– أروقة الأونيسكو تفضح الوزير المشنوق! (د. علا بطرس)
***
لم تمرّ انتخابات لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “الأونسكو”على خير في بيروت بهجوم عنيف من جانب وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على سياسة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل التي وصفها ب”الشاردة” مع مطالعته على أن لبنان لم يصوّت لمرشحة جمهورية مصر العربية السفيرة مشيرة خطاب إنّما جاء لصالح قطر، لتتكشّف الحقيقة من السلطات المصرية فاضحة المسؤولية التي عُرِفت عن الوزير نهاد المشنوق وأضاع جدّيته ومصلحة لبنان وعلاقة لبنان بالدول الصديقة والشقيقة بمتاهات انتخابية.
أثنى وزير الخارجية المصري سامح شكري في حديثه الى صحيفة “اليوم السابع” على أنّ “مرشحة لبنان قديرة، من حيث خبرة العمل في الأونسكو كنائب مندوب دائم لدولة كاريبية مع أصولها اللبنانية، وفي إطار المنافسة الشريفة نتطلّع الى أن تأتي الأصوات الداعمة لها في مرحلة معيّنة للمرشّحة المصرية”، وقد أقرّ الوزير المصري على أنّ بلاده عملت بديبلوماسية فاعلة مع الدول الإفريقية لما تمثّله من ثقل في المنظمة وعددها 54 دولة كناية عن ربع الأمم المتحدة. وقد أعلن وزير الخارجية سامح شكري قبل انتخابات الأونيسكو على أنّ “السفيرة مشيرة خطاب حظيت بدعم وتأييد الدول الإفريقية، مشيراً الى أنّ تعدّد الترشيحات العربية له تأثير سلبي على قدرة العربي في حسم المناصب الدولية، داعياً جامعة الدول العربية الى بحث هذا الأمر حتى لا يتكرّر مستقبلاً”.
وقد سافر الوزير سامح شكري الى باريس لتكثيف الجهود مع المجموعة الإفريقية عشية الإنتخابات لأنّ الإتكال المصري كان على الدول الإفريقية التي أعلنت دعمها للمرشحة المصرية وليس العربية نظراً لتعدد الترشيحات ذات الصّلة. وفي حديث متّصل بعد الإنتخابات الى قناة CBC المصرية مع الإعلامية لميس حديدي ذكرت السفيرة مشيرة خطاب، أنّ سبب خسارتها هو “تفتّت الأصوات الإفريقية” لأنّها لم تحصل على أصوات الدول الإفريقية جميعها وعددها 17.
فإذا كانت مصر قد أقرّت أن سبب خسارة مرشّحتها يعود الى عدم الوفاء من المجموعة الإفريقية كون السفيرة خطاب مرشّحة المجموعة نفسها، وإذا أيقن وزير خارجية مصر أن الجامعة العربية يجب أن تتبنى ترشيحاً واحداً لها حتى يكون المرشح العربي ذات ثقل وتأثير وفوز بالمناصب، فلماذا يريد الوزير المشنوق تعكير علاقة لبنان مع مصر بهذا الإتهام الخبيث لوزير الخارجية خاصّة أن التصويت في الأونيسكو سرّي وأن لبنان لم يعلن لمن يريد التصويت ولم ينسحب لصالح مرشّح دون الآخر كما فعل المرشّح العراقي الدكتور صالح الحسناوي، وجلّ ما صرّحت به مرشّحة لبنان فيرا خوري بعد انسحابها أنّها تتمنى فوز مرشّح عربي حيث كان التنافس حينها بين المرشحة الفرنسية والمصرية والمرشّح القطري. وقد حسم الأمر الوزير باسيل بتغريدة على تويتر قائلاً: “كذلك لمن يريد أن يفهم: لبنان لم يصوّت لقطر ضد مصر، لبنان أبعد نفسه عن المشكلة كما ينصّ البيان الوزاري بعد أن عجز عن تأمين التوافق العربي”.
ألا يعلم الوزير المشنوق أن سياسة لبنان الخارجية تندرج في سياق التنسيق بين وزارة الخارجية ورئاستي الجمهورية والحكومة، وكان بتصريحاته النارية يُحرج أولا وأخيراً رئيس كتلة المستقبل التي اليها ينتمي لنعود بالسبب الى دور “الصوت التفضيلي” الذي أفقد البعض صوابه.
المصدر: tayyar.org