ليال الاختيار –
هناك أناس في الوطن يصعب الكلام فيهم، فكيف إذا حملوا قضية كتبت بحروف دماء وحياة.
أهالي الشهداء أبوا الاّ أن يوجهّوا كلمات نابعة من القلب الى بيْ الكلّ، وبيْ الوطن.
هم الذين عايشوا خسارة أبنائهم وأحبابهم في المؤسسة العسكرية، يروون أحزانهم، ولكن بكل فرح، مصدره المؤسسة التي يتغنون أنّ أبناءهم إفتدوها بأرواحهم، بما أنّهم لبسوا البدلة نفسها التي لبسها الجنرال.
والدة جورج بو صعب، وشقيقته، تقبلان الصورة كلّ يوم، هما اللتان تعتبران أن شهادته حيا’
شقيقته جومانا بوصعب تقول: نحنا عرفناك بَيْنا كلنا، وبالأخصّ بيْ الشهدا. والقضية ما رح تموت طالما إنتا وراها.
والدة جورج ابو صعب سميرة، تقول: فخر لإلنا إنو عشنا بزمن، في جنرال ميشال عون، اللي مش هوي رجل، هوي مشروع، هوي رؤية، هوي مبدأ وقضية. ووطن.
رشا أبو غزالي تطمئن أخاها الذي في السماء عن أخيه الذي ما زال في المؤسسة العسكرية، تقول: إذا عم يتطلع علينا من فوق خيّيي، أكيد مرتاح اليوم، وبكرا ولستْ سنين جايين. ولأنو خييي الطابط (ملازم أول) اليوم هوّي بإيدين أمينة، ولأنو رجعت هيدي البدلة المرقطّة تحكم بلبنان.
أمّا حياة صدقة فقصتها مختلفة، حيث افتدى زوجها ثم ولدها، وبالطريقة نفسها الوطن. الىان رحيلهما لم يذهب سدى، إذ أنّ الوطن أصبح بأيدٍ أمينة، تقول: لأبنائنا الذين استشهدوا، من رجالنا اللي استشهدوا، منصليلك، تَ تكون فخر لإلنا. وأملنا، وتحقق حلمنا اللي كنا فيه من عزّ وسيادة والحرية والعنفوان. منشكرك ومنشكر ربنا إنو ضلينا طيبين لحدّ هالوقت تَ نشوف هالساعة.
كوليت زعرب، وبعد عشرات السنين على استشهاد زوجها في 13 تشرين الأول 1990، تقول: انتا بيْ الكبير لكلّ ولاد الشهدا بلبنان. وإنتا بيْ اللبنانيي كلن.
سوسي أوهانس تقول لزوجها، ها هي عدالة الحياة تتحقق بوصول حامي الإستقلال. تقول: يا جنرال: انتا رجل الثقة بكل ما من كلمة من معنى، وحققت حلم كل شهيد كان واقف الى جانبك، وعم يحاول يضحّي لحتى يدافع عن الوطن لبنان.
أخيراً وليس آخراً، ما أجمل أن يختصر اسم وحيد، فرحة كثيرين ووجعهم، وما أروع أنّ يشكّل العهد الجديد بارقة الأمل لكل من آمنوا بأنه خشبة الخلاص منذ البداية.
https://www.youtube.com/watch?v=ZKqKMfbJozo