Agoraleaks Agoraleaks
تثبت معارك الانتخابات النيابية 2018، كما قبلها الانتخابات البلدية والاختيارية أننا في لبنان نعيش في “جورة العيش المشترك” وليس”جودة العيش المشترك “، فمنذ” إتفاق الطائف” الذي جعل من كل”ريّس زاروب” وزير، وكل وزير رئيس، وبدعة “الترويكا” فتحول “وطن الأرز” إلى “حمام مقطوعه مييته” وسط صراخ وعويل وأنين.. شعب لبنان العظيم الذي شهد ويشهد أكبر عمليات نهب وسلب لأمواله في تاريخ وحاضر البشرية بحيث لامست السرقة المنظمة للذين يدعون الحرص على لبنان واللبنانيين” 100 مليار دولار دين” والحبل على الجرار..
أما من ناحية” جورة العيش المشترك “يشبه الوضع الحالي في جوهره وشكله ما حصل إثر انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل وتسلم قائد الجيش العماد ميشال عون رئاسة الحكومة عام 1988.. فوقعت الحروب علينا وبدأت المؤامرة لتغيير نظامنا وميثاقنا بحجة الانتهاء من”المارونية السياسية” (وهي لديها الكثير من الأغلاط) وسط عويل المرجعيات الروحية مثل (البطريرك مار نصرالله صفير أطال الله بعمره) بضرورة رحيل”الكابوس”.
ووسط القصف الكلامي للوطنجيين.. والمدفعي والصاروخي ، والحصار.. ووسط أيضا القصف الكلامي من “النواب الموارنة والمسيحيين” الذين تنازلوا عن صلاحيات رئيس الجمهورية بسرعة فائقة حتى قيل عنهم ربما قد تنازلوا عن ثيابهم الداخلية في “الطائف” للوصول إلى هدفهم ، ومن بينهم رئيس حزب الكتائب اللبنانية” (المسيحي) يومها الراحل جورج سعادة والنائب بطرس حرب والعديد ممن التحقوا بما يسمى بـ” ثورة الأرز”.
كذلك وسط قذائف وصواريخ راجمات القوات اللبنانية (مسيحية) والحصار، بقيادة الدكتور سمير جعجع التي لم توفر البشر ولا الحجر..
إنني سقت هذا الكلام المختصر ليس بقصد الإساءة لأحد مما ذكرتهم، إنما للقول بأننا نعيش الأجواء ذاتها، والنهج ذاته، والحصار ذاته من الأحزاب والمرجعيات والشخصيات السياسية عينها عشية استحقاق الإنتخابات النيابية كما حصل عشية وبعد إقرار “الطائف” منذ حوالي 30 عاما!! وكأن الظرف السياسي ذاته!
إن السؤال الذي يطرح نفسه، هل يمكن لهؤلاء جميعاً الذين عرفتهم الناس في مواقع المسؤولية، والذين دخلوا كتاب “غينيس” بالتنازل عن حقوقهم في الجمهورية اللبنانية لأغراض ونزوات شخصية، أن يأخذوا ثقة الناس؟؟!! وأن يصوبوا على الهدف ذاته – القصر الجمهوري؟
وعلى فخامة الرئيس القوي العماد ميشال عون ذاته الذي كان في القصر الجمهوري منذ حوالي 30 عاما؟ طبعا ليس من باب الصدفة إطلاقاً..!
لا يريدون رئيساً قوياً!
لا يريدون دولة حقيقية!
لا يريدون العيش المشترك الحقيقي، بل يريدون العيش في الوطنجية الكاذبة، والوطنجية الناهبة، في”جورة العيش المشترك”.
