فادي عيد-
يتزايد الحديث في الأوساط الأمنية والديبلوماسية حول الحسم الآتي في جرود عرسال، في ضوء سقوط كل المفاوضات التي كانت جارية مع تنظيم «داعش» وجبهة «النصرة» ومجموعات متطرّفة تتمركز على طول الجبهة الشرقية من عرسال إلى القاع مروراً برأس بعلبك. وتكشف معلومات ديبلوماسية، عن محاولة أخيرة أو ما يسمى بمفاوضات «الربع الساعة الأخير» خلال الأيام القليلة المقبلة من أجل انسحاب المسلحين إلى الداخل السوري وإلى إدلب من خلال معبر آمن يتم الاتفاق عليه ضمن تسوية متكاملة، كما سبق وحصل في أكثر من منطقة سورية. وأوضحت أن جبهة «النصرة» أحبطت المفاوضات التي كانت بدأت منذ أشهر وقبيل الوصول إلى نتائج حاسمة، وعلى الرغم من أنها أدّت إلى عودة عشرات العائلات إلى القرى الحدودية السورية. وأكدت هذه المعلومات، أن منطقة الجرود قد دخلت في مرحلة التحضيرات الميدانية اللوجستية والعسكرية لمعركة الحسم، وأن الاستعدادات ستكون منجزة خلال الساعات المقبلة تمهيداً للمعركة الفاصلة، كما تسميها الأطراف السياسية والحزبية في منطقة عرسال.
ومن شأن التطوّرات العسكرية المرتقبة بقاعاً، أن ترخي بظلالها على مجمل المشهد الأمني، كما توقّعت المعلومات الديبلوماسية، ذلك أن التركيز يتم حالياً على التنسيق بين كافة الأجهزة اللبنانية لإقامة شبكة أمان منيعة في وجه أي عمليات تسرّب للإرهابيين من الجرود باتجاه مخيّمات النزوح السوري كمرحلة أولية، وإلى القرى المجاورة كمرحلة ثانية. وأضافت أن أكثر من احتمال قد وضعته القيادات الأمنية في الأسابيع الماضية، ومنذ بدء عملية الإمساك بأمن الحدود الشرقية وطرد المجموعات الإرهابية منها، ووضع حدّ لتهديدها للداخل اللبناني. ومن بين هذه الاحتمالات التحرّك سريعاً للانقضاض، وبشكل مسبق، على أي عناصر أو خلايا إرهابية تعمد إلى التحرّك كمجموعة، كما حصل مع الشبكة التي تم القبض عليها من قبل الجيش اللبناني الأسبوع الماضي، وكذلك منع أي «ذئاب» منفردة من التحرّك بحرية وتنفيذ عمليات انتحارية على الساحة اللبنانية. وشدّدت على أن الحراك الأمني الوقائي، قد أثبت فاعلية مطلقة، وهو التدبير الضروري والحازم في وجه التنظيمات المتطرّفة والإرهابية التي ترفض التسليم بالأمر الواقع الجديد في سوريا، وتعارض أي تسوية تؤدي إلى ترحيلها إلى مناطق يسيطر عليها تنظيم «داعش».
ومن جهة أخرى، تحدّثت المعلومات الديبلوماسية عن ترقّب غربي، ولا سيما من قبل دول التحالف الدولي ضد «داعش»، للتطوّرات العسكرية المرتقبة في جرود عرسال، لافتة إلى أن المعركة المرتقبة تؤسّس للمرحلة الجديدة في سوريا، وذلك في سياق التفاهمات الدولية التي انطلقت أخيراً للوصول إلى تسوية سياسية للصراع، قوامها الحوار السياسي بين النظام السوري والأطراف المعارضة انطلاقاً من مفاوضات جنيف الأخيرة. وكشفت عن أن الدخول في تفاصيل هذه المعركة ليس ممكناً من قبل أي جهة خارجية، موضحة أن الوقائع التي ظهرت أخيراً وشكّلت أدلّة قاطعة على تورّط بعض النازحين في مخيّمات عرسال مع الإرهابيين ومشاركتهم في مخطّطات تهدف إلى ضرب الاستقرار في البقاع، كما في أي مناطق أخرى.
وفي هذا الإطار، اعتبرت أنه من الضروري الحذر من أي تحدّ أمني يرافق معركة تحرير الجرود من التنظيمات الإرهابية، وذلك من خلال جهوزية كاملة لكافة الأجهزة الأمنية، تزامناً مع دعم سياسي غير مشروط للمؤسّسة العسكرية لمواصلة تنفيذ الخطة الأمنية التي باشرتها منذ أسابيع في الجرود لتطهيرها من الإرهابيين.
-الديار-