جهاد نافع-
ما إن انطلقت معارك فجر الجرود في رأس بعلبك والفاكهة والقاع حتى كان الالتفاف الشعبي في طرابلس وعكار ومناطق الشمال في ارفع مستوى تعبيرا عن حجم الاحتضان الشعبي في الشمال للجيش اللبناني لا سيما في مدينة طرابلس التي انتفضت فاعلياتها معربة عن اهمية خوض الجيش اللبناني معركة دحر الارهاب في جرود السلسلة الشرقية وتطهيرها من الظلاميين الارهابيين الذين عاثوا فسادا في تلك الجرود التي شكلت ممرا ومنبعا للارهاب الذي مد اصابعه السوداء الى مناطق لبنانية عديدة بسيارات مفخخة او بانتحاريين غسلت ادمغتهم.
معارك الجيش اللبناني في الحرب على الارهاب باتت حديث المجالس السياسية والشعبية في طرابلس والشمال وليس خافيا على احد ان حالة الالتفاف حول الجيش اللبناني والتأييد له بلغت مرحلة الايمان بان الجيش وحده صمام الامان وانه المؤسسة الضامنة لامن واستقرار البلاد حين ترفع ايدي الساسة عنه ويترك له القرار في المسائل المفصلية والمصيرية لا سيما وان هذه المؤسسة هي المصهر الوطني لكل الطوائف والمذاهب والاطياف بولاء وطني واحد وقد اثبت الجيش قدرته القتالية الفذة في مواجهة عصابات الارهاب في مناطق جردية شاسعة ووعرة.
ويوم امس ترجم الاحتضان الشعبي للجيش اللبناني في طرابلس وفي عكار ومناطق شمالية عديدة حيث تداعت الهيئات والجمعيات والقوى السياسية على تنظيم وقفات تضامنية داعمة للجيش بدءا من ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس الى ساحات حلبا والعبدة والمنية لانارة الشموع واطلاق شعارات التأييد والدعم المعنوي للجيش وشهدت عبد الحميد كرامي اضخم حشد شعبي من جميع مناطق الشمال تضامنا مع الجيش.
ساحة عبد الحميد كرامي المعروفة بساحة النور والتي كانت لعدة سنوات الساحة التي حولتها المجموعات المتطرفة التكفيرية الى ساحة اعتصامات وتجمعات ترفع فيها الرايات السوداء وهي الساحة نفسها التي احتشد فيها المتطرفون الذين رفعوا على اكتافهم الارهابي شادي مولوي هي نفسها الساحة التي نزعت عنها رداء التطرف المفتعل والتي البسوها عنوة ذلك الرداء الاسود هي اليوم عادت لتكون ساحة الانصهار الوطني التي جمعت الحشود المؤيدة والداعمة والمتضامنة مع الجيش اللبناني بمعنى انها عادت الى اصالتها لتلقي عنها وصمة التطرف والارهاب لتعود طرابلس مدينة ترفع رايات الشرف والتضحية والوفاء والعلم اللبناني الذي اجتمع تحت ظلاله حشود من طرابلس وعكار والمنية والضنية وبشري وزغرتا والكورة بدعوة من رابطة اصدقاء الجيش في الشمال وقدامى القوات المسلحة واللجنة الوطنية من متقاعدي الجيش وجمعيات كشفية وهيئات مدنية.
كما اجمعت قيادات سياسية ودينية مختلفة على تأييد ودعم الجيش في مكافحة الارهاب المتمثل بـ«داعش» والنصرة باعتبارهما فصائل ارهابية تكفيرية مجرمة عبثت بالدين وبالمجتمع وحرفت منهج الاسلام السمح والقويم وحاولت العبث بعقول الفتيان والتغرير بهم وقد رأى رجال مسلمين في طرابلس والشمال اهمية تدمير المنظمات الارهابية التكفيرية لحماية الرسالة الاسلامية من التشويه حسب ما قاله احد العلماء المسلمين الشماليين في معرض تأييده لمعارك الجيش اللبناني الذي قدم ويقدم التضحيات من خيرة جنوده دفاعا عن امن وامان الوطن.
وتلقت عكار خبر استشهاد جنديين من ابنائها في جرود رأس بعلبك (باسم موسى من برقايل وعثمان شديد من الكويخات) فان ذلك يؤكد على التوأمة بين الجيش وعكار وثبات وحدة الدم بين عكار والجيش اللبناني في كل المعارك المفصلية وبالتالي اثبات بان لا مكان للارهاب والتطرف في الشمال الذي لم يعد بيئة حاضنة للارهاب التكفيري حسب ما حاولت تلك المنظمات اشاعته والنيل من الفتيان بغسل ادمغتهم وقد انهار مشروعهم التكفيري وانهارت امارتهم الموغلة في الجهل التي اقامتها في جرود السلسة الشرقية.
سبق لعكار ان استقبلت منذ اسابيع جنود وجرحى خاضوا معركة تطهير جرود عرسال من منظمة النصرة الارهابية التكفيرية المجرمة وكانت استقبالات شعبية منقطعة النظير شكلت استفتاء شعبيا داعما للجيش بعفوية متناهية، وتستعد عكار اليوم لاستقبال شهيديها في معارك تطهير جرود رأس بعلبك من «داعش» المجرمة وتعلن من جديد الولاء للجيش اللبناني بقناعة لا لبس فيها ان المؤسسة العسكرية تحمي حدود الوطن من التطرف والارهاب التكفيري.
وفي ظل هذا التأييد الشعبي والسياسي العارم للجيش اللبناني بالرغم من تصريحات بعض السياسيين التي اعتبرتها بعض الاوساط انها تصريحات موسم الانتخابات ليس الا.. غاب بعض النواب عن تصريحات التأييد للجيش في معاركه ضد الارهاب بل لاحظت اوساط شعبية ان وجوما وصمتا اصاب بعض النواب حيال مجريات المعارك في جرود السلسة الشرقية التي اسقطت مشروعا سياسيا -ارهابيا واسع المدى كان بعض الساسة وبعض القوى وبعض الهيئات الدينية ادوات في هذا المشروع وشكلت انتصارات الجيش اللبناني والمقاومة على الارهاب صدمة بالغة لهذه القوى باسقاط مشروع خطير ظنوا للوهلة الاولى انهم سيحققون به اوهامهم التكفيرية.
فطرابلس اليوم خرجت كما خرجت عكار لتعلنا الوجه الحقيقي للشمال الرافض للارهاب والتطرف ولتعود طرابلس وعكار والشمال كلها مساحة للحرية ولوحدة العيش ولروح الاسلام والمسيحية في تآخ وانصهار وطني ومساء امس كانت كل فئات الشعب واطيافه من طوائف ومذاهب واتجاهات موحدة في الرأي والنهج التفافا حول الجيش اللبناني في وقفات تضامنية تؤكد حقيقة طرابلس والشمال.