أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


بالفيديو – من الطفولة الى الرئاسة، الجنرال حاضر في ذاكرة حارة حريك (audio)

 

لارا هاشم –

في شارع متواضع في حارة حريك، كَبُر ميشال عون “الطفل”، كل زاوية في الحارة تحمل له ذكرى حلوة، لم تمحوها سنوات الحرب، ولا المتطلبات الأمنية التي غيّرت معالمها، حارة حريك التي اشتاق الجنرال لرائحة الليمون فيها بعدما خرج منها مستحقاً بنجمة القيادة، ومتسلماً السيف من اللواء فؤاد شهاب، لن تنسى الضابط عون الذي زُفّ فيها عريساً على أدراج كنيسة مار يوسف.

joseph-dekach

جوزيف دكاش لم تُنسِه سنوات الإغتراب الثلاثين جارَ الرضى ميشال عون، يوم كان يُرتّب على كتفه مهنئاً إياه، بالربح في مباراة كرة القدم.

يقول: الجنرال عون كان جارنا، وراح دورة عَ فرنسا، وشوي صار في عجقة بالبيت، استفسرنا شوفي، قالو إنو الجنرال طلع الأول بدورتو بفرنسا، واخد تنويه من قائد الجيش فؤاد شهاب.

عيلتو للجنرال عيلة مثالية، خاصة الأم. البيْ كان عَ طول مشغول بشغلو، ايام زمان كانت صعبي الحياة. عيلة هادئة، وهوي كان نشيط بالدرس. طموحو كان فعلاً يصير بأعلى المراكز. 

“جنرال” أنا الملقّب بالـ”بيش” أنا حارس مرمى حارة حريك، وشباب الساحل الغبيري، ما بنسا تنويهك لإلي، وقت كان عندك فرصة تتفرّج على مباراة الفوتبول، وكنت تحط ايدك عَ ضهري وتقويني أكتر. بحبك ومبروك لإلك.

abdo

ينهمك العم عبدو، بأعمال الخياطة في معمله الذي يشهد على سنوات الحرب، لكنه يجد دائماً للتحدث عن الجنرال. يقول لك بكل فخرٍ، أنا اللي بعرفو، إذا بقطع الطريق بصير عندو.

يقول: بس إجا من فرنسا رحنا هنيناه، عرفني وقلي هلا بالجار. ذاكرتو قوية وهوي من الأشخاص الأذكيا يللي ما بينسو.

لم يستبعد ابناء حارة حريك، ان يُصبح ميشال عون قائداً على صعيد الوطن، لطالما ثار على الظلم منذ رفض تعذيب الموقوفين من بعد إنقلاب الحزب السوري القومي سنة 1961، ولطالما ثار على الأنظمة الأمنية القائمة حتى عرّضه ذلك لعقوبات لما رفض تدخل المكتب الثاني في السياسة.

ذكاء الجنرال الفطري الذي حفظه عنه، كلّ من عرفه وحصنّه بنظرة سياسية لم تَخبْ يوماً، بدءاً بتحريره من الفلتان الفلسطيني في لبنان، والذي ما لبثت بذوره في الحرب الأهلية.

طالما عشق العماد عون الحرية والتحرر، وقف مع الشرعية ضدّ المحتل، حتى بات اسم الضابط “رعد” محفوراً في تل الزعتر وصولاً الى الكحالة، وسوق الغرب الذي فرض سيطرة الجيش عليها بعد معارك دامية، متمرداً بذلك على قرار السلطة السياسية.

لم يُقهر الضابط العنيد يوماً، وهو ما أوصله الى قيادة افواج الدفاع التي شكلّت نواة اللواء الثامن عام 1980، قبل أن يصير الأمر للعماد عون.

حالة الفوضى التي وقعت مع إنتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل دون إنتخاب خلفٍ له، فعُيّن العماد رئيساً للحكومة الإنتقالية.

وكان في زمن الفوضى، الصوت الإعتراضي الوحيد، وأصحاب القرار برأيه للشعب اللبناني.

فكانت كلفة السيادة، محاولة الإلغاء والنفي و 13 تشرين الأول الأسود.

ahel-haret-hreik

أحد أهالي حارة حريك، ينقل عن والدته أنها قالت له: عندما علقّوا له أوّل نجمة، إجو الجيران والشباب أصحابو حتى يهنّوا، قالهم: “ما حدا يهنيني قبل ما صير قائد جيش”.

يوم كان ضابطاً اعتبر ميشال عون أنّه لن يستحق التهنئة قبل أن يتكلل بسيف وثلاث نجوم، فهو لم يعلم يوماً أنّه سيصبح دولة الرئيس، وفخامته، ورأس وطنٍ سيبقى فيه هو الأمل الوحيد لمن حملوا معه الشعلة على مدى 26 عاماً.

https://www.youtube.com/watch?v=HL9kSKo12SA