(رسالة الرب يسوع إلى إحدى النفوس المختارة. لبنان، في 20 / شباط / ٢٠٢٤)
أحبّاء قلبي،
ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكلّ كلمة خرجت من فمي.
صوم مبارك، وطوبى لمن تتكلّل مسيرته بالتوبة والنور والخلاص.
الصوم يا أحبّائي، هو أن يصمت الجسد لتتكلّم الروح. ثقوا أن من يسكن القلب، يغذّي العقل بكنوزه، فتولد الأفكار، وبإرادة حرّة تثمر أعمالاً، وهذه الأعمال إما للخلاص وإما للهلاك.
لذلك قلت لكم إفتحوا قلوبكم وادعوني لأسكن فيها، فتستقيم المعادلة.
أحبّائي، الكثير اليوم من العالم، يسكن قلبها العدو الخبيث، لذلك تحصد البشريّة ثمار شرّهم، حروب وضيق وجوع وأمراض وأوبئة. ويسعون للسيطرة على البشريّة بسلطانهم، سلطان الهلاك. لذلك أدعوكم اليوم لتكونوا بمسيرة صوم وتوبة من أجل أن تستقيم المعادلة.
إذا فليصمت جسدكم عن شهواته وميوله، وهكذا تكونون بالصوم الحقيقي.
إفعلوا كلّ ما بوسعكم وكلّ حسب طاقته بترويض الجسد، بالتقشّف والإكتفاء بكلّ ما هو ضروري. وهكذا تتجلّى النفس بالصفاء والزهد، لتعانق الروح بالكمال والنعمة والنور.
أنتم يا أحبّائي في زمن التوبة والتطهير. توبوا توبة حقيقيّة، ولتطهّر قلوبكم ونفوسكم فيعرفونكم أنكم أبنائي وأحبّائي.
شدّدوا بعضكم بعضاً، وتقوّوا بالذي يقوّيكم.
الكثير من البشر، أصبحت كلمة الحق بنظرهم، لا تماشي ميولهم، فيهزأون بكم وبمسلككم. لا تبالوا مهما قيل ومهما حصل، إنكم في الطريق الصحيح الى القيامة والمجد. أكملوا ولا تخافوا ولا تقلقوا.
كلّ ذي بشر سيمثل أمام محكمة العدل، ليأخذ جزاءه.
أحبّائي، إستغلّوا هذا الزمن لتجنوا ثماراً تليق بخلاصكم وخلاص العالم. أكملوا، والسماء كلّها معكم. صلّوا ولا تملّوا من الصلاة ولا تستهينوا بهذه الصلاة، لأنّها تفعل العجائب وتفشّل مخطّطات كبيرة وكثيرة.
ثقوا وآمنوا بصلاة الورديّة لأنها حقاً مشنقة الشيطان وتفتّت الصخور.
إقتربوا دائماً من كرسي الإعتراف، وبسلطان الكهنوت اغتسلوا، فيرتعد الشرّير ويهرب. وتسلّحوا بالقربان، فيتلاشى الشرّير ويُدمَّر.
إنتبهوا وتنبّهوا دائماً وكونوا متيقّظين لتحموا أنفسكم من فِخاخه وسمّه.
صلّوا يا أحبّائي لرؤساء الكنيسة، ولكلّ الإكليروس. صلّوا لإبعاد شبح الحرب والدمار عنكم، وعن هذا البلد الصغير، الذي هو كان وما زال قطعة من السماء، وهو داخل قلبي، وكرّسته لقلب أمّي.
فلتكن ورديّتها سياجه، وبثوبها حمايته، وبشفاعتها يخرج كلّ الأعداء والطامعين، فيستعيد صحّته وعافيته.
لا تخافوا ولا تقلقوا مهما حصل، فقد ثقوا بي، صلّوا وسلّموا واصبروا. أنا وأمي وكلّ السماء معكم إلى الأبد وإلى انقضاء الدهر.