أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


المرشد الروحي لفيتسكا: إنه زمن النعمة لكن الوقت يكون متأخراً مع بدء تحقق الأسرار العشرة

– بالصلاة والصوم تخفّف الآلام والحروب وينحسر الشرّ..

* *

من هو الأب يانكو بوبالو

الأب يانكو بوبالو كاهن فرنسيسكاني، كان المرشد الروحي للرائية فيتسكا في السنوات الأولى من ظهورات السيدة العذراء في مديوغوريه، وكان الى جانب الرؤاة في الكثير من الظهورات، مراقباً تعابير وجوههم وتصرّفاتهم أثناء الإنخطاف. خاصة عند تلقّيهم أسرار مديوغوريه العشرة . وقد ألّف قبل وفاته كتاب جمع فيه مقابلاته مع فيتسكا وأجوبتها على أسئلته. كما خصّص صفحات عديدة عن أسرار مديوغوريه العشرة وما قاله له الرؤاة عنها. فيما يلي أهم ما في الكتاب عن الأسرار.

“في عام 1982، كشفت السيدة العذراء لإيفانكا وياكوف السرّ التاسع الرهيب. كان ذلك في اليوم الأول من تساعية عيد الحبل بلا دنس. وفي يوم العيد (8 كانون الأول) كشفت لفيتسكا السرّ الثامن. وفي العام التالي 1983، أعطت ماريا السرّ التاسع أيضاً في عيد الحبل بلا دنس”.

لاحظ الأب يانكو أن الرؤاة الذين استلموا السر التاسع كانت تعلو وجوههم معالم الرعب وقالوا لاحقاً أنّ العذراء القديسة كانت حزينة للغاية.

ألم ودموع على وجوه الرؤاة

“في 29 تشرين الثاني 1982، لاحظتُ حالتين مختلفتين عند الرؤاة: كانت عيونهم تشعّ إشراقاً، حتى فيتسكا التي كانت مريضة جداً في ذلك الحين. لكن تعابير إيفانكا وياكوف كانت مختلفة. بدا كأنهما يختبران أمراً مؤلماً. ولاحظت نوعاً من التشنّج لدى إيفانكا، كأنها على وشك البكاء. قالت لاحقاً قالت أنّ العذراء أعطتها السرّ التاسع من أسرار مديوغوريه العشرة . وعندما سألتها إن أرتها العذراء مشاهد من السرّ أجابتني والدموع في عينيها: “كنت مُتُّ لو أرتني ذلك”. أما ماريا، فقد أجهشت ببكاء مرير أمام الجميع عندما علمت بفحوى السرّ التاسع”.

السرّ العاشر هو الأخطر

ذكر الأب يانكو ما أفادت مراسلة “بي بي سي” ماري كريغ عن حدث وقع في منتصف الثمانينيات، بينما كان فريق من العلماء الفرنسيين والإيطاليين يجرون الفحوصات والإختبارات العلمية على الرؤاة أثناء الظهور.

“خلال الظهور، لاحظت وكذلك الجميع ( الفريق العلمي)، كيف توقف ياكوف فجأة عن التنفس لمدة 10 ثوان.

كان ذلك حين تلقى آخر الأسرار العشرة. وأوضح ياكوف في وقت لاحق أن مريم العذراء أظهرت له النتائج المرئية لأحد الأسرار”.

يكمل الأب يانكو: “16 عاماً بعد أن تلقى ياكوف السر العاشر والأخير، في 12 سبتمبر 1998. الحدث الذي أنهى ظهورات العذراء اليومية له. في نفس اليوم ذكر كيف كانت مريم العذراء تنظر إليه بينما كانت تُظهر له مشاهد من السر: “بينما كانت تعهد لي بالسر العاشر، كانت حزينة جداً”.

من بين الرؤاة، كانت ميريانا أول من حصل على السر العاشر. وقد أفصحت في 10 كانون الثاني، 16 يوماً بعد تلقّيها السر العاشر، للأب يانكو بعض المعلومات عن الأسرار. قالت:

“السرّ الثامن أسوأ من السبعة التي تسبقه. صلّيت كثيراً طلباً لتخفيفه. وكان معي الكثير من الناس في سراييفو الذين انضمّوا الي في الصلاة والتوسّل. لكن بعد ذلك شرحت لي السيدة العذراء أحداث السرّ التاسع وكان أسوأ مما سبقه. السرّ العاشر لا يمكن تخفيفه تحت أي ظرف من الظروف. لا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك، لأنه يمكن لكلمة واحدة أن تكشف السرّ قبل أن يحين الوقت”.

بالصلاة والصوم يمكن تخفيف الأسرار

قالت ميريانا أن السرّ العاشر وحده لا يمكن تخفيفه. الباقيين يمكن التخفيف من وطأتها أولاً بواسطة الصلاة والصوم، وثانياً من خلال المزيد من الناس الذين يبدأون رحلة الارتداد. في رسالتها في 21 تموز 1982 قالت السيدة العذراء:
“لقد نسيتم أنه بالصوم والصلاة يمكن إيقاف الحروب وتعليق الأنظمة الطبيعية”.

يعتمد الأمر على الارتداد الفردي لكن أيضاً على النطاق العالمي للارتداد، كما أوضحت في رسالتها في 25 نيسان 1983:

“الشيء الوحيد الذي أودّ أن أقوله لكم هو ارتدّوا! ارتدّوا! وأعلِموا جميع أولادي بذلك سريعاً. فلا عذاب ولا ألم لا يمكنني احتماله من أجل خلاصكم. سأضرع الى ابني كي لا يعاقب العالم. ولكن أرجوكم! توبوا وارتدّوا! لا يمكنكم أن تتصوّروا ما سيحدث ولا ما سيحلّه الآب السرمدي بالأرض. لذلك توبوا. تخلّوا عن كل شيء وكفّروا عن خطاياكم.

حدّثوا بعرفاني جميل كافّة أبنائي الذين صلّوا وصاموا. سأقدّم صلواتهم وصيامهم لإبني الإلهي فأحصل منه على الرفق بعدله وهو يحكم على خطايا البشرية”.

سيكون الوقت متأخراً لكثيرين عندما تنجلي الأسرار

“إيفانكا، هي الأكثر تحفّظاً بين الرؤاة، وهي تعرف الأحداث المستقبلية بالتفصيل. كتبت ثلاثة دفاتر التي سوف تنشرها للجمهور عندما تقرّر السيدة العذراء ذلك”.

“عدة سنوات بعد ذلك تحدّثت العذراء عن الأسرار وأنذرت أنه سيكون الوقت متأخراً عندما تبدأ تتحقّق الأسرار. الارتداد يتطلّب الحياة بأكملها لذا تتوسّل مريم العذراء من الجميع الاستفادة من هذا الزمن، التي في مناسبات عديدة عرّفته بأنه “زمن النعمة”. (نهاية كلام الكاهن)

زمن الارتداد هو الآن
“هنا الأسرار، أولادي. لا تعلمون ما هي. لكن حين يأتي الوقت سيكون متأخراً. عودوا الى الصلاة. لا شيء أهمّ منها. وددت لو أن أن الله يسمح لي بتوضيح الأسرار، جزئياً على الأقل. لكن هناك بالفعل الكثير من النٍعم التي يقدّمها لكم. فكّروا فيما يمكنكم أن تقدّموه أنتم له. متى تنازلتم مؤخّراً عن شيء للرب؟ لا أرغب بتأنيبكم أكثر من ذلك، بدلاً من ذلك أودّ أن أدعوكم مجدّداً الى الصلاة والصوم والتكفير”. رسالة 28 كانون الثاني 1987.

في مقابلة تلفزيونية في تشرين الأول 1985 قالت ميريانا:

“لم يكن هناك عصر مثل هذا الزمن، لم يسبق أن كان الله مكرّماً ومعبوداً أقلّ من الزمن الحالي، لم يسبق أن كان عدد الذين يصلّون أقل من اليوم. كل شيء يبدو أكثر أهمية من الله. هذا ما يجعلك تبكي كثيراً”.

“عدد الذين لا يؤمنون يتعاظم أكثر وأكثر. في بحث هؤلاء الناس عن حياة أفضل، الله غير ضروري لهم ولا لزوم له. لهذا أشعر بالأسف الشديد لهم وللعالم. ليس لديهم فكرة عمّا ينتظرهم، لو أمكنهم أن يأخذوا مجرد نظرة خاطفة على هذه الأسرار، لو كانوا يستطيعون أن يروا، فإنهم سيرتدّون في الوقت المناسب. ولكن السيدة العذراء أعطتنا عشرة أسرار من الله. ولا يزال بإمكانهم الارتداد. بالتأكيد الله يغفر دائما لأولئك الذين يتوبون بصدق”.

“قالت السيدة العذراء أن جميع الناس يجب أن يكونوا مستعدين روحياً، أن يكونوا جاهزين ولا يشعرون بالذعر. ينبغي أن يكونوا مستعدين للأسوأ، وكأنهم سيموتون غداً. يجب أن يقبلوا الله الآن حتى لا يخافوا. يجب أن يقبلوا الله وكل شيء آخر. لا أحد يوافق بسهولة على الموت، ولكن يمكن أن يكونوا بسلام في نفوسهم إذا كانوا مؤمنين. واذا التفتوا الى الله، فانه يقبلهم دائماً”..

في حين أن الأسرار الأخيرة ستكون دراماتيكية وشديدة التأثير، إلّا أنّ السيدة العذراء قد تنبأت أيضاً أن عالم جديد وأفضل سوف يولد من الأسرار. إن هذه الطريقة الجديدة للحياة على الأرض، التي أعلنتها العذراء مريم بوصفها “إنتصار قلبها الطاهر”، سوف تتوّج ظهوراتها في مديوغوريه وظهوراتها السابقة في العالم، بما تنبّأت عنه مراراً أنه سيكون حقبة من السلام.

المصدر: الحركة المريمية في الأراضي المقدسة