جهنم فتحت أبوابها للمسلحين، ليس تعبيراً مجازياً تلقفته من بنات أفكاري بقدر ما هو ملامس للواقع بالمستقبل المنظور.
يسود اعتقاد بين أواسط الجماعات الإرهابية بأنهم قد يتمكنون من صد الهجوم البري المرتقب للجيش السوري على مناطقهم في الغوطة الشرقية، ولكن لو أدركوا حجم التحضيرات اللوجستية للجيش السوري، لشاهدناهم أفواجاً يسلمون أنفسهم وأسلحتهم وكل ما يملكون.
ويمكن القول أن عجرفتهم المعلومة وأوامر مشغليهم منعتهم من فتح أنظارهم وتحسسهم لما يجري من حولهم، وهم الذين ذاقوا الويلات من بضع مئات من جنود الجيش السوري -حراس العاصمة- في معارك السنوات السابقة، فكيف سيكون المشهد مع آلاف الجنود؟ إن لم نقل عشرات الآلاف!
سيناريوهات عديدة للمعركة المرتقبة التي قد تبدأ في أي لحظة، سيكون أهونها بالنسبة للجماعات الإرهابية فتح الجيش السوري لعدة محاور بآن واحد، فآلاف الجنود المدججين بالسلاح سيتقدمون تحت غطاء جوي ومدفعي وصاروخي مكثف، وتتقدمهم مئات الدبابات والمجنزرات.
وبالنسبة للضربات التمهيدية الحالية، قد تكون مجرد ضربات تجربية لو أحصينا الوسائط النارية المسخرة للعملية العسكرية، ورغم ذلك عويل الإرهابيين سمعه القاصي والداني، فقط بفعل ضربات محدودة وجهتها الوحدات النارية المرابضة في محيط الغوطة الشرقية، وكذلك غارات مخففة لسلاح الجو الحربي، لتدمر عشرات المقرات ومعسكراً لتدريب الإرهابيين ومستودعاً للهاون وتقتل ما لا يقل عن 30 مسلحاً.
نعم قد شارك الطيران المروحي بضرب أهداف معادية على مواقع الإرهابيين في بعض مناطق الغوطة، فهل دمر الجيش السوري منظومة الأوسا التي يمتلكها الإرهابيون؟
مازال المشهد ضبابياً إلى حد ما، وحدها الأيام القادمة تأتي بأجوبة مقنعة على تساؤلات كثيرة، ولكن ستكون كارثية لمطلقي القذائف والصواريخ على عاصمة الياسمين.
-العالم-