جهاد نافع-
تتنافس اللوائح الثماني في دائرة الشمال الثانية (طرابلس – الضنية – المنية) على كسب ود الناخب العلوي في جبل محسن..و لم تخل لائحة من لوائح هذه الدائرة من مرشح علوي، فالعين على جبل محسن يريدون صوته من خلال مرشحين «غير مستفزين لا لطرابلس ولا لجبل محسن» ولذلك فان القيادات السياسية في اختيارها للمرشح العلوي تجنبت اختيار مرشح علوي من نسيج جبل محسن يومياته يمضيها في الجبل.
كل الاهتمام منصب على الطائفة العلوية كون الكتلة العلوية الناخبة مؤثرة في كفة ميزان العملية الانتخابية حيث يتوقع ان يشارك في الانتخابات قرابة ال11 ألف مقترع من اصل 21 ألف ناخب مسجلين على لوائح الشطب، ويضاف اليهم حوالى 3000 ناخب يحضرون من سوريا فيبلغ عدد الناخبين العلويين الذين سيشاركون في الاقتراع حسب التوقعات حوالى 14 ألف ناخب وربما يترفع العدد حسب ضرورات المعركة الانتخابية.
لكن السؤال المطروح : هل تصب هذه الاصوات كلها في مصب واحد أم تتوزع الاصوات بين اللوائح؟
لم يحدد الحزب العربي الديموقراطي حتى الآن خياره لكن بالتأكيد سيكون خيار الخط والنهج الذي يتلاقى مع خط ونهج الحزب، ولا يمكن تجاهل القدرة التجييرية للحزب في الوسط العلوي لكن من شأن غياب مرشح للحزب أن يخفض مستوى الحماس لدى العلويين في جبل محسن لتصبح الكتلة الناخبة حوالى 7 آلآف مقترع ستصب في مصلحة الحليف الوطني حيث يكون مرشح تيار المردة في الدائرة اي لائحة الوزير فيصل كرامي.
غير ان مصادر مقربة من الحزب العربي الديموقراطي كشفت عن انزعاج لديها من المناكفات ضمن الصف الواحد حيث الخلافات سوف تفرط بعدد من المقاعد التي كان يمكن الفوز بها لو تشكلت لائحة من مرشحي الخط الوطني وممن لديهم حيثية شعبية ويستطيعون تأمين الحاصل الانتخابي،ولكن تشتت القوى أضعف اللوائح الوطنية وقلص من احتمالات الفوز بمقاعد كافية لايجاد توازن وتغيير في ميزان القوى على الساحة الطرابلسية.
وفي هذه الدائرة من يتساءل عن سر تجنب حل الخلافات والنزاعات الحاصلة بين ابناء الفريق الواحد رغم بدء العكسي للاستحقاق وعلى مسافة حوالي 37 يوما من موعده.
وتتوقع المصادر ان يحصل تبعثر للاصوات العلوية التي ستتوزع بين اللوائح الثماني بنسب متفاوتة خاصة ان لا مرشح للقوة الاساسية في جبل محسن (الحزب العربي الديموقراطي) مما يجعل خيارات الناخبين متحررة من الالتزام بمرشح واحد الا الكتلة الناخبة الملتزمة بقرار الحزب وما وراء القرار،وعندئذ سوف تميل دفة اي لائحة حسب ميل الاصوات العلوية.
وتبدي مصادر في جبل محسن امتعاضها من بعض القيادات السياسية ممن يجهدون لكسب الاصوات العلوية ويتجنبون في الوقت عينه اي تواصل علني مع الحزب العربي الديموقراطي او مع شرائح علوية مقربة من الحزب او قريبة من سوريا خشية انعكاس التواصل على الناخب الطرابلسي… وفي الوقت عينه فان مرشحين علويين حاولوا ويحاولون الايحاء انهم على خصومة مع الحزب ومع سوريا ويتوددون الى الناخب الطرابلسي بخطاب منسلخ عن تاريخ الطائفة وعلاقاتها السياسية. بل ان هؤلاء المرشحين لم يجرؤ ايا منهم على المجاهرة بولائهم لسوريا وللمقاومة.
-الديار-