– إعدام الأسير ضروري.. والقائد الذي غير المعادلات الدولية لن يفشل في تغيير وجه لبنان واعادته وطنا قويا معافى عظيماً (نسيم بو سمرا)
***
صدر الحكم المنتظر من المحكمة العسكرية بإعدام الارهابي احمد الأسير الذي أطلق الرصاصة الأولى على الجيش، وهذا ما أثبتته مقاطع الفيديو من كاميرات الأسير المركبة في مجمعه في عبرا، وهذا الحكم العادل والمشرف للمحكمة العسكرية كان يجب ان يصدر منذ سنوات، ولكن المماطلة والتسويف شابت هذا الملف الوطني الحساس على رغم ان نتيجته كانت استشهاد خيرة ابطالنا في الجيش اللبناني وعلى رأسهم الملازم أول المغوار الشهيد جورج بوصعب، فبهذا القرار التاريخي والذي سيكون عبرة، تختتم مرحلة وتبدأ أخرى، فالمرحلة السابقة شيئ والمرحلة الراهنة التي بدأت بعهد الرئيس العماد ميشال عون، شيئ آخر وهو عهد استعادة الدولة هيبتها وحزمها، لتعود الدولة الى الوطن وتعيد بالتالي المواطن الى الدولة، وليكن تنفيذ قرار الاعدام بحق المهرج احمد الأسير عبرة للمجرمين والتكفيريين والعملاء وهو حكم اثلج قلب امهات الشهداء ومسح دمعتهم الغالية على قلوبنا جميعا؛ هو حكم الشرف الصادر عن محكمة الكرامة؛ المحكمة العسكرية.
إذا اليوم استراحت ارواح شهداء جيشنا في عبرا واليوم تنام والدة الشهيد قريرة العين تحبس دمعتها فرحا بنيل فلذة كبدها حقه كما بحصولها على العدالة رغم ان لا شيئ في هذا العالم سيطفئ حرقة قلبها الحنون؛ واليوم استعاد شعب لبنان العظيم ثقته بقضائه، اما غدا فنأمل ان يتم تنفيذ حكم الاعدام بالارهابي المهرج ليكون اول حكم اعدام يوقعه الرئيس العماد ميشال عون في عهده فيعتبر منه الارهابيون الداعمون لاحمد الاسير كما المؤيدون له والمتعاطفون مع ارهابه، أما لوكلاء الدفاع عن الأسير فكلام آخر، وهم الذين يعتبرون انهم قاموا بواجبهم في إعطاء الفرصة للأسير بالدفاع عن نفسه وهذا حقه طبعاً في دولة تحترم القانون، إلا ان هول الجريمة التي ارتكبها الأسير بحق الوطن، تفتح الباب على وجهة نظر أخرى وبغض النظر عن رأي أهالي الشهداء الذين لا يحق لأحد في هذا العالم المزايدة عليهم، وتقول ان العدالة تتحقق بسرعة المحاكمة وإصدار الحكم وبخاصة في قضايا الارهاب، اما ما حصل في محاكمة الأسير من تسويف ومماطلة في الاجراءات وتأجيل الجلسات، فيظلم ضحايا الارهاب، ويشجع الارهابيين على ارتكاب جرائمهم، في حين يعتبر المحامون وكلاء الدفاع عن الأسير ان حق الدفاع عن النفس مقدس ولا يحتمل التفسيرات فحقوق الدفاع هي رسالة تلزم وكلاء المتهم بإعطائه كل الفرص والمحامي هو ركن المحاكمة الجنائية .
وفي هذا السياق أكشف بعض ما دار بيني وبين أحد ابرز وكلاء احمد الأسير قبل صدور حكم الإعدام، في دردشة مطولة معه، ومع حفاظي على مبدأ “الجلسة بالأمانات”، اذكر العناوين الاساسية من دون الغوص بالتفاصيل القانونية التي اشبعت تحليلا وكتب عنها الكثير، ولذلك سأركز على بعض العناوين السياسية والوجدانية والتي أوضحت فيها للوكيل ان عهد الرئيس عون لا يشبه العهود السابقة ونحن بدأنا بإدخال المجرمين الحقيقيين الى السجون من:
– ابو عجينة وابنه تاجر السيارات المسروقة الى،
– ابو طاقية الذي افتضح امره بعدما القي القبض على نجله الارهابي مثله، اما،
– الأسير
فأكدت لوكيله ان حكم الاعدام سيصدر بحقه وسنعمل على تنفيذه بغض النظر عن التمييز الذي تعملون على تحضيره وأضفت في دردشتي معه ان الاعدام للأسير هو الحل الوحيد لتبريد قلب أهالي الشهداء اما الهدف التالي فهو إدخال الداعمين والممولين والمتواطئين والمتعاطفين مع حركة الأسير التكفيرية، الى السجون، وتوقعت لوكيل الدفاع ان يحصل على توكيل عدد كبير من هؤلاء الارهابيين في المستقبل ليدافع عنهم، واكدت له ان هذا العهد سيدشن الصالة الجديدة في سجن رومية ليحاكم فيها المتهمون بارتكاب اعمال ارهابية، وفي ما خص قانون العفو الذي يطالب به اهالي الموقوفين الاسلاميين قلت له ان لا عفو في عهد الرئيس القوي والسياسة والقضاء سنجعلها في خدمة الشعب والجيش، وشكرت المحامي الكريم على المعلومات التي زودني بها حينما قلت له اننا سنشهد على شنق الأسير، بكشفه وهو مطمئن انه لا يوجد اعدام تنفيذي في لبنان واحكام الاعدام في العسكرية تنفذ رمياً بالرصاص ومنذ زمن بعيد لم تنفذ احكام الاعدام والذي ينتهي في النقض بتخفيفه الى الأشغال الشاقة، فأشرت له الى اننا سنطالب إذا بإعدامه رميا بالرصاص ولكن في ساحة عامة.
بالعودة الى موضوع نقض الحكم الذي يعول عليه وكلاء الأسير وعائلته، مستندين الى ادعاءات واهية تقوم على نظرية مختلقة، وتدعى “من اطلق الرصاصة الأولى على الجيش“، وهم عرضوا هذه النظرية واستندوا اليها خلال المحاكمة قبل اصدار حكم الاعدام وقبل طردهم من الجلسة، مدّعين ان هناك من افتعل فتنة بين الجيش وميليشيا الأسير، لأن القوات المسلحة الرسمية لا تهاجم احدا الا بامر مهمة وكل التحركات كانت مشبوهة ومفتعلة والمسؤول الأول عن موت الجندي هو من اعطاه الامر بالهجوم، فأجبته ان قصة الرصاصة الاولى من ابداعاتك ولا تمر على احد والعناصر الجرمية متوفرة بالصوت والصورة والاسير كان يحرض على الجيش اكثر ما كان يحرض على المقاومة وهو حتى لو لم يطلق الرصاصة الاولى لكنه يحاكم على فعل التحريض ضد الجيش كما على الفتنة الطائفية التي أحدثها، وأضفت قائلا له ان حسنا فعل الحزب في حال صحت نظريتك بجر الارهابي الاسير الى صدام مع الجيش لأن الأسير فتنوي ويجب ان يحاسب على كل كلمة تحريضية ادلى بها من على المنابر خلال حركته في عبرا التي وان تميزت بهزليتها ولكنها شكلت خطرا على الأمن القومي..
وقد تطرقت الى نقطة قانونية كانت اثيرت كثيرا في الاعلام لأحصل على رأي محامي الأسير في هذا الاطار وهي قصة المماطلة والتأجيل وعدم حضور محامي الدفاع للجلسات، قائلا له ” انت تقدمت بمراجعتك الاخيرة لجهة غير صالحة للنظر بالمراجعة وانت بالذات لا يمكن ان ترتكب هكذا خطأ قانوني وفعلت هذا بهدف المماطلة”، فأجابني انه قطعا لم يفعل هذا بهدف المماطلة وهو اكبر محامي في البلد ويذهب بقضيته الى النهاية، مشيرا الى ان القاضي له صفتان بالانابة اعلى وبالاصالة اقل، والمحامي يبدأ دائماً بالأعلى وفي حال لم تقبل المراجعة ترفع حينئذ المراجعة امام الجهة الصالحة.
وحين تطرق محامي الأسير في دردشتي معه الى السياسة اجبته ان الموضوع ليس طائفياً كما ان القانون لا يجب التلاعب به والتسويف والمماطلة وانت كمحامي استخدمت الثغرات في القانون لتأجيل الحكم وهذا لا يجوز، وصحيح انك “اقوى محامي في لبنان” ولكنك تستخدم التحايل على القانون لصالح موكلك وهذا وان كان قانونيا فهو غير اخلاقي والاسير مجرم وسيعدم في عهد الرئيس عون، وهنا قال لي وكيل الدفاع: “يا استاذ نسيم تذكّر نصيحتي، فأجبته فورا “لا استاذ انا بفضل ما امشي بنصيحتك لأن بعد غضب ام الشهيد ما في شي بيستاهل وانت كل غضب اهالي الشهدا موجه عليك”، وأضفت ان الأسير هو الفتنة بحد ذاته ولا يجوز مقارنته بالمقاومة التي لولاها لكنا اليوم سبايا عند داعش وأكملت ان الأسير في الاساس لا يحق له ان يمتلك السلاح ويدافع عن نفسه وضد من؟ ضد الجيش، “هذا التكفيري ضيعان رنجر الجيش يدعسو“، وحين تطرق وكيل الدفاع الى العهد الجديد جاء جوابي كالتالي: ” بشار الأسد سيحكم العالم انطلاقا من قصر المهاجرين ولن يكون فقط حاكم سوريا، ورح نعمر سوريا نرجع، والشركات الصينية والروسية جاهزة لأعادة البناء وسيتسابق الاوروبيون لأخذ مشاريع اعمار في سوريا، في حين روسيا والصين ودول البريكس يحكمون العالم اليوم بالاقتصاد كما بالعسكر”، وأضفت “ان سلاح المقاومة باق الى ابد الأبدين وطالما بقيت اسرائيل لن نتخلى عن السلاح الذي رفع اسم لبنان عاليا وأعاده لاعبا اقليميا في المعادلة الجيو- سياسية، وحماه من العربدة الاسرائيلية كما من الهجوم التكفيري عليه، وختمت حديثي مع المحامي الكريم بالقول: انتبه لما قاله شامل روكز الذي لولاه لكان الاسير يحكم لبنان بدل ان يكون في السجن؛ بأن المعادلة الماسية اليوم هي جيش شعب مقاومة والرئيس عون وهذا هو مستقبل لبنان”، وأضفت “طول بالك عنا بعد خمس سنوات ونصف من حكم ميشال عون هذا القائد الذي غير المعادلات الدولية لن يفشل في تغيير وجه لبنان واعادته وطنا قويا معافى عظيما“.