذي يقول: قيامة المسيح هي قيامة للكون ، كما وضحّها يوحنا الإنجيلي في مقدمته، المسيح “الكلمة” به كان كلّ شيء، وبولس في رسالته الى أهل كولسي 3: 11، بقوله أنّ المسيح هو كلّ شيء..

هاتين الركيزتين تدل برأي الأب يمين، على أنّ المسيح الأقنوم الثاني المتجسّد هو الكون بأسره الذي نعيش فيه، كما الأكوان السابقة واللاحقة، أو الموازية والمضادة له.. يقول: عندما نقول أنّ المسيح قام من بين الأموات، يمكن لنا القول أنّه مع المسيح الكون (الأكوان) قام بقيامته..

يعود هنا الأب يمين الى «الكلمة»، في الفكر المسيحي، إذ أنّه وقبل ستة قرون من مقدمة يوحنا وَرَدت هذه العبارة اليونانية «لوغوس» (الكلمة) بمعنى «صلة الوصل» او «الخيط» الذي يربط جميع الاشياء ببعضها البعض… يضيف الأب يمين: “الملفت بكلمة «لوغوس»، من هراقليط الى يوحنا الى آخر التطورات الفيزيائية، أنها أقرب الى عبارة «Information» التي تعني في الفيزياء، الطاقة الكانتية الاولية التي تخزّن بداخلها كوننا الحالي كلّه…!

وإنطلاقاً من المعادلة الكونية: الكلمة = المسيح = Information = (الكون) أو البزرة التي تحوي بداخلها الشجرة كلّها، يغوص الأب يمين بفكرة قيامة المسيح، التي هي عمل إلهي، لا فيزيائي فقط، يقول: المسيح عندما قام من بين الأموات أقام بقيامته الكون بأكمله.. والمقصود بالكون هنا لا تلك المظاهر الحسّية المرئية وغير المرئية فقط، ولا حتى عالم النبات وعالم الحيوان والملائكة والإنسان فحسب.. لأنّ الكون الذي نعرفه ونعيش ضمنه منبثق من كون سابق له.. يفتح الأب يمين المزدوجين، ليقول: الله (اللوغوس) المسيح المتجسّد خلق كل تلك الأكوان من جوهر فيض حبّه لا من العَدم.. فصحيح أنّ الله خَلقنا، ولكن الأصحّ قول الله – أحبنا، وبفعل محبته أوجدنا وخلقنا..

الموت

برأي الأب يوسف يمين للأكوان منتهى، بتوصيفنا البشري يمكن الإشارة الى ذلك بالموت أو النوم… يقول: الكون السابق لنا عرف النوم أو الموت لفترة، ومع انقضاء تلك الفترة، عاد ليقوم مُحدثاً الـ”بيغ بانغ” الذي نعرفه… يضيف الأب يمين: قيامة الكون السابق في كوننا الحاضر، هي قيامة أولية لسيدنا يسوع المسيح، الذي كان في العالم (منذ إنشاء العالمين)، ولم يعرفه العالم (يوحنا 1: 10)..

ولأنّ كل شيء للمسيح وفيه، ساعتئذٍ يأخذ الموت معناه الأدق، فهو بات ضرورة ملحّة ونِعمة، فالزرع البشري أو حتى الكوني، كحبّة الحنطة إن لم يمت لا يحيا.. إنها معادلة “كوسمية” يمكن تطبيقها من الذرّة الى المجرّة.

يكمل الأب يمين حديثه: مع قيامة المسيح، حصلت كلّ قيامات الكون السابقة والحالية والمستقبلية، لأنّ عمل المسيح إلهي غير خاضع لمعادلات التاريخ والجغرافيا، ولكن طالما كلّ شيء صورة عنه، يكشف كوننا وجود كونٍ سابق له، كما تؤكده النظريات الفيزيائية، فكما حبّة الحنطة تتفتّق من تحت التراب، تَشكّل كوننا وبَزُغ نوره من ظلمة داكنة مع مرور 380 ألف سنة، فظهرت أولى الجزئيات والقُسيمات الذرية، وصولاً الى السدم والمجرات والنجوم، ومجرة “درب اللبانة” والأرض بما تحتويه من كائنات نباتية، وحيوانية منظورة وغير منظورة..

الجماد

يدعو الأب يمين الإنسان المعاصر تغيير نمط التفكير المعتاد عليه، سيما عندما نتناول الحديث عالم الذرات المُسمّى بالجماد، يقول: عالم الذرات الكتروناته تعجّ بحركة سرعتها 288 كلم بالثانية. وبالتالي هذه الحركة والحياة التي تعجّ بها (وفق مستواها)، أيضاً عليها أن تموت لتحيا… والعلوم الحديثة بدأت تشرح باسهاب النظام المعرفي الخاص بالذرات، فالفوتونات لديها وعيها وذكاؤها، وذاكرتها، الذي وإن ماتت، أحيت العالم النباتي…

ولأنّ التتابع والتطوّر يفرض قيامة جديدة. العالم النباتي تجدّدت قيامته عبر ملايين السنوات بتجدّد البذور والروائح.. الى أن أظهر عالم النبات الأجسام الحيّة (الحيوانية).. وهذا التطور بدوره قيامة جديدة لحين ظهور الإنسان العاقل.. هنا اللعبة برمتها تغيرّت.. فصلٌ جديد بدأ باعطاء الله شيئاً من روحه، (نفخ من روحه) للإنسان، ليتبعها لاحقاً منذ 2018 سنة مجيئاً كاملاً، بإخلاء ذاته آخذاً صورة إنسان..

يتابع الأب يمين، شرح فكرته: يموت أقرباؤنا وأحباؤنا، والناس تبكي رحيلهم، لكن بالمنحى المسيحي الخلاصي، هي ولادة روحية وقيامة، مع المسيح (إبن الإنسان) الذي أتمّ كلّ شيء… لهذا السبب في زمن القيامة هذه، من الجيّد قول “المسيح قام حقاً قام”، وبقيامته قامت الأكوان معه، وإن لم نرَ قيامتنا الأخيرة، فالذي بقي هو تدفّق النهر في البحر أو المصبّ..

ويقول الأب يمين: المسيح قام حقاً قام، ولكنّه أقام الخليقة كلّها معه، سيما الإنسان الجديد، فربنا يسوع المسيح بكر الخلائق كلّها، وحّد لاهوته بناسوتِنا، وناسوتَنا بلاهوتهَ، حياته بموتِنا وموتَنا بحياتِه، ليُحيينا ويُخلِّصنا، فله المجدُ إلى الأبد. (صلاة نرددها في الكنائس)

يُنهي الأب يمين حديثه، قائلاً: الإنسان الذي يعيش في النسبية، ما زال ناقصاً، وما زال تطوره بدائياً، فنحن هنا بتعاتيرنا وخطايانا غير مؤهلين إدراك الحقائق على حقيقتها، وكما على الأرض، في السماء يوجد منازل كثيرة، لنتضّع ونتواضع، ما دام علمنا الحديث يؤكد أنّه لإكتشاف جميع ذرات كتاب ما، يلزمنا علمياً 14 مليار سنة ، فكيف بالأحرى قيامة المسيح… لعلّ ذلك يتطلب إنكشافاً من الخالق لمخلوقاته.. نحن اليوم نعيش في الطابق الأرضي، حيث يسود البغض والحقد والكره والشهوة والتملّك، وإبليس..”.

***

– الموت الحقيقي، هو الإنفصال النهائي عن الله، لأنّه الأنفصال المؤقت عن الله يمكن مداواته بالتوبة الحقيقية.. ألم يشبّه المسيح موت العازر بالنوم.. ألم تقلْ له مرتا ومريم، “لو كنت هَهنا لما مات أخي”.. فلنسعَ للقيامة الحقيقية مع المسيح، والاّ مصير الأغصان غير ملتصقة بالكرمة الظلمة البرانية..

تجسّد المسيح جاء بلحظة لم يعد بإمكان الإنسان أن ينهض.. من هنا لبس المسيح ثوبنا ووطئ الموت بالموت، ليُنقذنا.. لأنّه لولا موت المسيح وقيامته، كنا سنتجه الى الهلاك الحتمي.. وكان الموت لإستمرّ..

النور الضوء الذي شعّ من الأرض بقيامة المسيح يشبه الضوء في منتصف الغرفة الذي يُنير كل شيء فيها، ما وراءنا وما يتواجد أمامنا، فكل ما سبق قبسٌ من وجهه، وكل ما لحُق صورة لوجهه البهي الى دهر الداهرين.. نور المسيح هو الذي يعطي للمَعنى معناه.. فالتاريخ الذي سبق لا يمهّد لمجيء المسيح، بل المسيح الذي هو بداية كل شيء، قال “انا الألف والياء”، والألف يعني البداية.

https://www.youtube.com/watch?v=h7xWYhaOYGE&feature=youtu.be

Agoraleaks.com