– مجموعات “البَهورة” و“التشقير” و نفخ “الشفاتير”.. (أمين أبوراشد)
نحن لسنا الآن بصدد الحديث عن ترشُّح إقطاعي إبن إقطاعي، سواء في زغرتا أو الشوف،
ولا نحن نتناول إبن “بيت سياسي”، سارق كهرباء و”شافط رمول” مثل “شويخ خازني”،
ولا نجِد ما يستحق الحديث عن مرشَّح تكفيري شيطاني في عكار، النبي عليه السلام، بشَّر والدته بقدومه الى هذا العالم.
نحن في وارد العتب والمُعاتبة والسُخط، على من أعلنوا أنفسهم دُعاة ثورة شبابية، سواء كانوا ضمن جماعة “بدنا نحاسب” أو “طلعت ريحتكم”، أو صاحبات الفورة النسائية من بعض نساء “التشقير” و نفخ “الشفاتير”، لنكتشف أن كل هذه الزُمَر هي مجموعات استعراض شوارعي، تُدير ظهرها لمن داس الشعب اللبناني بالنعال منذ التسعينات، وظَلَم الأبرياء، ومَصّ دماء الضعفاء ونهب اللقمة من أفواه الفقراء، وتدَّعي تمثيل ما يُسمَّى “المجتمع المدني” وتُزايد في التغيير والإصلاح ومكافحة الفساد، وتنتقد عهد فخامة الآدمي النقي التقي ميشال عون، الذي ورِث مزرعة خنازير مالٍ وسلطة.
لا تجرؤ هذه الزُمَر على مُقاربة الحقائق والإشارة بالإصبع على الأقل، باتجاه حرامية المراحل السابقة وحُماة مغاور علي بابا، ويتظاهر بعضها وبكل وقاحة على مفترق قصر بعبدا، وهي بذلك تبدو، وكأنها تترك وراءها مواخير العُهر في السياسة، وتتظاهر أمام معبد نقاء يشغله حالياً صاحب أشرف مدرسة في ممارسة السياسة إسمه ميشال عون.
منذ العام الماضي، أعلنت “بدنا نحاسب” عن نيتها خوض الانتخابات النيابية، وتسمية بعض مرشّحيها، وبدأت بتحديد الدوائر التي سيخوض فيها مرشّحوها معركتهم في مواجهة “تحالف السلطة”، وورد إسم الناشط السياسي هاني فيّاض، وهو من مؤسسي “بدنا نحاسب” أنه سيترشّح بإسم الحملة في دائرة بيروت الثانية.
وبما أن الشرذمة التي تعيشها حركات “المجتمع المدني” لن تُفيدها في معاركها الإنتخابية على مستوى كل لبنان، تواضعت “بدنا نحاسب” واندمجت مع 13 جمعية نذكر منها: “طلعت ريحتكن”، و “بيروت مدينتي”، و”سبعة”، و”شوفنا”، و”لقاء الهوية والسيادة”، و”حزب الخضر”، و”صحّ”، وذلك تحت تسمية جديدة إسمها “وطني”.
نختار جمعيتين من هذا التجمُّع الذي إسمه “وطني” كمثال عن هذه الحركات جميعها، ونسأل
الإعلامية بولا يعقوبيان التي استقالت من تلفزيون المستقبل بعد رفض الرئيس الحريري تبنِّي ترشيحها ضمن المحسوبين عليه، وانضمَّت لحزب “سبعة” وهدفها محاربة الفساد، ونقول: مطلوبٌ منها طالما أصابتها “نوبة النزاهة” أن تكشف للرأي العام اللبناني وهي الإعلامية القديرة، أسرار صفقات “مواكر” الفساد لدى الجماعة التي كانت تنتمي إليها سواء في “تيار المستقبل” أو من خلال علاقتها بكل ممارسات وزراء ونواب 14 شباط، الذين هم أصل الفساد منذ العام 90، وهي إن فعلت، فهي تستحق المقعد النيابي وإن لم تفعل، فستحصل مرشَّحة “السبعة” على سبعة أصوات من أقاربها!
الجمعية الثانية التي تحمل إسم “صحّ”، نُرحِّب بها، لأنها تحمل نفس إسم مدرسة القداسة في السياسة التي أسسها فخامة “الآدمي الصحّ” ميشال عون، لكن التسمية شيء والفعل شيء آخر، ونريد منها أفعالاً وليس “جعجعة بلا طحين”.
وختاماً، نقول لهذه الجمعيات المُخًيِبة للآمال، أنها من البداية تُمارس الخطأ والخطيئة، وأنها مجموعة “بهورجية” لم تتجرأ على مواجهة الميليشيات التي هاجمتها على خلفية رفع بعض الصور لمن تعتبرهم هذه الجمعيات أنهم فاسدين، وتسمح لنفسها بأن “تتمرجَل” حالياً على الجيش والقوى الأمنية مستغلَّة إنضباط عناصر لديهم مناقبية عسكرية وأخلاق وطنية، ثم وصلت بعض هذه المجموعات الى ارتكاب الخطيئة القاتلة والمميتة، عبر استخدام “أصحاب الإحتياجات الخاصة”، الذين لا نعتبرهم مُعاقين، لأن الإعاقة هي في رؤوس من حاولوا استغلال حالات إنسانية وزحفوا بها الى بعبدا حيث يقطُن “جبل الإنسانية”!
لهؤلاء نقول، نحن أنصار “أحزاب السلطة”، سوف نواجهكم، وسوف نُعرِّيكم، وسوف نهزمكم، لأنكم مجموعات من غوغائيين لا خطاب وطني لديكم، ولا برامج عمل، ولا خُطط بديلة، ولا مشاريع قوانين، ولستم أفضل من مُشغِّليكم من السياسيين الحاقدين على هذا العهد النظيف، ولستم أكثر من أدوات بأيدي ساكني الجحور في أسفل السفح، وما استطاع ساكنو الجحور يوماً مُقاربة “الجبل”…