أول مدير لاذاعة اهدن كان وصوته صوت اهدن في كل الاذهان..
***
روبير فرنجية – صوت اهدن والقضاء :
حين كان الاب يوسف يمين سنة ١٩٧٨ يقدم برنامج ” من تاريخنا ” لم نكن ونحن نصغي اليه صغاراً وكباراً ندرك أنه سيكون صفحة مضيئة من تاريخنا .
لم يكن ” أبونا يوسف ” أبو المردة مديراً عاماً لاذاعة لبنان الحر الموحد فالمدير الاول في مكتبه بالطابق الاول من الاذاعة كانت أمامه وعلى طاولته ملفات سياسية وأمنية وقيادية نعرف بعضها ونجهل البعض الاخر ولا نود الافصاح عنها أو أن نحذر السري .
أبونا يوسف العالم والكاتب والشاعر والمؤرخ والخطيب والاداري والعلامة الذي أنصفه أحد مجالس البلدية بأطلاق أسمه على أجمل أوتوسترادات أهدن له في مكتباتنا مكتبة من تواقيعه .
سمعت بعض برامجه وكانت تشبه عظاته الجريئة بفكره ومارونيته وأهدنيته وغاب عني بعضها مثل ” بروتوكولات حكام صهيون ” الذي ذاع صيته في أرجاء الوطن كذلك كتب الكثير من البرامج لغيره مثل ” سيمفونيات ” الذي قدمه الزميل جان حكيم يومذاك .
أخضع ” أبونا يوسف ” أغلبية الاوائل لكاستينغ الاعداد والتقديم الاذاعي وأنتقى الاصوات والاقلام من الاساتذة في المدارس وحملة الشهادات وان كانت الشهادة المطلوبة : التفاني والاندفاع والايمان بقضية الدفاع عن اهدن عرين الاسود ومهد الموارنة .
مقالات كثيرة كتبتها عنه ومقابلات وفيرة أجريتها معه في مكتبه الساحلي في بيت الكهنة زغرتا والجبلي في البادرية – اهدن .
حفلات تكريمية عدة أقيمت له من قصر النجوم الى فندق بلمون اهدن الى بيت الكهنة ساحلاً الى سبعل الى ضفاف نبع جوعيت وأخيراً أقبية كنيسة مار جرجس أهدن لم أغب عن واحدة وهو الذي يستحق أكثر .
شهادات كثيرة سمعتها عنه في بيروت ولا أزال أذكر حين ألتقيت بالفنان الراحل ريمون جبارة في كواليس برنامج ” من الاخر ” في الـMTV حين كنت ضيفاً مع الزميل بيار رباط فسألني جبارة : أنت من بلدة الاب يوسف يمين ؟!
أذكر في جلسة مع الكبيرة مي المر انها حين علمت بزغرتاويتي بقيت نصف ساعة تتحدث عن الاب يوسف يمين ونصف ساعة اخرى عن كتابه ” المسيح ولد في لبنان وليس في اليهودية ” .
مرة واحدة ألتقيت ” بونا يوسف ” في اذاعة اهدن مطلع التسعينيات حين لبى دعوة مجلس ادارتها وزارها بعد غياب وأطل عبر الاثير ومرئياً ليتحدث عن أضرار الاسلحة في حرب الخليج الاولى عند اجتياح العراق للكويت لكن أسمه كان يتردد في الاذاعة كل يوم على ألسنة الذين أحبوه وتأثروا بنصوصه وقلمه ونبرة صوته .
كتب الاب المؤرخ الدكتور يوسف يمين الاهدني الترنيمة وصوت المرنمة جمانة مدور يصدح متألقاً ” أسمعك هامساً يا ألهي ” من تلفيلم ” لتكن مشيئتك ” عن القديسة رفقا ونشيد رعية أهدن – زغرتا وفي جعبته عشرات نصوص الترانيم العميقة روحياً ولاهوتياً .
الاب يمين الذي قدم للمكتبة أكثر من موسوعة علمية هو موسوعة علم وأدب وتاريخ وكل كتاب وكتيب ودراسة يصدرون في منطقتنا لا يمكن أن يستندوا على مرجع أكثر من ” بونا يوسف ” مرجع المراجع وتاريخ في البحث والتأليف والتأريخ نفتخر به مرجعاً وعالماً ومؤرخاً وشاعراً صوفياً وكاهناً وشهيداً حياً سدد فاتورة المبادىء والقييم والانتماء للاهدنية المارونية الاصيلة بكبرياء وشموخ رغم كثرة تواضعه .
الصفحة الخاصة لروبير فرنجية