أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


لقاء كليمنصو ومحاصرة جبران باسيل

– وراء الأكمة ما وراءها… ( حبيب البستاني )

***

تكائرت التعليقات والتخمينات حول الهدف من عقد لقاء كليمنصو بين دولة الرئيسين بري والحريري ومعالي الاستاذ وليد جنبلاط، وكان لافتا أن كل التعليقات والتحليلات ركزت على هدف واحد ونقطة واحدة، ألا وهي معالجة موضوع الوزير جبران باسيل وضرورة التصدي له، وذلك بالرغم من التصريحات التي خرجت إلى العلن من المجتمعين الثلاثة والتي أكدت بأن اللقاء لم يكن موجها ضد أحد وأنه لا يستهدف أحدا من السياسيين، بل هو لتسهيل تمرير قانون الضرائب.

ولكن السؤال المطروح، هل إن إقرار قانون الضرائب في المجلس النيابي يستدعي كل هذا الحراك؟ ويستدعي إنتقالا غير مسبوق للرئيس بري من عين التينة إلى كليمنصو؟ وهو يشكل سابقة لم تحصل حتى في عز الأزمات السياسية الكبرى. فماذا فعل الوزير باسيل لكي يصار إلى استقدام الأسلحة ألغير تقليدية لمواجهته؟ وهل كما يقال في بعض التحليلات أن الوزير باسيل يستعمل ألخطاب ألمذهبي والعنصري في مقاربته لمعظم ألمشاكل التي يعاني منها لبنان، لا سيما مشكلة ألنزوح، والقانون الإنتخابي والتعيينات ؟ أم أن هنالك وراء الأكمة ما وراءها، وهل صحيح ما يقال في الكواليس من أن معالي وزير الخارجية يتفرد بقرار السياسة الخارجية، وهو يشرف عليها ويرسم خطوطها، ويسهر على تنفيذها؟ الجواب هو أنه قد يكون كل ذلك وأكثر، وأن كل هذه التحليلات قد تكون صائبة وقد لا تكون.

في البداية لا بد من القول أن جسم الوزير باسيل لبيس، وهو يتمتع بديناميكية وحركة، لم يتمتع بها أحد من السياسيين من قبل، وهو يعمل على كل الجبهات الداخلية والخارجية، ولا ينسى المطبخ الداخلي للتيار الوطني الحر، وما أدراك بمطبخ التيار، الذي يبدأ بالخدمات والتعيينات ولا ينتهي بالمرشحين ألمحتملين للتيار في كل المناطق اللبنانية، والتحالفات السياسية المحتملة، والخصومات المتوقعة والغير متوقعة والمستجدة. لذا فإن كل هذه الحركة لا بد أن تجذب إليها بعض الإنتقادات من هنا وهناك، وذلك تبعا للقاعدة ألتي تقول، أنهم وحدهم الذين يعملون يتعرضون للنفد، أما الذين لا يعملون فلا أحد يأتي على ذكرهم، لا سلبا ولا إيجابا.

أما القول بأن التيار الوطني الحر، والوزير باسيل تحديدا، يقوم بتعيين أشخاص مقربين منه في الأماكن الشاغرة في الحقل العام، وهنا ينبغي الإشارة إلى واقع ألا وهو أن المقربين من التيار بصورة خاصة، والمسيحيين بصورة عامة، كانوا طيلة العهود السابقة مستبعدين عن الإدارة ومحرومين من دخول جنة الوظيفة، فلا عجب أن يصار إلى إدخال هؤلاء إلى كنف الدولة، وهذا ما كانت تطالب به بكركي دائما.

بالنسبة لمشكلة النازحين، فمعاليه يطالب كما الغالبية العظمى من اللبنانيين بضرورة ألعمل وبشتى الوسائل لإعادتهم إلى بلادهم.
وفي موضوع السياسة الخارجية التي تم تفعيلها بشكل جذري، هذه السياسة ألتي كانت تقوم على الإستقبالات واحتساء الشاي والبيتي فور، تحولت إلى سياسة متحركة تحاكي ألعمل ألديبلوماسي في مختلف دول العالم ألمتقدمة.

هذا غيض من فيض من النشاط ألغير مسبوق للوزير باسيل، لا بد من أن يؤدي إلى نشؤ تكتلات سياسية لمواجهته، فالبعض لا يحب الأشخاص ألناجحين، ولا يهضم النهج التغييري الإصلاحي للتيار ألوطني ألحر، فمعظم ألسيياسيين تعودوا على نمط معين من العمل السياسي، ولا يقبلون بسهولة بالمنطق الجديد لإدارة شؤون ألبلاد والعباد.

*كاتب سياسي