محمد خالد ملص-
تُعَدّ المعركة الانتخابية في الدائرة الثانية في الشمال (طرابلس ــ المنية ــ الضنية) من بين المعارك الأكثر حيوية التي ستخاض فيها الانتخابات النيابية المقبلة، حيث يأمل تيار المستقبل أن يحافظ على أكبر عدد ممكن من نوابه في الدائرة، بما أنها تضم العدد الأكبر من الناخبين السنّة في لبنان (نحو 290 ألف ناخب سنّي مسجّلين على لوائح الشطب).
معركة المستقبل بدأت أثناء صياغة القانون، عندما جرى «تهريب» فصل المنية عن الضنية، ومنح الأولى مقعداً واحداً، ما يجعل المعركة فيها أشبه بمعركة بقانون أكثري لا نسبي. ويرى تيار المستقبل نفسه ضامناً لمقعد المنية، بصرف النظر عن هوية منافسيه. لكن ثمة عوامل كثيرة قد تغيّر المعادلة: ما الذي سيفعله الوزير السابق أشرف ريفي؟ هل سيتمكّن من الحصول على أصوات جزء من جمهور التيار؟ وماذا عن الرئيس نجيب ميقاتي؟ هل سيخوض معركة بمرشح جدي في القضاء الملاصق لطرابلس؟ لكن السؤال الأبرز متصل بالمنافس الأول لتيار المستقبل في المنية، رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير.
الخير من أبرز المحسوبين على قوى الثامن من آذار. خاض 3 معارك انتخابية، أبرزها في فرعية عام 2010، عندما تمكن من تحقيق أكثر من 14 ألف صوت في وجه مرشح المستقبل حينها، النائب الحالي كاظم الخير، الذي فاز بقرابة 20 ألف صوت، وهو ما عُدَّ فارقاً ضئيلاً، نظراً إلى قساوة المعركة التي سخّر فيها المستقبل كل طاقته وأمواله.
لم يهدأ الخير طوال السنوات الماضية في خوض معارك خدماتية، وهو نجح في مسعاه لمنح المنية 20 ساعة تغذية بالتيار الكهربائي يومياً، ما عُدَّ حينها انتصاراً كبيراً للمدينة التي يجثم على صدرها معمل دير عمار. يُضاف إلى ما تقدّم عمله «الخدماتي» صحياً وأمنياً واجتماعياً. وقد استطاع أخيراً توفير كميات كبيرة من الزفت لعدد من طرقات المنية المهملة منذ سنوات.
لا يخجل الخير بمواقفه العروبية المؤيدة لقضية فلسطين، وخط المقاومة، رغم أنها تدفع حلفاءه المقربين منه سياسياً إلى «العد للعشرة» قبل إعلان التحالف معه انتخابياً. فهم يرون أن خطابه «يخسّرهم» في هذه الدائرة، علماً بأن استطلاعات الرأي تعطيه تقدّماً على سائر المرشحين في القضاء، بمن فيهم «الحلفاء». يقول الخير لـ«الأخبار» إنّ «من الطبيعي أن نكون إلى جانب حلفائنا. والتنسيق قائم بيننا منذ مدة»، مشيراً في الوقت عينه إلى أن «ولاءنا الأول هو للمنية وحقوقها، وإذا ما حصلنا على الوكالة التمثيلية، فسنخوض بكل ما أوتينا من قوة معارك في سبيل تحصيل حقوق منطقتنا».
-الأخبار-